فجَّر رئيس حزب السعادة، تمل قراموللا أوغلو، قنبلة مدوية في الأوساط السياسية والإعلامية، حين قال إن الظروف تغيرت بعد مصادقة البرلمان التركي على قانون
الانتخابات الجديد، مضيفا أنه قد يتم تشكيل تحالف انتخابي ثالث. وأثارت هذه التصريحات علامات استفهام حول مستقبل التحالف الانتخابي المعارض الذي يضم ستة
أحزاب، واحتمال تفككه.
القانون الجديد يحرم الأحزاب الصغيرة من الحصول على مقاعد في البرلمان بأصوات حلفائها. وبعبارة أخرى، كل حزب من الأحزاب السياسية سيتمثل في البرلمان فقط على حسب شعبيته. وبالتالي، يضع هذا التغيير الأحزاب الصغيرة أمام خيارين: إما أن تخوض الانتخابات البرلمانية بقوائمها الخاصة بها، أو أن ترشح رؤساءها وبعض قادتها ضمن قوائم الأحزاب الكبيرة، ولكل خيار سلبياته وإيجابياته.
القانون الجديد يحرم الأحزاب الصغيرة من الحصول على مقاعد في البرلمان بأصوات حلفائها. وبعبارة أخرى، كل حزب من الأحزاب السياسية سيتمثل في البرلمان فقط على حسب شعبيته. وبالتالي، يضع هذا التغيير الأحزاب الصغيرة أمام خيارين
الخيار الأول يعطي الأحزاب الصغيرة فرصة الترويج عن نفسها وشعاراتها، إلا أنه لا يضمن الفوز بمقعد في البرلمان حتى لرؤسائها، ما يعني أن تمل قراموللا أوغلو، وأحمد داود أوغلو، وعلي باباجان، وغولتكين أويصال، قد لا ينجحون في دخول البرلمان، في حال ترشحهم ضمن قوائم أحزابهم. وأما الخيار الثاني فيضمن لتلك الأحزاب الحصول على مقعد أو مقعدين في البرلمان، ولكنه يعني خروج هؤلاء القادة أمام الناخبين خلال الحملات الانتخابية بصفة مرشحين عن أحزاب أخرى، لا بصفة رؤساء أحزابهم. ويعني ذلك، أن يخوض قراموللا أوغلو أو داود أوغلو أو باباجان الانتخابات كمرشح حزب الشعب الجمهوري، على سبيل المثال، ليشارك في الحملات الانتخابية التي تنظَّم باسم ذاك الحزب، ويلقي كلماته تحت أعلامه، يدعو الناخبين إلى التصويت لصالحه. ومن المؤكد أن تقبل مثل هذا الموقف يصعب على هؤلاء الرؤساء ومؤيدي أحزابهم.
تصريحات قراموللا أوغلو حول احتمال تأسيس تحالف ثالث، هزت تحالف الأحزاب الستة المسمى "تحالف 28 شباط/ فبراير"، وذكر كاتب تركي، نقلا عن ما سماها مصادر مطلعة قولها، إن رئيس حزب الشعب الجمهوري انزعج من هذه التصريحات، وقال لقراموللا أوغلو إن رئيسة الحزب الجيد، ميرال آكشنير، هي الأخرى تنسحب من التحالف إن انسحبت منه الأحزاب الصغيرة، الأمر الذي دفع رئيس حزب السعادة إلى تفسير تصريحاته، قائلا إنه لم يقصد الانسحاب من التحالف الذي يقوده حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد، بل كان قصده تأسيس تحالف داخل ذاك التحالف، أي أن يترشح قادة حزب المستقبل، وحزب الديمقراطية والتقدم، والحزب الديمقراطي، ضمن قوائم حزب السعادة، مع بقاء كافة تلك الأحزاب في التحالف السداسي.
قراموللا أوغلو يشترط أن يكون التحالف الجديد تحت مظلة حزب السعادة، ويهدف باقتراحه "الاستغلالي" إلى جعل حزبه "كبير الأحزاب الصغيرة"، ليرفع شعبيته، إلا أن المتوقع أن ترفض الأحزاب الثلاثة الأخرى هذا الاقتراح لأسباب مختلفة
قراموللا أوغلو يشترط أن يكون التحالف الجديد تحت مظلة حزب السعادة، ويهدف باقتراحه "الاستغلالي" إلى جعل حزبه "كبير الأحزاب الصغيرة"، ليرفع شعبيته، إلا أن المتوقع أن ترفض الأحزاب الثلاثة الأخرى هذا الاقتراح لأسباب مختلفة، منها أن الترشح ضمن قوائم حزب السعادة لا يضمن دخول البرلمان لقادة تلك الأحزاب، وأن رؤساءها لن يتنازلوا عن خوض الانتخابات بأسماء أحزابهم لصالح حزب السعادة، علما بأن هذا الأخير هو أيضا يعد من الأحزاب الصغيرة التي لا تتمتع بشعبية واسعة، وأن نتائج استطلاعات الرأي تشير إلى أن شعبيته في تراجع لصالح حزب "الرفاه من جديد" الذي يرأسه فاتح أربكان، نجل رئيس الوزراء الأسبق الراحل نجم الدين أربكان.
رئيس حزب الديمقراطية والتقدم، علي باباجان، سرعان ما أعلن رفضه لفكرة تأسيس تحالف ثالث، قائلا إنهم يرون أن الحديث عن هذا الموضوع "غير أخلاقي" وهم في تحالف الأحزاب الستة. ومن المؤكد أن رئيس الحزب الديمقراطي، غولتكين أويصال، سيفضل خوض الانتخابات كمرشح الحزب الجيد، كما فعل في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت عام 2018. وأما رئيس حزب المستقبل، أحمد داود أوغلو، فطموحه أكبر من الترشح ضمن قوائم حزب السعادة، لأنه يطالب بأن تكون جميع الأحزاب الستة المجتمعة على الطاولة سواسية في اتخاذ القرار.
المؤشرات تشير إلى أن الاحتمال الأقوى حاليا أن يترشح أويصال ضمن قوائم الحزب الجيد، كما أن باباجان أعلن، اليوم الأربعاء، أن حزبه
سيخوض الانتخابات باسمه وشعاره، مضيفا أنهم سيواصلون تعاونهم مع أحزاب التحالف السداسي في النقاط المشتركة. ومن المتوقع أن يرشِّح حزب السعادة اثنين أو ثلاثة من قادته ضمن قوائم حزب الشعب الجمهوري، دون أن يترشح قراموللا أوغلو البالغ من العمر 81 عاما. وأما داود أوغلو فوضعه أصعب، لأن مؤيدي حزب الشعب الجمهوري، والحزب الجيد، يكرهونه كرها شديدا، ويعتبرونه "إسلاميا متشددا أدخل البلاد في المستنقع السوري"، ما يجعل احتمال ترشحه ضمن قوائم أحد الحزبين ضئيلا، كما أن مؤيدي حزب المستقبل الذي يرأسه لن يرحبوا بخوضه للانتخابات كمرشح حزب الشعب الجمهوري أو الحزب الجيد.
twitter.com/ismail_yasa