هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يعيش الاحتلال الإسرائيلي حالة الصدمة من العمليات الفدائية الثلاث الأخيرة في بئر السبع والخضيرة وتل أبيب، التي استهدفت جبهته الداخلية، للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، ويبدو أنه بعد مرور عشرة أشهر على حرب غزة الأخيرة في آيار/ مايو 2021، قد يبدأ جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية بالتصرف وفقا للدروس المستفادة، لكن الاختبار سيكون في التنفيذ السريع خشية وقوع عمليات أخرى.
مع العلم أن الهجوم في بني براك وسط تل أبيب يطرح على الإسرائيليين عددا من التساؤلات في مجالات الأمن الداخلي والجيش وجهاز الأمن العام، حول أسباب الإخفاق والفشل في توقع وقوع هذه الهجمات من البداية، مرورا بعدم القدرة على وقف المنفذين الفلسطينيين خلال مسيرتهم في إطلاق النار والطعن بالسكاكين.
يوسي يهوشوع الخبير العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر في تقرير ترجمته "عربي21" أن "رئيس شعبة العمليات في جيش الاحتلال عوديد باسيوك حاول منذ عدة أشهر دفع المزيد من الخطوات لتعزيز الأمن الداخلي في المدن مع الشرطة، لكنه واجه صعوبات معها، ومع وزارة الأمن الداخلي المسؤولة عنها، مما قد يستدعي بعد هذه الإخفاقات المتلاحقة أن يتدخل رئيس الوزراء نفتالي بينيت، ويأمر بزيادة كبيرة في أعداد الشرطة".
اقرأ أيضا: صحيفة عبرية: "آذار الأسود" يعود من جديد لشوارعنا
وأضاف أن "العمليات الفلسطينية الأخيرة كشفت عن ثغرات حقيقية في منظومة أجهزة الأمن الإسرائيلية التي تزيد من أعداد ضباطها الذين يجلسون في المكاتب، وعدد أقل ينتشرون في الميدان، لا سيما ونحن نعيش ظروفا أشبه بحالة الطوارئ، مما جعل رئيس الحكومة يتحدث عما أسماه لواءً تكتيكياً جديداً في حرس الحدود لهذه المهمات، وسيكون الاختبار في التنفيذ السريع لمواجهة أي عمليات قادمة في الطريق، وليس في التصريحات الإعلامية".
تتحدث الأوساط الأمنية الإسرائيلية أن التحقيقات ما زالت في ذروتها حول عملية تل أبيب، ولم تنته بعد، رغم وجود طرف خيط يفيد بأن لدى منفذها مساعدين، سواء من داخل الضفة الغربية أو إسرائيل، وإذا كان هذا هو الحال، فمن المحتمل أن يكون ذات الوضع في عمليتي بئر السبع والخضيرة، مما يعني أن التفاؤل الإسرائيلي بأن الهجمات قد تنخفض سابق لأوانه.
تشير خارطة العمليات الفلسطينية ضد أهداف إسرائيلية إلى أن هناك حاليا أربع ثغرات كبيرة أمام الجيش وأجهزة الأمن تتمثل في: جبال الخليل الجنوبية، غوش عتسيون، القدس، وشمال الضفة الغربية، ورغم أن جميع المسؤولين الإسرائيليين الأمنيين والسياسيين والعسكريين على حد سواء يريدون مرور الأسبوع الأول من شهر رمضان بعد يومين بهدوء، بعيدا عن التوتر، لكن أجندة المستوطنين بتنظيم اقتحامات للمسجد الأقصى ستصب مزيدا من الزيت على نار التوتر الأمني القائم أصلا.