قضايا وآراء

السيسي يدعو للحوار بعد أن جلب الخراب!

محمد عماد صابر
1300x600
1300x600
في ظل تحديات اقتصادية غير مسبوقة تمر بها البلاد، جاءت دعوة السيسي للحوار. كل المؤشرات على أرض الواقع لا تدع لنا فرصة ضئيلة لتصديق هذه الدعوة، فالدعوة تأتي مدفوعة بوضع اقتصادي مأزوم غير مسبوق تمر به البلاد، ويحاول من خلال تلك الدعوة تمرير رسائل إلى الداخل والخارج لاحتواء الغضب، والمرور من الأزمة الحالية بأقل الخسائر وعدم إثارة أي اضطرابات تضر بموقعه.. تابعت باهتمام كل ما قيل وصدر بخصوص هذه الدعوة على النحو التالي:

1- إن مشروع العسكر الوحيد هو البقاء في الحكم، لا يملكون مشروعا غيره، مهما حاولوا التضليل وصرف الأنظار عن أصل البلاء والمرض العضال وهو الاستبداد والفساد والتبعية، فلن يفلحوا.. مهما حاولوا خداع الشعب باستراتيجيات باهتة ميتة انقضى زمنها، فلن يفلحوا.. مهما حاولوا تعمية الناس عن حقيقة البؤس الاقتصادي والوهن السياسي وفواحش النظام العسكري وخطاياه وكوارثه ومآسيه وتحويل البلد إلى سجن كبير، فلن ينجحوا في ذلك.

2- لقد جلب السيسي وعصابته الخراب لمصر، لقد قضى على كل المعارضة وكتم الأنفاس، ومنع التهجد فى بيوت الله، وخلا له الوضع، وظن أن لن يقدر عليه أحد، فبغى وعتى ونسي المبتدأ والمنتهي، وتخيل واحتال ونسي الكبير المتعال، وسهي ولهي ونسي المقابر والبلى، وتكبر واعتدى ونسي الجبار الأعلى، إنه بئس العبد" سيسي"، طمع يقوده، هوى يضله، يغسل الدين بالشبهات.

3- دعمه الكيان الصهيوني وحماه وسوق لانقلابه، وموّله بالمال الخليجي، ثم باع الأوهام للشعب، وأغلق الأبواب والمنافذ وأحكم قبضته وأخضع البلد. ودعوته للحوار مناورة سياسية قديمة، وليست لحكم شعب، فمن لديه بقية عقل وفهم يدرك أن من أراد أن يحكم في زمن التقلبات والتحولات فعليه التخفف من سياسة الغلق، والانفتاح على الإرادة الشعبية وإشراك القوى السياسية الحقيقية في التدبير والتقدير.. ثم ها هي البلاد وقد أخضعتها لشيطانك وشهواتك فلم لم تتمكن من إدارة شؤونه؟ ولم أفلست؟ من ينقذك اليوم؟

4- ما قراته الآن من تصريحات حول الحوار لا يرقى لمستوى أن نقول عليه حوار، ولكنها محاولة معتادة لتجميل وجه النظام العسكري مارستها كل الأنظمة المصرية عندما تواجه كارثة كبرى، منذ بيان ٣٠ آذار/ مارس 1968 بعد كارثة ٦٧، فالدلالة الحقيقية عندي لدعوة السيسي للحوار واستدعاء بعض السياسيين من مخزن الخردة مثل الصباحي، أن مصر تعيش كارثة كبرى، هذه هي الحقيقة الوحيدة المؤكدة.. فمصر تعيش كارثتين، كارثة إقتصادية غير مسبوقة منذ مائة عام، وكارثة لم تشهدها منذ فجر التاريخ، مياه النيل.

5- الكيان الصهيوني سارع وبادر إلى تخفيف مخلفات وآثار الحرب الروسية على غذاء مصر وخبزها دفعاً لأي انفجار اجتماعي، لكن حتى هذا ليس مضمونا، فالتحولات الدولية والإقليمية لم ولن يسلم منها أحد.

6- لقد كانت القوى الإصلاحية في البلد رائدة في الخدمات الاجتماعية خلال عقود مضت، خففت عبئا كبيرا عن السلطة، وأسهمت في إسعاف المجتمع، خاصة الفئات المتضررة منه، وتعزيز قدرته على الصمود في الفترات العصيبة، أما اليوم فقد انكشف السيسي وعساكره أنفسهم أمام تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، خاصة مع الحرب الأوكرانية التي زادت وضع مصر سوءا.

7- إن القضاء على الخصوم السياسيين وسحق القوى الحية والفعالة في المجتمع من أجل التفرد بالحكم يُمهَد الطريق إلى الخراب والانفجار، وإذا كان النظام العسكري قد نجح سابقا في صرف الغضب الشعبي بعيدا عنه، فإن الشباب اليوم، أصبحوا يفهمون أكثر، ويعرفون أكثر، وتحرروا بمقدار غير مسبوق، وتواصلوا وتفاعلوا، وستكون لهم منارات للحرية لا تُطفأ، مهما حاول العسكر طمسها وحجب ضيائها، فنار العزة شبت، وهمة التغيير قامت، وكل محاولات إطفائها لن يزيدها إلا لهباً حتى تُنتزع الحريات والحقوق انتزاعا. وهي فقط مسألة وقت لا غير.

