هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهدت الحرب في أوكرانيا ردود فعل غربية سريعة وقوية على عكس ما حصل في البوسنة، حسب مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، للكاتب "إيد فوليامي" الذي كان مراسلا حربيا إبان الصراعات التي شهدتها يوغوسلافيا السابقة في تسعينيات القرن الماضي.
وقارن كاتب المقال بين الاهتمام الدولي والغربي بالحرب الدائرة في أوكرانيا وما حدث في البوسنة والهرسك قبل 30 عامًا.
وفي 6-7 نيسان/ أبريل قبل ثلاثة عقود، "عندما اعترفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بجمهورية البوسنة الوليدة، فتح القناصة الصربيون والصرب البوسنيون وجنود المدفعية المدعومون من روسيا النار على العاصمة سراييفو، مرتكبين أسوأ مذبحة عصفت بأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية"، بحسب الغارديان.
وتابعت الصحيفة البريطانية بأن "هناك اختلافات محيرة، فبينما يحتشد معظم الغرب حول أوكرانيا، كان إعصار العنف ضد مسلمي البوسنة والكاثوليك الكروات قوبل بالحيرة واللامبالاة، ومن بين ما يسمى بالمجتمع الدولي، قام البعض باسترضاء بل ودعم المعتدين الصرب وصرب البوسنة".
اقرأ أيضا: الخلفيات الفكرية للتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا
وأوضحت أنه "بينما قام الغرب بتسليح المقاومة الأوكرانية، فقد كبل حظر الأسلحة الجيش غير النظامي البوسني الفتي ومنح المعتدي ميزة عسكرية قاتلة".
واستدركت الغارديان بالقول إن "الكابوس في أوكرانيا، دفع (المجتمع الدولي) للبحث عن حل في غضون ثلاثة أسابيع، بينما استمر الأمر في البوسنة لمدة ثلاث سنوات".
وأوضح كاتب المقال أن "معظم الـ 100 ألف قتيل فضلا عن مليوني نازح في البوسنة كانوا مسلمين سلافيين، بينما يعتقد بعض الناجين أن التواطأ الغربي كان بسبب كونهم مسلمين".
وأضاف: "لكن العديد من الضحايا كانوا من الكروات البوسنيين الكاثوليك، وهو ذات الحال الذي مرت به فوكوفار في كرواتيا، وهي المدينة المطلة على نهر الدانوب التي تمت تسويتها بالأرض على أيدي القوات الصربية خلال حرب استقلال كرواتيا في عام 1991".
واختتم الكاتب بالتساؤل: "لماذا لا تهُم البوسنة، كما تهُم أوكرانيا تماما؟".
وتابع: "لقد حيرني السؤال - وتهرب مني الإجابة - منذ نيسان/ أبريل 1992".