هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رغم التحذيرات الدولية من التصعيد أو وجود سلطات موازية ربما تعيد الصدام إلى المشهد في ليبيا إلا أن وزراء في حكومة البرلمان برئاسة باشاغا لا زالوا يؤدون اليمين الدستورية أمام رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح وسط حديث عن هجوم قوات تابعة لهم على مقر رئاسة الوزراء في بنغازي والسيطرة عليه.
وقام وزراء في حكومة باشاغا بأداء اليمين أمام عقيلة صالح بعد تعذر حضورهم جلسة البرلمان الأخيرة ما أثار تساؤلات حول أهداف هذه التصرفات وما إذا كان عقيلة وباشاغا سيتجاوزان الكل وتثبت حكومتهم كأمر واقع.
وجاءت هذه الخطوة مع توارد أنباء عن قيام مسلحين تابعين لحفتر بالسيطرة على مقر رئاسة الوزراء في مدينة بنغازي (شرق البلاد) وطرد الموظفين منها وتمكين طاقم حكومة باشاغا من المقر.
وتواصلت "عربي21" مع المكتب الإعلامي لحكومة الدبيبة للتعليق على الأمر أو تأكيده لكن المتحدث باسم الدبيبة، محمد حمودة امتنع عن التعليق.
كما تواصلت "عربي21" مع النائب الأول لرئيس الحكومة الليبية، حسين القطراني لتوضيح الصورة كون المقر يتبعه مباشرة إلا أن الصحيفة لم تلق أي تجاوب.
"تحالف باشاغا-حفتر"
من جهته، قال وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي إنه "إذا تأكد ما حدث في بنغازي من السيطرة على مقر رئاسة الوزراء فلن يحدث ذلك في طرابلس لعدم سيطرة حفتر على مدن الغرب وكذلك لأن حكومة باشاغا غير معترف بها من قبل "الميليشيات" المسيطرة على العاصمة".
اقرأ أيضا: تمسك دولي بالانتخابات.. الدبيبة يتهم البرلمان وباشاغا بالقاهرة
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أنه "قد يلجأ باشاغا للقوة للسيطرة على مقرات الحكومة شرقا وجنوبا إذا طلب مساعدة القيادة العامة (حفتر) والتحالف معها كون الشرق والجنوب تحت سيطرة قوات حفتر، كما أن الأخير ومعه عقيلة صالح هم من فرضوا حكومة باشاغا على الجميع"، حسب كلامه.
وتابع الوزير وهو مقيم في الشرق الليبي: "حل الأزمة الراهنة والثنائيات لن يأتي من قِبل البرلمان ولن يحل الإشكال القائم الآن بين الدبيبة وباشاغا إلا إذا تدخل أعيان مدينة مصراتة كون الطرفين يخضعان لطلب مدينتهم في غرب البلاد"، كما رأى.
"سلطة موازية"
في حين رأى السفير الليبي وكبير المستشارين سابقا بالأمم المتحدة، إبراهيم قرادة أن "إخفاق جهود باشاغا في الدخول إلى طرابلس ومزاولة عمله من مقر الحكومة هناك جاء نتيجة وجود تأييد والتفاف شعبي وميداني في طرابلس، وكذلك البرود السياسي الدولي في استقبال خطوة البرلمان، بعدم وجود اعتراف دولي وإقليمي".
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن "إصرار باشاغا على العمل يعني التوجه نحو حكومة موازية، ولكن هذه المرة ستختلف عن سابقتها من حيث الوضع الدولي الراهن وبالأخص المتعلق بروسيا وعلاقتها بأحد الأطراف السياسية، إلى جانب فقدانه للكثير من سنده في غرب ليبيا مما يجعله ضعيفا"، حسب تعبيره.
وتابع: "هذا الضعف قد يزداد حال تسلط رئيس مجلس النواب والمشير حفتر على تصرفاته، والأهم هو وضع المصرف المركزي باعتباره خزنة وجهة الصرف والإنفاق العام، والحقيقة فالمصرف يراعي التوجهات الدولية، وخصوصا الغربية والأمريكية، ويصعب غير ذلك، لذا فمرور الوقت ليس في صالح باشاغا"، كما صرح.
"حصان طروادة"
في حين قال الضابط من الشرق الليبي، عقيد: سعيد الفارسي إن "عقيلة صالح لن يتراجع عن مخططه وأنه مستمر في تنفيذ التعليمات التي تقف وراءها دولة مصر بهدف إفساد المشهد السياسي ومحاولة تمكين حفتر من حكم ليبيا إن لم يكن بالانتخابات فسيكون بالقوة".
وأكد في تصريح لـ"عربي21" أنه "تم بالفعل اقتحام مقر رئاسة الوزراء في بنغازي وتمكين نائب باشاغا، علي القطراني من المقر بمساعدة قوات تابعة لحفتر وهو ما يؤكد أن الأخير سيسعى للسيطرة على العاصمة ولو بالقوة باستخدام "باشاغا" كحصان طروادة حتى لو أشعل حربا جديدة بتمويل سعودي ودعم روسي"، وفق مزاعمه.
اقرأ أيضا: هل تنجح واشنطن في الجمع بين الدبيبة وباشاغا في تركيا؟
"صدام مسلح"
الصحفي من الجنوب الليبي، موسى تيهو ساي قال إن "ما يحدث الآن جزء من حالة العبثية التي ينتهجها عقيلة صالح حيال المشهد السياسي الليبي وهو يعرف أنها لن تؤدي إلا لتعميق الأزمة السياسية ولا يمانع عقيلة حتى لو تطورت هذه الخلافات السياسية إلى صدام مسلح مقابل استمراره في المشهد".
وأضاف في حديث لـ"عربي21": "إذا استمر باشاغا في مسايرة عقيلة صالح في الأحادية هذه فإن النتيجة ستكون باهظة الثمن على استقرار البلاد وإجراء الانتخابات ورغم التأكيد الدولي على ضرورة الحفاظ على حالة الاستقرار الحالية إلا أن عقيلة مستعد لأن يفعل كل شيء من أجل البقاء في منصبه".