قضايا وآراء

كتالوج مسلسل الاختيار

أحمد عبد العزيز
1300x600
1300x600

بميزانية مفتوحة، وسيناريو متهافت، وتقنية باهظة التكاليف، وإخراج مبهر، وحشد لكل نجوم الصف الأول، واستباحة وقحة لكل المنشآت السيادية للدولة، واستغلال مُجَرَّم لآليات وأسلحة الجيش المصري، وتسريبات لها صفة السرية المطلقة، وتسول عاطفي فج، ونكات جرت على ألسنة نجوم العمل؛ لتغليف الأكاذيب وتمريرها، وتسخير لمئات الجنود؛ ليقوموا بعمل "المجاميع" في المشاهد، أنتج عبد الفتاح السيسي الجزء الثالث من مسلسل الاختيار، من أموال القروض، وودائع "المصريين" في البنوك، في محاولة لم يجن منها سوى سخرية لم يحظ نظير له بمثلها؛ لإعادة إنتاج وتقديم نفسه للشعب المصري الذي استبد به الغضب منه، إلى حد إهانته وتحقيره بأقبح الألفاظ وأشنع الشتائم، في فيديوهات لا تُحصى على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بسبب تردي الأحوال المعيشية التي بلغت الحضيض!

ما وراء الاختيار

كشخص يتناول آخر زاد له في الدنيا بنهم شديد، حتى أنه لا يدرك ماهية ولا مذاق ما يأكله، اضطر السيسي لعمل "كتالوج" لمسلسل الاختيار، جاء في قالب "برنامج تفسيري" بعنوان "ما وراء الاختيار" الغرض منه تقديم "سيرة ذاتية" لأهم الشخصيات التي تظهر تباعا في المسلسل، ولم أكن (إلى قبل يومين) قد شاهدت المسلسل، ولا هذا البرنامج الموازي الذي يقدمه مرتزِق صغير يردد ما كُتِب له وحسب، حتى أرسل إليَّ أحد المتابعين على تويتر رابط الحلقة الرابعة، من هذا البرنامج، وفيها "تعريف" بثلاثة أشخاص هم الدكتور أحمد عبد العاطي مدير مكتب السيد الرئيس (فك الله أسره)، وكاتب هذا المقال الذي سأشير إليه لاحقا باسم "صاحبنا"، وشخص ثالث يتهمونه بالإرهاب!

في هذا المقال، لن يرد "صاحبنا" على أي اتهام، ولن يدافع عن نفسه، ولا عن غيره ممن تناولهم السيسي في مسلسله الذي كُتِب بمداد من الكذب الصراح؛ لسبب بسيط جدا ألا وهو أن الطرف المقابل (السيسي) هو المتهم الحقيقي والفعلي (!).. فهو متهم بالانقلاب على الرئيس المنتخب، وخطفِه، وحبسِه انفراديا لمدة ست سنوات، ومنْع الزيارة والأدوية عنه، ومنْعه من الكلام بحرية، بوضعه في قفص زجاجي أثناء ما سماه "محاكمة" تفتقر إلى أدني معايير التقاضي، وهي في أساسها عمل مخالف للدستور الذي نظم آلية محاسبة رئيس الجمهورية، ثم زاد فاغتاله بالسم في قاعة المحكمة، ثم قام بتزوير تاريخه المشرف الناصع، وتاريخ كل مَن حوله، قبل وأثناء رئاسته، والنيل من شخوصهم، بإظهارهم في أقبح صورة استطاع إخراجها بيتر ميمي مخرج السيسي "الملاكي"!
 
بالمقابل، لن يدع "صاحبنا" هذا التزوير الفج يمر مرور الكرام، بل سينسفه نسفا بالوثائق التي يمكن الرجوع إليها بالضغط على روابطها المبثوثة في ثنايا هذا المقال، ومن ثم نسف رواية السيسي برمتها، كونها مزورة من ألفِها إلى يائها، ولا تعكس الحقيقة بأي درجة!
 
رسام كاريكاتير فاشل (^__^)

يمكنك (عزيزي القارئ) الاستماع إلى السيرة الذاتية المفبركة لـ "صاحبنا" التي عرضها المرتزِق الصغير، بلهجة "اللي جاب الديب من ديله" كما يقول المصريون، العالم ببواطن الأمور، المقبل على الحياة، في الحلقة الرابعة من برنامج "ما وراء الاختيار"، وكان أول ما وصف به هذا المرتزِق "صاحبنا": شخص خطير.. وزير الإعلام الفعلي.. كل مؤهلاته في الحياة أنه "رسام كاريكاتير فاشل" (!).. ولسوء حظ هذا المرتزِق الصغير ومَن كتب له النص، ومَن كلف كاتب النص بالكتابة، أن كل ما يخص نشاط "صاحبنا" المهني مدون ومنشور على الشبكة العنكبوتية، منذ سنوات!

