سياسة دولية

روسيا تعزز حصارها للعاصمة كييف.. وجولة محادثات جديدة

دعا البابا فرنسيس الأحد إلى وقف "المجزرة" في أوكرانيا- جيتي
دعا البابا فرنسيس الأحد إلى وقف "المجزرة" في أوكرانيا- جيتي

زادت القوات الروسية من تواجدها في المناطق المحيطة بالعاصمة الأوكرانية كييف، مع ترقب لجولة محادثات جديدة بين الطرفين.

 

وبحسب وسائل إعلام أوكرانية، فإن الطرق المؤدّية إلى جنوب كييف هي فقط التي لا تزال مفتوحة. وباتت العاصمة بحسب مصادر أوكرانيّة، محاصرة بشكل متزايد بالجنود الروس الذين دمروا مطار فاسيلكيف السبت.

 

وقالت أوكرانيا إنه تم الاتفاق مع روسيا على فتح 10 ممرات إنسانية اليوم.

 

وعلى صعيد السلامة النووية، فقد عبّر أوليفييه غوبتا المدير العام للهيئة الفرنسية للأمن النووي الذي يرأس أيضا شبكة هيئات السلامة النووية في غرب أوروبا (وينرا)، الاثنين، عن القلق من "إضعاف" الأمان النووي في أوكرانيا جراء الحرب.

 

وقال غوبتا في مقابلة مع صحيفة "ليزيكو" الاقتصادية الفرنسية: "يبدو لي أن السؤال الأول هو إضعاف السلامة (النووية)، سواء بسبب الانقطاعات في التغذية الكهربائية أو بسبب الصعوبات التي تواجهها الأطقم في أداء مهمتها".

 

وبعد اجتماعات عقدها خبراء للبحث في هذا الموضوع، أضاف غوبتا أن خطوط كهرباء هامة تسمح بتوفير قدرة تبريد مستمر قد "تدهورت" وأن السلسلة اللوجستية لوصول قطع الغيار إلى المواقع النووية الأوكرانية "ضعفت".

 

ماريوبول بلا مساعدات

 

وواصلت القوّات الروسيّة قصف الجنوب الأوكراني في وقتٍ كانت فيه مدينة ماريوبول المحاصرة تأمل في وصول قافلة مساعدات إنسانيّة.

 

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبيل ظهر الأحد، إنّ القافلة تحتاج إلى "ساعتين (للوصول إلى) ماريوبول على بُعد 80 كلم".

 

إلا أنّ مستشارًا لرئيس البلدية قال مساءً، إنّ الآليّات عادت أدراجها بسبب الضربات الروسيّة التي لا تتوقف. وستُجرى محاولة أخرى الاثنين.

 

وماريوبول مدينة ساحليّة استراتيجيّة واقعة في جنوب شرق البلاد بين شبه جزيرة القرم ودونباس، تفتقر إلى الطعام وسكّانها محرومون من الماء والغاز والكهرباء والاتصالات.

 

وقد قُتل فيها أكثر من 100 شخص منذ بدء الهجوم الروسي وحذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من "أسوأ سيناريو" فيها.

 

من جانبه، دعا البابا فرنسيس الأحد إلى وقف "المجزرة" في أوكرانيا، معتبرًا أنّ ماريوبول "أصبحت مدينة شهيدة في الحرب الوحشيّة التي تدمّر أوكرانيا".

 

اقرأ أيضا: مقتل أكثر من ألفي شخص في "ماريوبول".. روسيا تواصل التقدم

قصف في ميكولايف

 

لا تزال مدينة أوديسا في الجنوب تستعدّ لهجوم القوات الروسية التي تركّز هجومها حاليًا على بعد حوالي مئة كيلومتر إلى الشرق في مدينة ميكولايف.

 

وقُتل ما لا يقلّ عن 11 شخصًا الأحد في ضربات روسية على هذه المدينة الساحلية، بحسب السلطات الأوكرانية.

 

وفي خيرسون الجنوبية أيضًا، تظاهر آلاف الأوكرانيين ضد احتلال مدينتهم من جانب الجيش الروسي، بحسب وسائل إعلام محلية.

 

وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على موقع وسيلة إعلامية مستقلة حشدًا يهتف "عودوا إلى بلدكم!"، و"عودوا إلى بلدكم ما دمتم أحياء!" و"خيرسون أوكرانية".

 

محادثات جديدة

 

انطلقت جولة رابعة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، الإثنين، في إطار بحث سبل التوصل إلى حل للأزمة بين البلدين والتصعيد العسكري الأخير بينهما. 
 
