هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية، إن ظاهرة "رهاب الإسلام" (الإسلاموفوبيا) بدأت بالانتشار بشكل ملحوظ في البلاد، حيث تتواصل النزاعات بين السكان المحليين والمسلمين في جميع أنحاء البلاد حول بناء المنشآت الإسلامية.
وأشارت
الوكالة إلى أنه في 17 آذار/ مارس الماضي، عقدت جماعات مدنية مؤتمرا صحفيا في شمال
العاصمة، قالت فيه إنها تعارض بناء مسجد للمسلمين في موقع قريب من خط الحدود
العسكرية، مطالبين بإلغاء تصريح البناء لحماية ما وصفوه بـ"جودة الحياة للسكان
المحليين والحفاظ على الهوية المحلية".
وقال معارضو
بناء المسجد إن السكان المحليين قلقون بعد أن سمعوا الأنباء عن بناء مسجد في
بلدة يون تشون، وشعروا بأن الوضع في المنطقة ربما يتدهور.
وهذه ليست
المرة الأولى التي تقع فيها النزاعات بين السكان المحليين والمسلمين حول بناء
المنشآت الإسلامية، بحسب الوكالة، إذ سبق أن احتج مواطنون في جنوب العاصمة على
أنباء بناء مسجد من طابقين في منطقة سكنية قرب جامعة كيونغ بوك الوطنية، وخرج
بعضهم في تظاهرات رافضة بحجة أن المسجد سيكون "مزعجا" للمنطقة.
ونقلت الوكالة
عن أستاذ علم الأنثروبولوجيا الثقافية في جامعة هانيانغ "لي هي-سو" قوله:
"مع ازدياد عدد رجال الأعمال والطلاب الوافدين من الشرق الأوسط والأسر متعددة
الثقافات، يزداد عدد الأماكن المخصصة للعبادة التي يستخدمونها أيضًا"، وأضاف:
"وهذه نتيجة طبيعية للتبادلات النشطة بين كوريا الجنوبية والدول
الإسلامية".
اقرأ أيضا: رفض فرنسي أوروبي هندي ليوم عالمي ضد "الإسلاموفوبيا"
ووفقًا للتقرير الذي أصدرته الرابطة الكورية لدراسات الشرق الأوسط حول الوضع الراهن للتوزيع الجغرافي للمساجد واستخدامها في كوريا الجنوبية، فإنه تم بناء ما لا يقل عن 150 مسجدًا حتى الآن، بما في ذلك المصليات الصغيرة، في جميع أنحاء البلاد منذ عام 1976 عندما بُني مسجد سيئول المركزي في حي إيتايون بسيئول. وتقدر الرابطة أن هناك حوالي 200 ألف مسلم في كوريا الجنوبية حاليا.
ويشير الخبراء
إلى أن ظاهرة الإسلاموفوبيا ناتجة في الغالب عن الجهل، مؤكدين أنه يجب اتخاذ
تدابير لحل سوء التفاهم.
وقال "لي":
"هناك إجحاف بأن المسلمين خطرون، ومع ذلك فإن اللاجئين اليمنيين المقيمين في
جزيرة جيجو، الذين عانوا من جدل مماثل قبل أربع سنوات، يعيشون بشكل جيد الآن دون
أي مشاكل".
ووفقًا لنتائج
المسح الذي أجرته الرابطة الكورية لدراسات الشرق الأوسط على 55 مسجدًا رئيسيًا في
البلاد، فإن 65.6%، أو 36 مسجدًا منها، تقع في مناطق تجارية فقيرة أو مناطق إعادة
تطوير أو في مناطق الضواحي.
وتبين أنه لا
توجد مناطق سكنية تقريبًا بالقرب من المنطقة التي سيتم فيها بناء المصلى للمسلمين
الذي أثار النزاع مؤخرا في بلدة يون تشون.
في وقت سابق الشهر الجاري، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالإجماع قرارا اقترحته باكستان يعتبر 15 آذار/ مارس من كل عام يوما لمكافحة الإسلاموفوبيا.
وتم تقديم المقترح من باكستان نيابة عن "منظمة التعاون الإسلامي" (OIC). ويصادف اليوم الذي اقتحم فيه مسلح مسجدين في كرايستشيرش بنيوزيلندا، مما أسفر عن مقتل 51 شخصا وإصابة 40 آخرين.
ويدعو النص غير الملزم إلى "تعزيز الجهود الدولية لتشجيع حوار عالمي بشأن تعزيز ثقافة التسامح والسلام على جميع المستويات على أساس احترام حقوق الإنسان وتنوع الأديان والمعتقدات".
ويعبّر القرار عن "الأسف الشديد لجميع أعمال العنف ضد الأشخاص على أساس دينهم أو معتقداتهم والأفعال الموجهة ضد أماكن عبادتهم، وكل الاعتداءات على الأماكن والمواقع والمزارات الدينية".
ويدعو النص جميع الدول الأعضاء والمؤسسات في منظومة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني والمنظمات الدينية إلى دعم زيادة الوعي على جميع المستويات في مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا.
وفي 15 أذار/ مارس 2019، شهدت كرايستشيرش مجزرة مروعة؛ حيث هاجم مسلح يدعى "برينتون تارانت" بأسلحة رشاشة المصلين في مسجدي "النور" و"لينوود".
وأسفرت المجزرة، التي بثها المنفذ مباشرة عبر حسابه على "فيسبوك"، عن مقتل 51 وإصابة 50 آخرين، حسب أرقام رسمية.