هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد دبلوماسي لدى الاحتلال الإسرائيلي، أن استقرار سوريا
وعودتها إلى حضن جامعة الدول العربية، هو مصلحة إسرائيلية، وإن كان ذلك بثمن
احتضان "مجرم الحرب" زعيم النظام السوري، بشار الأسد.
وقال سفير الاحتلال السابق لدى مصر، إسحاق ليفانون، في
مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم": "إذا كانت التقارير عن المبادرة
لتهيئة (تبييض) بشار الأسد للعودة إلى حضن العالم العربي مقابل طرد الإيرانيين من
بلاده صحيحة، وارتعدت فرائص إسرائيل تجاهها لدرجة الاعتراض، فسيكون هذا تفويتا
للفرصة، وهذا ليس أول تفويت للفرص".
وأشار إلى أن هناك "فجوة غير مفهومة بين قدرات
إسرائيل على أخذ المبادرة العسكرية وبين قدراتها الضيقة في المبادرات السياسية،
فالتقدير بأن الأسد غير قادر على أن يخرج الإيرانيين من سوريا يعتمد على قراءة
قديمة للواقع السوري، ففي الشرق الأوسط كانت في الماضي مفاجآت، بينما لم يعطِ كل
الباحثين والسياسيين لهذا احتمالا، وليس فقط في الجيش".
وأضاف: "كل المحللين في حينه، قضوا بأنه لا توجد
قوة في العالم تخرج السوفييت من بلاد النيل، فجاء الرئيس المصري الراحل السادات،
وبمفاجأة تامة طردهم".
وتابع: "السوريون أنفسهم سيطروا لسنوات عديدة في
لبنان بشكل مطلق وبيد ممدودة، وهنا أيضا قالوا إنهم لن يغادروا أبدا، فلبنان في
نظرهم جزء من سوريا، ولكن اللبنانيين فاجأوا السوريين وطردوهم من بلادهم".
اقرأ أيضا: انتقاد إسرائيلي لتبييض الأسد مقابل طرد إيران من سوريا ولبنان
ورجح في حديث
سابق له مع "صحفي مشهور" أن "الأسد سينجو، وفي النهاية سيسعون إلى
عتبته"، في حين، قدر سياسيون إسرائيليون أنه سيبقى بين أسبوعين وحتى شهر.
وذكر أن "كل وضعية سياسية تتغير مع الزمن والظروف،
وتخلق واقعا جديدا واحدا أو أكثر، والسؤال؛ إذا ما نشأ في سوريا واقع مختلف عما اعتدنا عليه، واعتقد أنه نعم، فإنه من كون إيران شريكا استراتيجيا منذ عهد حافظ الأسد،
تحولت إلى عبء على إعمار سوريا".
ورأى ليفانون، أن "مصر والأردن والعراق والإمارات
والمغرب والبحرين، معنية بإعادة سوريا إلى حضن العالم العربي، وهم يعلنون ويعملون على
تحقيق ذلك، والأسد يفهم أنه ليس إيران ولا الصين ومعها روسيا، يمكنها أن تعيد
بناء دولته المدمرة، الغرب وحده يستطيع ذلك".
وأكد أن "سوريا مستقرة تساهم كثيرا في استقرار
الشرق الأوسط، ولكن على ألا نقع في الخطأ، فالأسد مجرم حرب وما فعله بشعبه لا
يغتفر، وإذا أدى الواقع الجديد الناشئ إلى تغيير جوهري في سوريا، ومن هنا أيضا في
الشرق الأوسط، فإنه يمكن جلب الأسد إلى المحاكمة في المستقبل عندما تستقر سوريا".
ولفت الدبلوماسي، إلى أن "الأسد يرى كيف تتبلور
جبهة ضد إيران، ويفهم أنه لن يتمكن من الوقوف جانبا لوقت طويل، وإسرائيل مدعوة
لأن تأخذ جسارة سياسية في هذا الموضوع وتحقق إنجازا سياسيا آخر في الشرق الأوسط،
الذي كان مسدودا في وجهها سنوات طويلة، ويحتمل ألا تقود تل أبيب الخطوة، ولكن
يمكنها ألا تعرقلها".
ونبه إلى أن "سوريا مستقرة، بلا قوات أجنبية
وبتأثير الجامعة العربية، كل هذا ينسجم مع المصلحة الإسرائيلية، وهذا هو وقت
الواقعية السياسية".