هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تشهد الحرب في أوكرانيا في يومها الـ44، الجمعة، تطورات سياسية وميدانية، أبرزها توجه وفد أوروبي رفيع إلى كييف، وتركيز روسيا عمليتها العسكرية الأساسية على محور دونباس.
تركيز روسي على دونباس
وتتوجه الأعين إلى الشرق الأوكراني، حيث من المحتمل أن تبدأ عملية عسكرية روسية واسعة في إقليم دونباس.
وأكدت قناة "روسيا اليوم" الحكومية الروسية، "تركيز الجهود الأساسية (للجيش الروسي) على محور دونباس".
اقرأ أيضا: استعداد أوكراني لمعارك بدونباس.. والناتو يتحدث عن حرب طويلة
قتلى بهجوم على محطة قطارات
وقُتل أكثر من 35 شخصا الجمعة، في هجوم صاروخي على محطة قطارات في كراماتورسك في شرق أوكرانيا الجمعة، كانت تستخدم في عمليات إجلاء مدنيين.
وقال صحفيون؛ إن أربع سيارات قرب المحطة دمرت وشاهدوا شظايا صاروخ كبير سقطت بمحاذاة المبنى الرئيسي، كتب على واحدة منها عبارة "من أجل أطفالنا" بالروسية.
ونُقلت الجثث لاحقا إلى شاحنة عسكرية.
وكتب رئيس السكك الحديد الأوكرانية ألكسندر كاميشين على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق: "قُتل أكثر من ثلاثين شخصا وجُرح أكثر من مئة" آخرين في الهجوم على المحطة.
وقال؛ إن صاروخين سقطا على المحطة.
وأضاف؛ "إنه هجوم متعمد على البنية التحتية لنقل الركاب في السكك الحديد، وعلى أهالي كراماتورسك".
وكانت كراماتورسك تعرضت لضربات روسية في وقت سابق هذا الأسبوع، لكنها بقيت بشكل عام بمنأى عن الدمار الذي لحق بمدن أخرى بشرق أوكرانيا منذ الغزو الروسي.
روسيا تنفي مسؤوليتها
في حين، قالت وزارة الدفاع الروسية الجمعة؛ إنها لم تشن هجوما على محطة قطارات في شرق أوكرانيا، قتل فيه أكثر من 35 شخصا بحسب وسائل إعلامية.
وأعلنت الوزارة في بيان أن "جميع التصريحات التي أدلى بها ممثلو نظام كييف القومي، بشأن الهجوم الصاروخي الذي تتهم روسيا بتنفيذه في 8 نيسان/ أبريل على محطة القطارات في كراماتورسك، هي استفزازية وغير صحيحة على الإطلاق".
أضافت أن الجيش الروسي لم تكن لديه أي مهمات إطلاق نار مقررة في كراماتورسك في الثامن نيسان/أبريل.
وقالت الوزارة: "نؤكد بأن صواريخ توتشكا-يو التي عثر على أجزاء منها قرب محطة القطارات في كراماتورسك ونشر (صورها) شهود عيان، تُستخدم فقط من القوات الأوكرانية المسلحة".
وفد أوروبي رفيع
وأعلن كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ووزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنهما في طريقهما إلى العاصمة الأوكرانية كييف.
وكتبت لايين على "تويتر": "أتطلع للوصول إلى كييف"، وأرفقت التغريدة بصورة تجمعها ببوريل ورئيس وزراء سلوفاكيا إدوارد هيغير.
من جهته كتب بوريل أيضا إنه "في طريقه إلى كييف".
— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) April 8, 2022
— Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) April 8, 2022
عقوبات أوروبية ضد ابنتي بوتين
فرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، الجمعة، عقوبات على ماريا فورونتسوفا وكاترينا تيخونوفا ابنتا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من زوجته السابقة لودميلا، إضافة إلى إيكاتيرينا فينوكوروفا، ابنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافرورف.
ونقلت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية عن مسؤولين بالاتحاد الأوروبي، أن العقوبات ضد ابنتي بوتين جاء في إطار حزمة جديدة من الإجراءات التي تستهدف الاقتصاد الروسي ورجال الأعمال والأقلية الحاكمة؛ ردا على العملية العسكرية التي تشنها موسكو ضد أوكرانيا.
وأدرج الاتحاد الأوروبي ماريا فورونتسوفا وكاترينا تيخونوفا في قائمته المحدثة للأفراد الذين يواجهون تجميدا للأصول، وحظر سفر إلى دول الاتحاد.
