سياسة عربية

ماذا وراء زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد لحليفته إيران؟

هذه هي الزيارة الثانية فقط التي يقوم بها الأسد إلى إيران منذ بدء الحرب في سوريا في سنة 2011- وكالة تسنيم الإيرانية
هذه هي الزيارة الثانية فقط التي يقوم بها الأسد إلى إيران منذ بدء الحرب في سوريا في سنة 2011- وكالة تسنيم الإيرانية

نشر موقع إذاعة "دويتشه فيله" الألمانية تقريرًا تحدّث فيه عن دوافع زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد لإيران للمرة الثانية فقط منذ اندلاع الحرب الأهلية في بلاده. 

وأورد الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، نقلًا عن وسائل إعلام إيرانية وسورية، أن الأسد قام بزيارة قصيرة إلى طهران الأحد؛ حيث التقى بالمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي

كانت هذه هي الزيارة الثانية فقط التي يقوم بها الأسد إلى إيران منذ بدء الحرب في سوريا في سنة 2011، بعد آخر زيارة قام بها الأسد لإيران في شباط/ فبراير 2019، على الرغم من أن طهران كانت داعمًا ثابتًا للنظام في دمشق وقد قدمت له دعمًا ماليًا وعسكريًا خلال الصراع المستمر منذ 11 سنة.

 

اقرأ أيضا: خامنئي للأسد: قادة دول مجاورة يشربون القهوة مع قادة الاحتلال

ماذا حدث في الزيارة؟

وبحسب التلفزيون الإيراني الرسمي، قال خامنئي للأسد إن "سوريا اليوم ليست كما كانت قبل الحرب، لكن احترام سوريا ومكانتها أكبر من ذي قبل، والجميع يرى في هذا البلد قوة"، ونُقل عن الأسد قوله إن "العلاقات الاستراتيجية بين إيران وسوريا حالت دون سيطرة النظام الصهيوني على المنطقة".

وأوضح الموقع الألماني أن الأسد قال أيضًا - بحسب ما ورد - إن العلاقات القوية بين إيران وسوريا عملت على كبح نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فيما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الأسد قوله إن "أمريكا اليوم أضعف من أي وقت مضى، ويجب أن نواصل هذا المسار"، وأشاد بمساعدة إيران في "حرب سوريا ضد الإرهاب". 

من جهتها؛ نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء عن الرئيس الإيراني، قوله في اجتماعه مع الأسد إن أولوية حكومته هي تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع سوريا.

 

اقرأ أيضا: الأسد يصل إلى طهران في زيارة غير معلنة.. التقى خامنئي

ما علاقة إيران بسوريا؟

بحسب "دويتشه فيله"، فإن القيادة الإيرانية ترى في سوريا حليفًا وثيقًا في معارضتها لعدوتها الإقليمية "إسرائيل"، كما نما النفوذ الاقتصادي الإيراني في سوريا في السنوات الأخيرة؛ حيث قدمت طهران خطوط ائتمان لحكومة دمشق وفازت الشركات الإيرانية بعقود تجارية مربحة، وبالمقابل فقد قدّمت طهران مساعدة عسكرية ومالية مهمة للأسد في الحرب الأهلية السورية، قائلة إنها نشرت قوات في سوريا بدعوة من دمشق، ولكن كمستشارين فقط.

وأضاف الموقع: "من المعروف أن المليشيات التي تعمل بالوكالة عن إيران، بما في ذلك حزب الله اللبناني، قدمت دعمًا نشطًا لقوات النظام السوري في الصراع، وبمساعدة كل من إيران وروسيا - اللتين دخلتا المعركة في سنة 2015 - تمكن الأسد من قلب دفة الصراع، ولم يتبق الآن سوى عدد قليل من معاقل المعارضة".

ولفت إلى أن الحرب الأهلية في سوريا نشأت من مظاهرات سلمية مؤيدة للديمقراطية في البداية مستوحاة مما يسمى بثورات الربيع العربي، لكنها تحولت تدريجيًّا إلى حرب دموية طويلة الأمد شارك فيها العديد من الجهات الفاعلة في أعقاب حملة قمع حكومية وحشية؛ حيث يقدر عدد القتلى في الحرب بـ 400 ألف شخص، مع نزوح ملايين آخرين داخليًا وخارجيًّا.


التعليقات (2)
محمد غازى
الإثنين، 09-05-2022 06:18 م
شكرا للسيد أبوالعبد الحلبى على المعلومات القيمة والصحيحة ألتى أوردها فى تعليقه. ما أردت زيادته، هو أن ألنظام فى سورية إبتداء بحافظ وإنتهاء إن شاءألله ببشار، هذا النظام كان حربا شرسه على سنة سورية أولا وباقى العروبيين ألمخلصين للعروبة. عائلة حافظ وطبعا إبنه بشار، هى عائلة علوية، عاشت طيلة عمرها فى الجبال كقطاع طرق وكانوا يعرفون بعائلة الوحش. عندما إستولى ألأب حافظ على الحكم، غير إسم العائلة إلى ألأسد!!! ألمهم، ألأمل بالله كبير بأن يزيح هذه الغمة وهذه العائلة النجسه عن حكم سورية الحبيبة الغالية على كل قلب عربى شريف.
أبو العبد الحلبي
الإثنين، 09-05-2022 02:13 م
ارتكب موقع إذاعة "دويتشه فيله " الألمانية خطأين في تقريره: 1) قوله " وبمساعدة كل من إيران وروسيا - اللتين دخلتا المعركة في سنة 2015 - تمكن الأسد من قلب دفة الصراع" . 2) قوله " يقدر عدد القتلى في الحرب بـ 400 ألف شخص". هذا تاريخ ليس بقديم حتى يكون هنالك نسيان و لقد كانت وقائع شاهدها أهل سوريا و أحصاها جزء منهم . الصواب : 1) مليشيات إيران دخلت إلى سوريا في موعد مبكر ، و كان ذلك أولاً من حزب إيران في لبنان حيث بدأ الدخول إلى سوريا في نهاية عام 2011 و عرف أهل سوريا ذلك في مطلع 2012 ثم تبعته عشرات المليشيات الفارسية و الحرس الثوري الإيراني . كما فشل جيش بشار ، كذلك فشلت مليشيات إيران و حرسها . لذلك استجدى الثنائي أوباما / كيري من بوتين إدخال الجيش الروسي إلى سوريا و بدأ العمل الوحشي نهاية أيلول/سبتمبر 2015 و هذا الجيش فقط هو من قلب دفة الصراع لأن الغرب أعطى بوتين شيكاً مفتوحاً لاستعمال كافة الأسلحة كما قال المسئول الفرنسي "دوفلبان" و حصل جيشه على تمويل سخي من سفهاء الأعراب "بالأمر الأمريكي" لهم كما قال مسئول روسي "من دون تبيان من هم الأعراب" . 2) عدد القتلى من شعب سوريا المسلم هو أكثر من مليون إنسان ، بل و حين زاد عدد القتلى عن نصف مليون توقفت هيئة الأمم المتحدة "الأمريكية" عن تعداد القتلى قبل 2015 و نشرت عن ذلك عدة صحف و مواقع غربية .