هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "نيويورك تايمز"؛ إن مئات المقاتلين
السوريين في طريقهم للانضمام إلى القوات الروسية في أوكرانيا، لرد الجميل لموسكو
لمساعدتها رئيس النظام بشار الأسد في سحق المتمردين في حرب أهلية استمرت 11 عاما.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي وحليف لحكومة النظام
السوري، قوله؛ إن مجموعة أولى من الجنود وصلت بالفعل إلى روسيا للتدريب العسكري قبل
التوجه إلى أوكرانيا، وهي تضم ما لا يقل عن 300 جندي من فرقة بقوات النظام، عملت عن
كثب مع ضباط روس.
ورجحت أن يكون هناك المزيد في الطريق، مؤكدة أن القائمين
على التجنيد في جميع أنحاء سوريا يضعون قوائم بالآلاف من المرشحين المهتمين لفحصهم
من قبل أجهزة أمن النظام، ومن ثم تمريرهم إلى الروس.
وأشارت إلى أن سوريا في السنوات الأخيرة أصبحت دولة
مصدرة للمرتزقة، حيث شارك السوريون في حروب ليبيا وأذربيجان وجمهورية إفريقيا
الوسطى - والآن أوكرانيا.
وقال بسام الأحمد، رئيس منظمة سوريون من أجل الحقيقة
والعدالة؛ إن بعض السوريين يشعرون بالولاء لروسيا بسبب دعمها للأسد، بينما يشترك آخرون
للقتال لأنهم ببساطة يحتاجون إلى المال ويصدقون وعود المجندين بأنهم سيحصلون على
وظائف غير قتالية، مثل حراسة القواعد أو النفط.
وأشار إلى أن روسيا وتركيا أرسلتا معا حوالي 10000
مقاتل سوري لدعم الأطراف المفضلة لديهم في الصراع في ليبيا، وأرسلت تركيا حوالي
2000 سوري إلى أذربيجان خلال حرب العام الماضي في إقليم ناغورني كاراباخ المتنازع
عليه، كما أرسلت روسيا أعدادا صغيرة من السوريين إلى مناطق بعيدة مثل فنزويلا، حيث
لموسكو مصالح في صناعة النفط.
اقرأ أيضا: كم يتقاضى المقاتلون السوريون في روسيا؟
من جانبها، أكدت سورتشا ماكليود، رئيسة فريق الأمم
المتحدة العامل المعني باستخدام المرتزقة، أن "ما نراه هو تجنيد مفترس"،
من خلال استغلال الوضع الاجتماعي والاقتصادي السيئ الذي يجد هؤلاء الناس أنفسهم
فيه".
ورأت "نيويورك تايمز" أن الحرب الأوكرانية
يمكن أن تجذب أعدادا كبيرة من السوريين، نظرا لنطاق المعركة، والعدد الكبير من
القتلى والجرحى الروس وعلاقات روسيا الوثيقة مع قوات النظام.
ونبهت إلى أن الكثير حول عمليات انتشار وأنشطة المرتزقة
السوريين، لا يزال غامضا بسبب الطبيعة السرية لعملهم.
ووصف مسؤولون غربيون يتتبعون عمليات التجنيد في سوريا،
بأنه نظام فوضوي يتزاحم فيه الرجال الذين لا يملكون سوى القليل من الخيارات للحصول
على فرص محدودة للمخاطرة بحياتهم، من أجل رواتب لا يمكنهم مضاهاتها في المنزل.
وينتمي ما يقرب من 300 جندي في روسيا بالفعل إلى الفرقة
25 في قوات النظام، المعروفة باسم قوات النمر، التي يُنظر إليها على أنها من
النخبة وتعمل عن كثب مع الضباط الروس.
وقال حليف لحكومة النظام؛ إن الروس عرضوا عليهم 1200 دولار
شهريا لمدة ستة أشهر مع مكافأة قدرها 3000 دولار عند عودتهم إلى سوريا، كما وعدوا
عائلاتهم بـ 2800 دولار، بالإضافة إلى 600 دولار شهريا لمدة عام واحد، إذا قُتل
أحباؤهم في القتال.
وأشار إلى أن هؤلاء الجنود في سوريا يكسبون حوالي 100
دولار شهريا، بينما يكسب الجنود من وحدات النخبة الأقل أقل من 50 دولارا عن كل فرد.
وأكد قائد مليشيا مكونة من مقاتلين من سوريا ودول
مجاورة تلقت دعما روسيا خلال الحرب السورية، إن مجموعته أرسلت فرقة أخرى قوامها 85
رجلا إلى روسيا. وقال إن من بينهم لبنانيين وعراقيين وسوريين، مضيفا أن المزيد في
الطريق.
وأضاف: "لقد ساعدنا الروس عند الحاجة إليها، والآن
حان الوقت لإعادة جزء مما قدموه لنا".