ففي كتابه "كيف نقرأ الكاريكاتير؟" الذي يُدَرَّس لطلبة "دبلوم الإعلام" حكى "صاحبنا" حكايته مع الكاريكاتير، وحُق له أن يرويها، فقد دخل عالم الكاريكاتير من خلال مسابقة فريدة، في مختلف فنون الصحافة والأدب، استمرت لمدة عام كامل، نظمتها صحيفة "الشرق الأوسط"، إحدى كبريات الصحف العربية التي لا تزال تصدر من لندن، شارك فيها متسابقون عرب، وناطقون بالعربية، من جميع أنحاء العالم، وكان "صاحبنا" هو الفائز الوحيد في مجال الكاريكاتير، وكذلك كان الفائز الوحيد الذي علقت الصحيفة على مشاركته، وكان كاتب التعليق فنان الكاريكاتير الكبير الراحل محمود كحيل (رحمه الله)، أحد أشهر رسامي الكاريكاتير في العالم!

تابع "صاحبنا" نشر رسوماته الكاريكاتيرية في صحيفة "الشرق الأوسط"، حتى عاد إلى مصر من باكستان في عام 1990، ثم كان مؤتمر السلام الذي عُقد في مدريد عام 1991، فعلق عليه ببضع رسومات كاريكاتيرية، أرسلها إلى صحيفة "الشعب"، أكبر وأهم صحيفة معارضة في عهد مبارك، فنشرتها الصحيفة جميعا، في اليوم التالي، واتصل مدير التحرير الأستاذ أحمد عز الدين (رحمه الله) بـ "صاحبنا" يطلب المزيد، ثم كان تعاونا امتد لثلاث سنوات، حتى سافر صاحبنا إلى باكستان مرة أخرى!
وكان لـ "صاحبنا" (رسام الكاريكاتير الفاشل) شرف المساهمة في نقد مبارك، في عز عنفوانه وجبروته، بأول رسم كاريكاتوري ينتقد شخص مبارك، في مصر، وما كان لمثل هذا الكاريكاتير أن يجد طريقه للنشر، لولا شجاعة رئيس التحرير الكاتب الصحفي القدير عادل حسين (رحمه الله) الذي نشر الكاريكاتير مصاحبا لمقاله الأسبوعي الذي كان يحتل صفحة كاملة في صحيفة "الشعب"..

 

دحضا ونسفا لرواية المرتزِقيْن الكبير والصغير المختلقة، فإن "صاحبنا" لم يلتق المرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، ولا نائبه المهندس خيرت الشاطر، ولا أيا من أعضاء مكتب الإرشاد، قبل وأثناء وجوده في الرئاسة، كونه كان مقيما خارج مصر لسنوات طوال،

 



وقد وصلت ثقة الأستاذ حسين بـ "رسام الكاريكاتير الفاشل" إلى درجة أنه كان يكلفه برسم ما يعن له من أفكار؛ لتحتل رسمته الكاريكاتيرية صدر الصفحة الأولى للصحيفة، إذا لم يجد التحرير صورة "رئيسية" مناسبة، وكان ذلك يتم في السويعات الأخيرة قبل الطبع، فيمر سكرتير التحرير على "صاحبنا" في مكتبه وهو في طريقه إلى مطابع "الأهرام"؛ ليتسلم الرسم الكاريكاتيري، أي أن الأستاذ حسين وإدارة التحرير والمحررون كانوا يرون كاريكاتير "رسام الكاريكاتير الفاشل" كبقية قراء الصحيفة، في اليوم التالي.

وقد روى "صاحبنا" هذه القصة في الحلقة الخامسة من برنامج "الشاهد" الذي بثته قناة "مكملين" قبل عام أو يزيد، في تسع حلقات.. ولاحقا تعاون "صاحبنا" في مجال الكاريكاتير مع: مجلة "المجتمع" الكويتية، وصحيفة "الشرق" القطرية، وعدد من المواقع الإلكترونية، منها "الجزيرة نت"، و"ميدل إيست آي"، و"ميدل إيست أوبزيرفر".. ستجد (قارئي العزيز) على هذه الروابط بعضا من أعمال "صاحبنا" الكاريكاتيرية.

من بين ما قاله المرتزِق الصغير عن "صاحبنا": كان ينفذ أوامر مكتب الإرشاد.. وكان ينكل بمن يعترض على تعليماته(!).. أما الرواية الحقيقية، فقد رواها "صاحبنا" منذ سنتين، في كتيب صغير بعنوان "6 شهور في ماسبيرو" تجده (عزيزي القارئ) على موقعه الرسمي على الشبكة العالمية، وهو يشكل الجزء الثاني من كتاب "الإخوان والرئيس بين التجني والتشنج".