وبدأت المفاوضات صباح الإثنين، وجرت بين وفدي البلدين عبر تقنية الفيديو كونفرنس، وذلك على خلاف الجولات السابقة. 
 
وعقدت الجولتان الأولى والثانية في بيلاروسيا بين وفدين من البلدين، أما الثالثة فكان اللقاء بين وزيرَي الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا في تركيا، الخميس الماضي. 
 
وقال ميخائيلو بودولياك، أحد المفاوضين الأوكرانيين، إن الجولة الرابعة من المحادثات بين البلدين "ستركز على التوصل لوقف إطلاق النار وسحب القوات (الروسية) والضمانات الأمنية التي تطلبها كييف". 
 
وكتب على تويتر: "الجولة الرابعة من المفاوضات حول السلام ووقف إطلاق النار والانسحاب الفوري للقوات والضمانات الأمنية. نقاش صعب". 
 
وأضاف أنه يعتقد أن روسيا "لا تزال تعيش في وهم بأن 19 يوما من العنف ضد المدن (الأوكرانية) السلمية هو الاستراتيجية الصحيحة". 

 

وفي سياق متصل، ذكرت وزارة الخارجية الروسية أنها لا ترى سببا لإرسال قوات حفظ سلام تابعة لهيئة الأمم المتحدة إلى أوكرانيا، نظرا لأن الوضع يخضع بالكامل لسيطرة قواتها.


وقال مدير إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية الروسية، بيوتر إيليتشيف، إن "إرسال قوات حفظ سلام أممية إلى أوكرانيا ليس مطروحا على جدول الأعمال بالأساس، حيث إنها ليست على جدول أعمال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو أي منصات دولية أخرى".


وتابع إيليتشيف بأن "المسار الإضافي لتسوية الوضع في الأزمة الأوكرانية سيعتمد على استعداد الجانب الأوكراني للبحث عن حلول وسط. وبالتالي، فإن الوضع الراهن لا ينص على أي مشاركة لأي وحدات حفظ سلام تابعة للمنظمة الدولية".

 

اقرأ أيضامواقع روسية: زيلينسكي يبث مقطعا حديثا ظهرت فيه طبيبة مقتولة

توتر على حدود بولندا

 

يتواصل التوتر العسكري قرب الحدود الأوكرانية مع بولندا، إذ تعرضت قاعدة عسكرية أوكرانية لقصف شنّه الجيش الروسي الذي أكّد الأحد أنّه قضى على "مرتزقة أجانب" ودمّر "أسلحة أجنبيّة".

 

فيما طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلف شمال الأطلسي (ناتو) الاثنين، بفرض منطقة حظر طيران فوق بلاده لاعتباره أنّ التمنّع عن ذلك سيؤدّي إلى هجوم روسي على دول الحلف.

 

من جهته ذكر المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسيّة إيغور كوناشنكوف أنّ "روسيا استهدفت المركز الدولي للحفاظ على السلام والأمن. يعمل مدرّبون أجانب هناك"، من دون تحديد ما إذا كانوا موجودين هناك أثناء الضربات.

 

وأكّد أنّه "نتيجةً لهذه الضربة، فقد تمّ القضاء على ما يصل إلى 180 من المرتزقة الأجانب (إضافة الى تدمير) كمّية كبيرة من الأسلحة الأجنبيّة".

 

وأكّد الجنرال البولندي فالديمار سكشبتشاك، أنّ هذه القاعدة تُستخدم لتدريب وحدات من القوّات الأجنبيّة مع متطوّعين يصلون إلى أوكرانيا لمحاربة الروس.

 

وإلى هذه القاعدة أيضًا يصل جزء من المساعدة العسكريّة المخصّصة لأوكرانيا من جانب الدول الغربيّة منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/ فبراير.

 

وقال المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي لقناة "ايه بي سي" إنّها "ثالث منشأة عسكريّة أو مهبط طائرات يضربه الروس في أوكرانيا الغربيّة في اليومين الأخيرين".

 

وأضاف: "يبدو واضحًا إذًا أنّهم يوسّعون أهدافهم، أقلّه لناحية الضربات الجوّية". وسبق أن استهدفت ضربات مطارًا عسكريًا في لوتسك (شمال غرب البلاد) السبت، ما أسفر عن مقتل أربعة عسكريّين أوكرانيّين، كما أنه استهدف مطار إيفانو فرانكيفسك في أقصى الغرب.

 

استهداف منشآت صحية


وُثّق "31 هجومًا" على مؤسسات الرعاية الصحية في أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لها، ما أسفر عن "12 قتيلًا و34 جريحًا على الأقلّ"، بحسب تعداد نشرته الأحد اليونيسف التي حذّرت من خطر "انهيار" القطاع الاستشفائي.

