صحافة دولية

"أويل برايس": نتائج عكسية لحظر الذهب الروسي

تمتلك روسيا مخزونات من الذهب تقدر قيمتها بنحو 132 مليار دولار- جيتي
تمتلك روسيا مخزونات من الذهب تقدر قيمتها بنحو 132 مليار دولار- جيتي

نشر موقع "أويل برايس" الأمريكي، تقريرا تحدّث فيه عن النتائج العكسية التي يمكن أن تحدث بسبب حظر الذهب الروسي، وتداعياتها على الاقتصاد في روسيا.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين فرضوا مجموعة من العقوبات الاقتصادية والتجارية على روسيا، في أعقاب غزوها لأوكرانيا، شملت حظر مشتريات النفط وعزلها عن نظام "سويفت" المالي. 

وردا على ذلك، فرضت روسيا بدورها حظرا على الصادرات بما في ذلك المعدات الطبية والسيارات والمواد الزراعية والكهربائية بالإضافة إلى بعض منتجات الغابات مثل الأخشاب. 

اقرأ أيضا: ما هو نظام "سويفت" العالمي.. وماذا يعني حرمان روسيا منه؟

وذكر الموقع أن هذه العقوبات أثارت ردود فعل متباينة في جميع المجالات، أهمها الحظر الأمريكي للذهب الروسي.

 

وتمتلك روسيا مخزونات من الذهب تقدر قيمتها بنحو 132 مليار دولار، أي حوالي 20 بالمئة من الحيازات في البنك المركزي الروسي، وذلك بفضل نشاط الشراء المتزايد منذ ضم شبه جزيرة القرم سنة 2014.

 

ويمكن لهذه الاحتياطيات، إلى جانب احتياطيات روسيا من النقد الأجنبي البالغة 630 مليار دولار، أن تساعد في تمويل آلة الحرب.

 

اقرأ أيضا: صحيفة أسترالية: كيف سيغطي اقتصاد روسيا فاتورة الحرب؟

وورد في البيان الذي أصدرته وزارة الخزانة، ردا على الأسئلة المتداولة، أنه "يُحظر عموما على الأشخاص، بما في ذلك تجار الذهب والموزعون وتجار الجملة والمشترون والتجار الأفراد ومصافي التكرير والمؤسسات المالية، الانخراط في أو تسهيل المعاملات المحظورة، بما في ذلك المعاملات المتعلقة بالذهب التي يكون للأشخاص المحظورين مصلحة فيها".

من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة عن حظر صفقات الذهب بالاقتران مع مجموعة السبعة وحلفاء الاتحاد الأوروبي الذين سيفرضون أيضا حظرا على احتياطي الذهب.

 

ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حظر الاحتياطيات الأجنبية، بأنه "سرقة"، بعد أن كشف وزير المالية أنطون سيلوانوف في وقت سابق من هذا الشهر أنه تم تجميد حوالي 300 مليار دولار من أصول روسيا.

وأشار الموقع إلى أن شريحة واسعة من الخبراء ليسوا متفائلين بأن حظر الذهب سيكون فعالا بالقدر ذاته، بينما يقول آخرون إن بوتين ربما يكون قد كشف النقاب عن الإجراء المضاد النهائي ضد جميع العقوبات.

دعم الروبل

 

وتشير تكهنات متزايدة من المسؤولين الأمريكيين، إلى أن روسيا تستخدم احتياطياتها الهائلة من الذهب لدعم عملتها كوسيلة للتحايل على تأثير العقوبات.

 

وتتمثل إحدى طرق القيام بذلك في استبدال الذهب بعملات أجنبية أكثر سيولة، لا تخضع للعقوبات الحالية. والطريقة الأخرى لبيع السبائك هي من خلال أسواق الذهب والتجار.

 

ويمكن استخدام الذهب لشراء السلع والخدمات مباشرة من البائعين الراغبين في ذلك. ولكن يتساءل بعض الخبراء حاليًا عن الأساس المنطقي وراء حظر معاملات الذهب الروسية.

وبحسب ما أفاد به المحلل برين لوندين، لموقع "ماركت واتش"، فإن الذهب مخزن للقيمة لا يمكن تعقبه وليس له طرف مقابل، على عكس العملات. وأضاف أنه "يمكن لروسيا بيع الذهب بسهولة في السوق المفتوحة على الأقل بكميات صغيرة. ويمكن أن تبيع الذهب إلى الصين بكميات كبيرة بنفس السهولة مع عدم وجود سجل للصفقة".

ونقل الموقع عن جيف رايت، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "وولفباك كابيتال"، أن بيع الذهب ربما لا يكون الخيار الأول لروسيا على أي حال لأنه قد يشير بشكل فعال إلى انهيار كامل لاقتصادها وعلامة على ضعف القيادة الروسية. ومن المرجح أن تلجأ روسيا بدلا من ذلك إلى بيع النفط إلى حلفائها.

الدفع بالروبل الروسي

 

وأمر بوتين ببيع الغاز للدول "غير الصديقة" -المسؤولة عن العقوبات المفروضة ضد روسيا- بالروبل الروسي بدلا من العملات الأجنبية، وأعطى البنك المركزي الروسي وموردي الغاز مثل شركة "غازبروم" أسبوعًا واحدًا لتنفيذ التغيير.

في السنة الماضية، شكّلت مبيعات شركة "غازبروم" الأجنبية من الغاز باليورو والدولار حوالي 97 بالمئة. وربما لم يكن على بوتين أن يذهب إلى هذا الحد بسبب الاعتماد الغربي الكبير على سلع الطاقة الروسية.

وذكر الموقع أن مدفوعات الطاقة تعد شريان الحياة بالنسبة للاقتصاد الروسي المعزول بشكل متزايد، وخففت مبيعات الغاز الغربية من حدة الضربة التي وجهتها العقوبات القاسية للاقتصاد الروسي. وبعد انهيار الاقتصاد الروسي بنسبة تصل إلى 40 بالمئة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، تمكن الروبل الروسي من تعويض الكثير من خسائره مقابل الدولار.

وارتفعت قيمة الروبل لفترة وجيزة إلى أعلى مستوى لها في غضون ثلاثة أسابيع لتصل قيمته إلى 95 روبلا مقابل الدولار الأمريكي، بعد القرار الأخير الذي أصدره بوتين، قبل أن يستقر عند 98 روبلا مقابل الدولار.

وأشار الموقع إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كان بوتين يرغب في التمادي أكثر. وفي الأسبوع الماضي، دفعت روسيا سندات مهمة بالدولار الأمريكي على الرغم من التكهنات بأنها قد تختار الدفع بالروبل الروسي أو حتى التخلف عن السداد تماما.

 

ومن المرجح أن توجه العقوبات ضربة كبيرة للاقتصاد الروسي، لكن لا تزال روسيا تتمتع بنفوذ كبير لتخفيف حدة الضربة.

التعليقات (0)