ودحضا ونسفا لرواية المرتزِقيْن الكبير والصغير المختلقة، فإن "صاحبنا" لم يلتق المرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، ولا نائبه المهندس خيرت الشاطر، ولا أيا من أعضاء مكتب الإرشاد، قبل وأثناء وجوده في الرئاسة، كونه كان مقيما خارج مصر لسنوات طوال، كما لم يجمع "صاحبنا" أي اجتماع عمل مع الدكتور أحمد عبد العاطي مدير مكتب السيد الرئيس، كما ظهر في اللقطة التي عرضها المرتزق الصغير في الحلقة سالفة الذكر من "كتالوج" الاختيار، كما أن "صاحبنا" كان مسؤولا عن ملف "ماسبيرو" في الرئاسة وحسب، ولم يكن له أي علاقة بملف "السوشيال ميديا"، كما ادعى كاتب المسلسل!
  
ومواهب أخرى!

من بين المواهب التي مَنَّ الله بها على "صاحبنا" (رسام الكاريكاتير الفاشل) موهبة الكتابة بأنواعها، الجادة والساخرة والإعلانية والأدبية أيضا إلى حد معقول، وقد أهلت هذه الملكات شركته التي أنشأها وأدارها في دبي، بين عامي 1997 و2012؛ للقيام بأعمال متميزة، لصالح هيئات ومؤسسات وشركات كبرى في الإمارات وغيرها، وصولا إلى أوروبا وقلب أفريقيا!

على صعيد الإعلان، اتسمت أفكار "صاحبنا" الإعلانية بالجِدَّة والجرأة، لاسيما تلك المتعلقة بالعمل الخيري الذي درج القائمون عليه على "التسول من "المحسنين"!.. وآية ذلك، أول حملة إعلانية كبرى أطلقها "صندوق الزكاة" الإماراتي التي صممها وأدارها "صاحبنا"، وجاءت تحت عنوان مثير صادم، يجسد الحقيقة الدامغة.. "زكاتك دين لا يسقط".. الأمر الذي اضطر "صندوق الزكاة" إلى زيادة عدد العاملين في "مركز الاتصال" ومد الدوام لفترة إضافية؛ لاستيعاب سيل المكالمات من رجال الأعمال، والتجار، وكانزات الذهب، وغيرهم ممن لم يُخرجوا زكاة أموالهم لسنوات، وربما طيلة حياتهم، اعتقادا منهم بأن بعض التبرعات التي يقدمونها من آن لأخر هي زكاة أموالهم أو ما يكنزون!

وفي إعلان آخر ضمن الحملة ذاتها، كان العنوان: "أخرجوا زكاتكم إذا أردتم المطر" الذي جاء متزامنا مع موجة جفاف شديدة اجتاحت الإمارات. وقد احتجت وزارة الأوقاف، لدى إدارة الصندوق، على هذا الإعلان؛ بحجة أن فيه توبيخا لأهل الإمارات أو "دار زايد" كما يسمونها (تزلفا) أحيانا، وأن الإعلان يحمل اتهاما ضمنيا لهم بالشح والبخل، ولكن الإعلان كان قد نُشِر في كل الصحف، وسبب حالة من الهلع "المحمود" بين المواطنين، زادت على أثرها الاتصالات بالصندوق، وزادت الإيرادات بطبيعة الحال!

وقد ترتب عن هذه الحملة النوعية بحق، تخمة غير متوقعة في حساب "صندوق الزكاة"، أظنه لن يتخلص منها لسنوات بعيدة، ويمكن للسيسي أن يتصل بمحمد بن زايد للاستفسار عن هذه المعلومة التي سيؤكدها مدير الصندوق الأستاذ عبد الله بن عقيدة المهيري "أبو عيسى" الذي كان لـ "صاحبنا" معه صولات وجولات؛ لإقناعه بأفكاره "الفاشلة" التي اقتنع بها الرجل، وحقق نجاحا لم يكن يحلم به، وآية ذلك، أنه لا يزال على رأس عمله حتى اليوم!

أما على صعيد التصميم، فقد صمم "صاحبنا" الهوية البصرية لعدد من كبريات المؤسسات والشركات ذات الحيثية، في أماكن متفرقة من العالم..

إلى هنا ينتهي الحديث عن "كتالوج" مسلسل الاختيار، وعن "رسام الكاريكاتير الفاشل" (^__^).. ولنا عودة (إن شاء الله) للحديث عن المسلسل نفسه، إذا كان في العمر بقية.


التعليقات (0)