 

وقال المديرون العامون لليونيسف وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية، في إعلان مشترك نُشر الأحد، إن "نظام الرعاية الصحية في أوكرانيا يتعرّض لضغوط، وسيشكّل انهياره كارثة".

 

وأشارت تقارير نظام مراقبة الهجمات على خدمات الرعاية الصحية، التابع لمنظمة الصحة العالمية، إلى أنه في 24 حالة من هذه الحوادث، تعرضت مرافق رعاية صحية للتلف أو الدمار، فيما تضرّرت سيارات إسعاف في خمس حالات موثّقة.

 

وبحسب هذه المؤسسات، فقد سُجّلت 4300 حالة ولادة في أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لها في 24 شباط/ فبراير، ومن المتوقع أن تلِد 80 ألف امرأة أوكرانية في الأشهر الثلاثة المقبلة.

 

وجاء في الإعلان المشترك: "نعاني من نقص خطير في الأوكسجين والمعدّات الطبية، بما فيها (أدوات) إدارة مضاعفات الحمل".

 

روسيا تطلب مساعدة الصين

 

أفادت صحيفة نيويورك تايمز، الأحد، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين لم تسمّهم، بأن روسيا طلبت مساعدة اقتصادية وعسكرية من الصين لشن الحرب في أوكرانيا والالتفاف على العقوبات الغربية.

 

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين لم تسمّهم أن روسيا طلبت من الصين تزويدها بمعدات عسكرية للحرب ومساعدات اقتصادية لمساعدتها على تجاوز العقوبات الدولية.

 

ولم يحدد هؤلاء المسؤولون الطبيعة الدقيقة للمساعدة المطلوبة أو ما إذا كانت الصين قد استجابت.

 

وقال متحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن لعدد من وسائل الإعلام: "لم أسمع بذلك قط".

 

تأتي هذه المعلومات في وقت يلتقي فيه وفد أمريكي عالي المستوى مسؤولا صينيا رفيعا، الاثنين في روما، وفق ما أعلن البيت البيض، في موازاة تحذيره بكين من أنها ستواجه "عواقب" شديدة في حال ساعدت روسيا في الالتفاف على العقوبات التي فرضت عليها ردا على غزو أوكرانيا.

 

ويناقش مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان، مع كبير الدبلوماسيين في الحزب الشيوعي الصيني يانغ جيشي "الجهود الجارية للتعامل مع المنافسة بين بلدينا وتداعيات الحرب الروسية ضد أوكرانيا على الأمن الإقليمي والدولي"، وفق ما جاء في بيان صدر عن الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إميلي هورن الأحد.

 

ورفضت بكين أن تندد بالغزو الروسي وقالت مرارا إن "توسع (حلف شمال الأطلسي) باتّجاه الشرق" هو السبب في ازدياد التوتر بين روسيا وأوكرانيا، مكررة بذلك المبرر الأمني الأبرز الذي تحدّث عنه الكرملين.

 


التعليقات (1)
"فيسبوك جزء من جهاز الاستخبارات الأمريكية" - وشهد شاهد من أهله (أمريكا).
الإثنين، 14-03-2022 03:07 م
""علَّقَ قرّاء ومستخدمو الموقع الإلكتروني الأمريكي Breitbart على قرار السلطات الروسية حجب فيسبوك لأنّه منع الوصول إلى الكثير من صفحات وسائل الإعلام الروسية. لاحظ العديد من المستخدمين، أن إدارة شركة فيسبوك نفسها مسؤولة عن رد الفعل هذا وتتحمل عواقب مثل هذه الإجراءات القاسية، وأعرب البعض منهم عن أسفه لأن هذه الشركة لا تزال تعمل في الولايات المتحدة. وقال المستخدم "Martygreencheks": "هذا لمصلحة روسيا" و "كل الأمريكيين تقريبا يتفقون مع بوتين في هذا الأمر". وأعرب المستخدم "HillaryIsALoser" عن رغبته في أن "يتمكن بوتين من حجب فيسبوك في بلادنا أيضا، وأن يحظر معه تويتر كذلك". وشدد المستخدم "Triggerhappy Ranch"، على أنه لا يعتب ولا يدين الجانب الروسي لأن "فيسبوك جزء من جهاز الاستخبارات الأمريكية". وقال المستخدم "ديسي" : "إنه يجب التحقيق في دور مارك زوكربيرغ في انتخابات 2020 بنفس الطريقة التي تم بها التحقيق مع ترامب".""