هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
زعم الأمن الفدرالي الروسي، أن البحرية الأوكرانية زرعت حقول ألغام من نوع "YM" و"YRM" يقدر عددها بـ420 لغما قرب موانئ "أوديسا" شمال البحر الأسود، وبسبب العواصف انقطعت الكابلات التي تربطها بالمراسي السفلية، وتحت تأثير الرياح قد تنجرف للجزء الغربي من البحر الأسود.
وآثارت المزاعم الروسية القلق بشأن إمكانية وصول الألغام الأوكرانية إلى مضيق البوسفور في مدينة إسطنبول التركية.
وحول انجراف الألغام وتشكيل ذلك تهديدا للمياه الإقليمية التركية والسفن، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن وزارة الدفاع تتخذ كافة التدابير اللازمة، مؤكدا أنه ليس هناك ما يدعو للقلق.
وبحسب التقارير الروسية فإن الألغام صنعت في النصف الأول من القرن العشرين وزرعتها أوكرانيا مع بداية الحرب في 24 شباط/ فبراير الماضي، وهو ما نفته السلطات الأوكرانية.
وذكر البيان الصادر عن الأمن الفدرالي الروسي، ونشرته وكالة "تاس": "نظرا لكون التيارات المهيمنة قرب هذه الموانئ سطحية جنوبية فإن إمكانية انجراف الألغام إلى مضيق البوسفور وإلى حوض البحر المتوسط غير مستبعدة".
صحيفة "حرييت" التركية، نقلت عن خبراء أن "الألغام الضالة" يمكن أن تصل إلى مضيق البوسفور من خلال التيار الناتج عن نهر الدانوب.
اقرأ أيضا: لماذا تريد أوكرانيا إشراك تركيا كدولة ضامنة في حل الأزمة؟
لكن مدير معهد الدراسات الاسترايتجية للبحر الأسود في أوكرانيا، أندريه كليمنكو، اتهم روسيا بإنشاء "مصيدة ألغام" لمنع حركة التجارة في مياه البحر الأسود، واتهام أوكرانيا بذلك.
وقال خبير بحري أوكراني إنه من الممكن أن تصل هذه الألغام إلى مضيق البوسفور في غضون أيام قليلة، مشيرا إلى أنه نظرا لصغر حجمها من الصعب الكشف عنها عبر صائدة الألغام "سونار".
المحامي التركي سيركان توبار في حديث لقناة "AHABER" ذكر أن الألغام تشكل تهديدا كبيرا لإسطنبول، مشددا على أن تتخذ تركيا إجراءات بشأن هذه القضية في أقرب وقت ممكن.
وتابع بأن أي خطر يهدد التجارة أو الأرواح فإن من يتحمل مسؤوليته البلدان المتحاربة، مما يلزمها التعويض.
وذكرت القناة التركية أن البحرية التركية أصدرت إعلاما بحريا "نافتكس" حذرت فيه السفن من خطر الألغام.
الأميرال التركي جهاد يايجي، رجح بأن أوكرانيا بالفعل تقف خلف زرع الألغام وليس روسيا، وذلك بهدف منع القوات الروسية من أي عملية إنزل بحري.
وأضاف في حديث لقناة "خبر ترك"، أن الاتجاه الحالي لنهر الدانوب هو مضيق البوسفور في إسطنبول، وإذا حدث بالفعل انجراف للألغام فهناك احتمال كبير جدا أن تتجه نحو المضيق، وهو أمر خطير للغاية.
وأشار إلى أن الألغام التي يبلغ وزنها 172 كيلو غراما يمكن الكشف عنها بواسطة "سونار" لكن من الصعب الكشف عن الألغام التي يبلغ وزنها 30 كيلو غراما، ويجب القيام بعملية بحث واسعة من أجلها.
وتابع بأن اللغم إذا لامس السفينة سينفجر ويغرقها، وما يجري يعيق عملية الإبحار في البحر الأسود، مؤكدا أن الألغام سلاح رخيص وخطير ومحظور.
اقرأ أيضا: انعكاسات خطيرة للحرب على أمن الغذاء عربيا وعالميا
وحول إمكانية وصولها مضيق البوسفور وانفجارها على الشواطئ، أكد يايجي أن هذا الاحتمال ضئيل، بسبب التدابير التي اتخذتها البحرية التركية بشأن اقتراب الألغام باتجاه المضيق.
وأضاف أنه يجب إنشاء ممر آمن، وتقوم سفن كاسحات الألغام التركية بعملية مسح مستمرة بالممر، وتوجيه النقل البحري إليه.
ما نوعية الألغام؟
أنتجت الألغام البحرية "YM" في عهد الاتحاد السوفيتي، ويحتوي اللغم الذي يبلغ حجمه 172 كغم، على 20 كغم من "TNT"، ويتم وضعها بالماء على عمق 1- 2 متر، وآلية انفجارها عبر "التلامس".
أما الألغام البحرية "YRM" فتزن 30 كغم، وأنتجت في عصر الاتحاد السوفيتي، وتزن كمية المتفجرات النشطة فيها حوالي 3 كغم، وتنفجر أيضا عبر التلامس، ومن المعلوم أن هذه النوعية متوفرة لدى روسيا وأوكرانيا.