وتأتي الخطوة من الكتلة الأوروبية في أعقاب تحرك مماثل من جانب الولايات المتحدة قبل يومين، في أعقاب ظهور أدلة على ارتكاب القوات الروسية عمليات قتل وتعذيب ضد مدنيين، لاسيما في مدينة بوتشا بضواحي العاصمة الأوكرانية كييف.
وفي السياق ذاته، قالت الخارجية البريطانية، في بيان، الجمعة؛ إن العقوبات ضد ابنتي بوتين وابنة وزير الخارجية سيرغي لافروف هدفها الاقتصاص "من نمط الحياة الباذخ للأوساط المقربة من الكرملين".
وأوضحت الوزارة البريطانية أنه بموجب القرار، "تمنع كاتيرينا تيخونوفا وماريا فورونتسوفا ابنتا بوتين، فضلا عن إيكاتيرينا فينوكوروفا ابنة لافروف، من دخول الأراضي البريطانية مع تجميد أصولهن المحتملة فيها".
كذلك تبنى الاتحاد الأوروبي الجمعة، رسميا، خامس حزمة من العقوبات على روسيا، التي شملت حظر واردات الفحم والخشب والكيماويات ومنتجات أخرى.
وتمنع الإجراءات أيضا الكثير من السفن والشاحنات الروسية من دخول الاتحاد الأوروبي، ما يزيد تقويض التجارة، وستحظر جميع المعاملات مع أربعة بنوك روسية منها "في.تي.بي".
روسيا: دمرنا مركز تدريب أجانب
في سياق آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، أنها تمكنت من تدمير مركز لتدريب الأجانب، قرب مدينة أوديسا، جنوبي أوكرانيا.
وقال متحدث الوزارة، إيغور كوناشينكوف، في موجز صحفي؛ إن القوات الروسية تمكنت باستخدام "صواريخ عالية الدقة أطلقت بمنظومة باستيون للدفاع الساحلي، من تدمير مركز لتجميع وتدريب المرتزقة الأجانب في محيط بلدة كراسنوسيلك، شمال شرقي أوديسا"، حسبما نقل موقع قناة "روسيا اليوم".
وهذه ليست المرة الأولى التي تقول فيها موسكو إنها استهدفت مرتزقة أجانب في أوكرانيا.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية، في 21 آذار/ مارس الماضي، إلى استهداف "قاعدة عسكرية لتدريب "مرتزقة أجانب" في منطقة ريفني شمال غربي أوكرانيا" بصواريخ مجنحة عالية الدقة، ما أسقط نحو 80 قتيلا.
وفي 13 من الشهر ذاته، قال متحدث وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف؛ إن قوات بلاده نجحت بتحييد قرابة 180 من المرتزقة الأجانب في منطقة لفيف، غربي أوكرانيا، وذلك عبر إطلاق قذائف عالية الدقة بعيدة المدى.
زيلينسكي: "الأسوأ" في بوروديانكا
من جانبه، أكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أن الدمار في بوروديانكا أسوأ من ذاك الذي سجل مؤخرا بالقرب من العاصمة، بعد رحيل القوات الروس.
وقال زيلينسكي؛ إن الدمار في بوروديانكا بالقرب من كييف أسوأ بالمقارنة مع ما حدث في بوتشا، حيث أثارت صور جثث في الشوارع استياء دوليا.
وأضاف: "هناك عدد أكبر من الضحايا".
حظر على الفحم الروسي
وفرض الاتحاد الأوروبي الخميس، حظرا على فحم روسيا المتهمة بارتكاب "جرائم حرب" في أوكرانيا. وهي المرة الأولى التي يستهدف فيها الأوروبيون قطاع الطاقة الروسي الذي يعتمدون عليه بشدة.
ويستورد الاتحاد الأوروبي 45 بالمئة من فحمه من روسيا بقيمة أربعة مليارات يورو سنويا. وسيدخل هذا الحظر حيز التنفيذ مطلع آب/ أغسطس.
ويخطط الاتحاد الأوروبي لحظر صادرات إلى روسيا بقيمة عشرة مليارات يورو، وفرض عقوبات جديدة على مصارف روسية، وإغلاق الموانئ الأوروبية أمام السفن الروسية.
في الوقت ذاته، أعلن الاتحاد استعداده للإفراج عن 500 مليون يورو إضافية لتمويل الأسلحة لأوكرانيا.
من جهتها، أعلنت دول مجموعة السبع عقوبات جديدة، بينها حظر على جميع الاستثمارات الجديدة في القطاعات الرئيسية في روسيا.
