هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن
روسيا، واجهت انتكاسة في أوكرانيا، بعد فشلها في تحقيق "انتصار
استعراضي" للرئيس فلاديمير بوتين، بالتزامن مع يوم النصر الموافق للتاسع
من الشهر الجاري.
وقالت الصحيفة إن الروس وبعد فشلهم في السيطرة
على العاصمة كييف، ركزوا خلال الأسابيع القليلة الماضية على شرق أوكرانيا وكانوا
يضغطون بشدة مع اقتراب يوم النصر، لكن القوات الأوكرانية المسلحة بأسلحة جديدة
قدمتها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، كانت تشن هجوما مضادا.
وقبل 24 ساعة من يوم النصر الذي يقود بوتين فيه
بلاده باحتفالات يوم النصر إحياء لذكرى الانتصار السوفييتي على ألمانيا النازية
خلال الحرب العالمية الثانية، فإن الانسحاب الروسي الواضح من المنطقة المحيطة
بخاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، يتناقض مع الرواية الروسية.
ووضحت الصورة المعقدة على طول الجبهة التي يبلغ
طولها 482 كيلومترا في شرق أوكرانيا، كما تقول الصحيفة بعد أن أشار تدمير الجسور
الثلاثة شمال شرقي خاركيف إلى أن الروس لم يحاولوا فقط منع الأوكرانيين من
ملاحقتهم، ولكن ليس لديهم خطط حالية للعودة.
وقال مسؤول أوكراني رفيع - تحدث شريطة عدم
الكشف عن هويته لمناقشة القتال - إن القوات الروسية تدمر الجسور ليس للتراجع، ولكن
لأننا "ندفعها للخارج".
اقرأ أيضا: رويترز: بوتين سيوجه تحذير "يوم القيامة" إلى الغرب في 9 مايو
وأفاد المسؤول بأن القتال من أجل خاركيف لم
ينته حتى الآن، وأنه على الرغم من "أننا نسيطر في الوقت الحالي"، فقد كانت القوات
الروسية تحاول إعادة تجميع صفوفها والشروع في هجوم جديد.
يقول بعض المحللين العسكريين إن الإجراءات
الروسية مماثلة لما فعله الجيش الروسي الشهر الماضي في انسحابه من مدينة تشيرنيهيف
شمالي كييف.
وقال فريدريك دبليو كاجان، المؤرخ العسكري
وزميل بارز في معهد "أمريكان إنتربرايز"، وهو مجموعة أبحاث للسياسة
العامة مقرها واشنطن العاصمة، إن استراتيجية روسيا بالقرب من خاركيف يمكن أن تكون
مؤشرا على أن "الأمر بالانسحاب إلى مكان ما قد تم تحديده في محاولة لإقامة خط
دفاعي".
واستعادت القوات الأوكرانية مجموعة من البلدات
والقرى في ضواحي خاركيف الأسبوع الماضي، ما جعلها في وضع يسمح لها بإزاحة القوات
الروسية من المنطقة واستعادة السيطرة الكاملة على المدينة "في غضون
أيام"، وفقا لتحليل أجراه مؤخرا معهد دراسة الحرب، وهو مجموعة بحثية مقرها
واشنطن.
وقال المعهد إن الانتكاسة تجبر الجيش الروسي
الآن على اختيار ما إذا كان سيرسل تعزيزات موجهة إلى أماكن أخرى شرق أوكرانيا
للمساعدة في الدفاع عن المواقع بضواحي خاركيف.
وكانت القوات الروسية تعثرت في محاولاتها
الأولى بداية الغزو للسيطرة على مدينة خاركيف من خلال الدخول بالمدرعات والهجوم من
قبل المظليين، قبل أن تتعرض المدينة لضربات قاسية على الرغم من أن جميع سكانها
يتحدثون اللغة الروسية تقريبا، وقد شعر الكثير منهم بالتقارب مع روسيا في الماضي.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن هدف
القوات الروسية في الوقت الحالي على الأقل هو الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من
المنطقة الشرقية الأوكرانية المعروفة باسم دونباس، وذلك بطرد القوات الأوكرانية
التي كانت تقاتل الانفصاليين المدعومين من موسكو منذ سنوات في مقاطعتي دونيتسك
ولوهانسك.
ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/ فبراير، فقد أصبح
حوالي 80 بالمئة من هاتين المقاطعتين تحت سيطرة الكرملين.