8- إن كل سلطة مستبدة إنما يوهنها عدد مساجينها السياسيين، ومعاملة معارضيها بالشراء والاستتباع المهين، فإن أبوا وعزّوا قابلوهم بالسجون وبالتكبر والتجبر والعناد والمناكفة وقطع الأرزاق ومراقبة الأنفاس والحرمان من حرية القول والكتابة. إن سجن المعارضة السياسية هي مرحلة الفشل لأي حاكم فاقد للمشروعية إلا مشروعية القسوة والغلق والقهر، فيكره الناس ويخاف منهم، ويستولي عليه ظلام الرعب وعدم الثقة، وتتهاوى قدراته العقلية وذاكرته بسبب توتره المستمر، ويضطر في مواجهة النقد المستمر أن يكذب حتى لا يقول إلا الكذب، وينعدم الصدق في أقواله وأفعاله.

9- وكما كانت دعوة السيسي لحوار شامل في 2012 إيذانا بالانقلاب على التجربة الديمقراطية الوليدة، فإن شاء الله تعالى ستكون دعوته الكاذبة للحوار في 2022 إيذانا بسقوط حكم العسكر ونظام الاستبداد والفساد والتبعية.
التعليقات (2)
الكاتب المقدام
الثلاثاء، 03-05-2022 03:22 م
*** تتكشف كل يوم حقائق وأدلة إدانة جديدة للجنرال المنقلب المسخ دجال العصر المتربع على عرش مصر، وعن عمالته باعتباره "الكنز الاستراتيجي لإسرائيل"، والذي قدم لهم من الخدمات ما لم يقدمه غيره بإفقار مصر وإذلال شعبها ورهن أراضيها، فالسيسي صنيعة "المحور الصهيوني الصليبي الجديد"، وهو الشعار الذي رفعه جورج بوش صراحة، عندما أعلن عن الحملة الصليبية العاشرة عام 2001، وتحت أعلام ذلك الشعار الصليبي قام بوش بغزو العراق وافغانستان، لقتل مئات الآلاف من المدنيين العزل من المسلمين وتدمير مدنهم وقراهم، بالدعوى الكاذبة بالحرب ضد الإرهاب. (لتفصيلات أكثر انظر موسوعة ويكيبيديا)، وكنا قد خُدعنا وصدقنا شعارات الغرب الكاذبة بأنهم عازمون على نشر الديمقراطية وكفالة الحريات وحقوق الإنسان في بلادنا، حتى رأينا كيف احتفى به رئيس اميركا، وكيف استقبلوه في الاتحاد الأوروبي استقبال الأبطال، وتآمروا معه في انقلابه على أول رئيس مدني منتخب من شعبه في أول انتخابات نزيهة في تاريخ مصر، والسيسي في دعوته للحوار يستجيب لتوجيهات صندوق النقد الدولي والقوى المحركة له، لتبييض وجه نظامه، ولاستكمال إغراق مصر في الديون لعقود قادمة لصالح رؤوس الأموال التي تحصل على فوائد ربوية مضاعفة عن ما هو سائد في أسواق المال الدولية، ولتبييض وجوههم أمام شعوبهم طالبوه بإجراء إصلاحات شكلية وهمية مخادعة في مصر، حتى يبرروا تقديمهم له لقروض جديدة لتعويم نظامه لشهور أخرى في خدمتهم، ولزيادة عبء الديون التي ستكبل مصر لعقود قادمة، ودعوى الحوار الكاذبة للسيسي، تعني أنه سيسوق إمعات من المصريين كالأنعام إلى قاعات الحوار المزعومة، ليعطي لهم قفاه، ويملي عليهم ما يريده، فهو الذي قال لهم من قبل "ما تسمعوش لحد غيري"، وذلك من أجل توريط جديد للمصريين، الذي ادعى كذباُ من قبل أنهم قد فوضوه في إجراءاته الإجرامية، وللتغطية على الأموال الباهظة التي يستولى عليها من عمولات مشروعاته الفاشلة، التي يضخها خارج البلاد لتبييضها في مصارف شركاءه في الخارج الذين يحمونه ويساندوا حكمه الاستبدادي، ونهايته هو وأتباعه ستكون إلى مزبلة التاريخ التي يقبع فيها أمثالهم، وسيدفع المصريون الذين أيدوا إجرامهم هم وأبناءهم من بعدهم ثمن سكوتهم وخنوعهم، والله أعلم بعباده.
لعنة العسكر
الثلاثاء، 03-05-2022 01:58 م
هذا السيكوباتي اللعين وامثاله من قادة جيش وكلاء الاحتلال في مصر يحاولون اعادة تدوير النفايات من التيارات العلمانية والنكسجية من مجاذيب الصعلوك العبد الخاسر لعنه الله ولعنهم في الدنيا والآخرة والهدف من اطلاق هؤلاء السفلة والمعرصين في الساحة المصرية هو الإلهاء على امل ان ينشغل البؤساء من شعب مصر عن واقعهم المرير بالمهرجانات والعاب الحواة فترة من الزمن يتمكن فيها العسكر الاوغاد من اعادة التموضع والانتشار اي ان وظيفة هؤلاء المعرصين تشبه قنابل الدخان التي تسخدمها الجيوش في الحروب لحجب تمركز قواتها ومواضع انتشارها عن العدو اثناء عمليات الهجوم