ومهدت واشنطن الطريق لفرض رسوم جمركية عقابية على روسيا وبيلاروس بإلغائها، وضعهما التجاري الخميس في تصويت في الكونغرس.
القتلى في ماريوبول
في ماريوبول (جنوب شرق) المدينة الساحلية المحاصرة من الجيش الروسي، والمدمرة منذ نهاية شباط/فبراير الماضي، ما زال مئة ألف من سكانها مختبئين فيها.
وقال "رئيس البلدية الجديد" الذي أعلنته القوات الموالية لروسيا الخميس؛ إن "نحو خمسة آلاف شخص" من السكان المدنيين ماتوا.
وأضاف كونستانتين إيفاشينكو الذي عينه دينيس بوشيلين زعيم الانفصاليين في دونيتسك، أن "نحو ستين أو سبعين بالمئة من المساكن دمرت كليا أو جزئيا".
وتحدثت السلطات الأوكرانية عن حصيلة أكبر بكثير.
اليابان تطرد دبلوماسيين روسيين
وأعلنت الحكومة اليابانية، الجمعة، أنها طردت 8 دبلوماسيين روسيين، على خلفية الحرب التي تشنها موسكو ضد أوكرانيا.
وقالت متحدثة وزارة الخارجية، هيكاريكو أونو؛ إن نائب وزير الخارجية تاكيو موري "أبلغ السفير الروسي ميخائيل غالوزين بقرار طرد الدبلوماسيين"، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.
وطردت الدول الأوروبية عشرات الدبلوماسيين الروس مع تدهور علاقاتهم بموسكو بسبب الحرب في أوكرانيا، واتهام القوات الروسية بقتل مدنيين في مدن أوكرانية على رأسها بوتشا.
من المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، عن عقوبات إضافية ضد روسيا؛ تماشيا مع اتفاق مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى.
والخميس، أعلنت دول مجموعة السبع، عقوبات اقتصادية جديدة ضد روسيا بينها فرض حظر على كل الاستثمارات الجديدة في القطاعات الرئيسية، وذلك ردا على "التصعيد المستمر للحرب" في أوكرانيا.
اقرأ أيضا: ضغوط دبلوماسية على روسيا والناتو يبحث المزيد من دعم كييف
بريطانيا: انسحاب روسي بالكامل من شمال أوكرانيا
وقالت المخابرات العسكرية البريطانية، الجمعة؛ إن القوات الروسية انسحبت الآن بالكامل من شمال أوكرانيا إلى روسيا البيضاء وروسيا.
وذكرت وزارة الدفاع على "تويتر"، أنه سيتم نقل بعض هذه القوات الروسية على الأقل إلى شرق أوكرانيا للقتال في دونباس.
وأضافت أن أي إعادة انتشار كبير من الشمال ستستغرق أسبوعا على الأقل.
وقالت الوزارة؛ إن القصف الروسي على المدن في الشرق والجنوب مستمر، وإن القوات الروسية تقدمت جنوبا من مدينة إيزيوم التي لا تزال تحت سيطرتها.
ولا يتسنى التحقق من صحة هذه التقارير بشكل مستقل.
الإجلاء والممرات الإنسانية
وقالت أوكرانيا؛ إنها تهدف إلى عمل ما يصل إلى عشر ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين المحاصرين الجمعة، لكن المدنيين الذين يحاولون الفرار من ماريوبول المحاصرة، سيضطرون إلى استخدام سيارات خاصة.
من جهته، أكّد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ضرورة الإسراع في إجلاء المدنيين في أوكرانيا بطريقة آمنة وخاصة من مدينة ماريوبول، في ظل الحرب الدائرة مع روسيا.
جاء ذلك في اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، الجمعة، بحسب بيان نشرته وزارة الدفاع التركية.
وشدد أكار على أهمية إعلان وقف إطلاق النار الفوري في الوصول إلى حل دبلوماسي بين روسيا وأوكرانيا، ومنع زيادة الخسائر في الأرواح.
ولفت الوزير التركي إلى ضرورة إجلاء المدنيين بأوكرانيا برا وبحرا بطريقة آمنة، وخاصة من "ماريوبول".
كما جدّد تأكيده مواصلة تركيا القيام بما يقع على عاتقها من مسؤولية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا.
والخميس، أجرى أكار اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، أكّد خلاله أيضا ضرورة الإسراع في إجلاء المدنيين.
وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".