هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار رصد إصابات مجهولة المصدر بالتهاب الكبد لدى أطفال في عدد من البلدان الأوروبية والولايات المتحدة واليابان مخاوف خبراء الصحة من حدوث وباء عالمي، فيما لا يُعرف إلى حد اللحظة السبب الرئيسي للإصابات.
وكانت السلطات البريطانية أول من أبلغ عن إصابات مصدرها أسكتلندا في نهاية آذار/ مارس الماضي. وبلغ عدد الحالات المسجلة في العالم في الوقت الراهن 191، بينها 111 في بريطانيا و55 في 12 دولة أوروبية أخرى، و12 في الولايات المتحدة، و12 في دولة الاحتلال الإسرائيلي، وواحدة في اليابان.
وراوحت أعمار الأطفال المصابين بين شهر واحد و16 عاماً، لكنّ معظمهم ممن تقل أعمارهم عن عشر سنوات، ومن بينهم كثر دون الخامسة.
وإلى حدود الساعة، لم يتم تسجيل أي حالة وفاة بين الأطفال البريطانيين، فيما خضع 10 منهم لعمليات زراعة الكبد.
الأعراض
وقال خبراء الصحة إن على الآباء أن ينتبهوا إلى أطفالهم في حال لاحظوا اصفرار جلدهم أو اصفرارا في الجزء الأبيض من عينهم، مشيرين إلى أن ذلك "علامة على تلف الكبد وأن هناك حاجة إلى رعاية مستعجلة".
وكشفت الدكتورة ميرا تشاند، مديرة العدوى السريرية والناشئة في وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة: "هذا وقت مقلق لآباء الأطفال الصغار، رغم أن احتمال إصابة طفلك بالتهاب الكبد منخفض للغاية".
وأضافت: "ومع ذلك، نواصل تذكير الوالدين بضرورة الانتباه إلى علامات التهاب الكبد، وخاصة اليرقان، الذي تسهل ملاحظته".
وتابعت: "يجب على الأطفال الذين يعانون من أعراض مثل القيء والإسهال البقاء في المنزل وعدم الذهاب إلى المدرسة أو الحضانة إلا بعد 48 ساعة من توقف الأعراض".
وتشمل أعراض التهاب الكبد ما يأتي: اصفرار الجزء الأبيض من العينين أو الجلد (اليرقان) - البول الداكن - براز شاحب رمادي اللون - حكة في الجلد - آلام العضلات والمفاصل - حرارة عالية - الشعور بالتعب طوال الوقت - فقدان الشهية - آلام في البطن.
الفرضيات
وتتمثل الفرضية الرئيسية في أن المرض مرتبط بالفيروسات الغدية، وهي معروفة وشائعة إلى حد ما وتسبب عموماً أعراضاً تنفسية وهضمية وكذلك في العين. وتقوم هذه الفرضية على أن "عدوى الفيروس الغدي التي قد تكون خفيفة في الظروف العادية، قد تؤدي إلى إصابة أكثر خطورة أو إلى تضرر الكبد".
إلى ذلك، رجّحت السلطات الصحية الأمريكية الجمعة بناء على تحاليل الإصابات بالتهاب الكبد الحاد لدى أطفال صغار جداً في الولايات المتحدة، أن يكون فيروس غدي وراء هذه الحالات الغامضة، لكنها مع ذلك لم تجزم بأنه السبب المؤكد.
وعادة ما تتسبب الفيروسات الغدية، وهي شائعة، بأعراض تنفسية أو بالتهاب الملتحمة أو حتى باضطرابات في الجهاز الهضمي.
وجاء في منشور لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وهي الهيئة الفيدرالية الرئيسية للصحة العامة في الولايات المتحدة: "في الوقت الراهن، نعتقد أن أحد الفيروسات الغدية قد يكون سبب هذه الحالات، ولكن لا يزال يجري درس عوامل بيئية أخرى".
ووصفت الهيئة الأوروبية المولجة مكافحة الأمراض الخميس، رصد إصابات مجهولة المصدر بالتهاب الكبد لدى أطفال في عدد من البلدان الأوروبية بأنه "حدث مقلق يتعلق بالصحة العامة"، وأقرّت بأنها لا تستطيع راهناً تقييم المخاطر بدقة.
اقرأ أيضا: تعرف على 6 أطعمة تجدد أنسجة الكبد وتطهره من السموم
ورأى المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها في أول تعليق له عن المخاطر المحتملة أن تسجيل هذه الحالات "يشكل في الوقت الراهن حدثاً مقلقاً يتعلق بالصحة العامة، لأن مسبباته مجهولة، ونظرا لعدد الأطفال المعنيين للأثر الخطير المحتمل".
وشرحت الوكالة أن "المرض نادر جداً" مشيرة إلى أن "الأدلة على انتقال العدوى من إنسان إلى آخر لا تزال غير واضحة".
وقالت إن "الحالات في الاتحاد الأوروبي متفرقة مع اتجاه غير واضح"، معتبرة أن من غير الممكن راهناً إعطاء "تقدير دقيق" للمخاطر التي تشكلها هذه الإصابات على الأطفال في أوروبا.