صحافة دولية

NYT: كيف أصبحت مسيرة شيرين أبو عاقلة مثالا يحتذى به عربيا؟

أبو عاقلة كانت وجها معروفا في العالم العربي لمدة 25 عاما عملت فيها بقناة الجزيرة- جيتي
أبو عاقلة كانت وجها معروفا في العالم العربي لمدة 25 عاما عملت فيها بقناة الجزيرة- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا أشارت فيه إلى أن الصحفية الفلسطينية الزميلة شيرين أبو عاقلة وضعت مثالا يحتذى به طوال مسيرتها الصحفية التي قضت منها 25 عاما مراسلة لقناة الجزيرة.

 

وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، أن شيرين كانت محبة لفلسطين وشعبها، واهتمت بنقل قصصهم وأصواتهم للعالم.

 

وأصبحت أبو عاقلة التي اغتالها قوات الاحتلال الإسرائيلي في 11 مايو/أيار 2022 شخصية معروفة في العالم العربي، ودخلت إلى الصحافة بعدما بدأت بدراسة الهندسة المعمارية التي لم تر مستقبلا لها فيها. وفي شريط إخباري نشرته شبكة الجزيرة بعد فترة قصيرة من مقتلها قالت فيه "اخترت الصحافة لكي أكون قريبة من الناس" و"ربما كان من الصعب تغيير الواقع ولكني أستطيع على الأقل تقديم أصواتهم للعالم". 

 

وأضافت الصحيفة أن أبو عاقلة كانت وجها معروفا في العالم العربي لمدة 25 عاما عملت فيها بقناة الجزيرة، حيث صنعت اسمها وسط عنف الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000. وقتلت متأثرة برصاصة أطلقت على رأسها حيث حملت قناة الجزيرة ووزارة الصحة الفلسطينية القوات الإسرائيلية مسؤولية مقتلها.

 

مدير مؤسسة الأخبار "الشرق نيوز"، محمد دراغمة، والذي عرف أبو عاقلة منذ عدة سنوات، قال إن شيرين ظلت ملتزمة بتغطية كل القضايا التي تمس حياة الفلسطينيين، كبيرة أم صغيرة. وقال إنه تحدث معها قبل يومين من مقتلها وأخبرها أن أحداث مخيم جنين ليست مهمة بدرجة تقوم بتغطيتها صحافية بمكانتها لكنها "ذهبت على أي حال" و"غطت القصة بالطريقة الواجب تغطيتها".

 

اقرأ أيضا: هيرست: الغرب لا يمكنه غسل عار التواطؤ بجريمة إعدام أبو عاقلة

ويقول وسيم حماد المنتج الإخباري في قناة الجزيرة الفضائية إن ما كان يهم أبو عاقلة ليس القصص الكبيرة بل القصص الصغيرة التي كانت تظهر حياة الناس. وأضاف: "كنت أقول، لا شيرين انسيها، ليست قصة كبيرة" و"لكنها كانت دائما تفكر بأكثر من زاوية مختلفة حول كيفية تغطيتها وكيف نجعلها إنسانية ومؤثرة عن الفلسطينيين بطريقة لا يفكر بها أي صحافي".

  

ولدت أبو عاقلة في القدس المحتلة لعائلة كاثوليكية ودرست في الأردن حيث تخرجت بدرجة في الصحافة. وقضت وقتا في الولايات المتحدة عندما كانت صغيرة وحصلت على الجنسية الأمريكية عبر عائلة والدتها التي كانت تعيش في نيوجرسي. وعملت بعد تخرجها من الجامعة في عدد من المؤسسات الإعلامية بما فيها راديو "صوت فلسطين" وقناة فضائية أردنية قبل أن تنضم إلى الجزيرة عام 1997. وأصبحت شخصية معروفة في فلسطين والعالم العربي وألهمت الكثيرات لكي يتبعن مثالها.

 

وتعلق داليا حتوق الصحافية الفلسطينية- الأمريكية وصديقة أبو عاقلة أن الطريقة التي قدمت فيها تقاريرها حية على الهواء كانت نموذجية وأيقونية لمن كانوا يريدون تقليدها. وقالت حتوق: "أعرف الكثير من الفتيات اللاتي كبرن وهن يقف أمام المرآة يحملن المشط ويتظاهرن بأنهن شيرين" و"هذا يصور حضورها الدائم والمهم". ومن بينهن ابنة أخيها لينا أبو عاقلة التي كانت تأخذ تقارير عمتها المكتوبة وتعيد قراءتها عبر لعبتها، هاتف باربي. وقالت لينا أبو عاقلة: "قلت لها دائما، لا أعرف إن كان لدي الشجاعة والقوة التي لديك. وكانت ترد ليست سهلة إنها وظيفة صعبة".


كما كشف مقتلها عن المخاطر التي يتعرض لها الصحفيون الفلسطينيون أثناء أدائهم مهماتهم، سواء في الضفة الغربية، غزة أو الداخل المحتل. وفي مقابلة عام 2017 مع قناة النجاح الفلسطينية سئلت إن كانت تخاف من إطلاق النار عليها فقالت: "طبعا أنا خائفة" و"في لحظة ما تنسين هذا الخوف، ولا نرمي أنفسنا نحو الموت. ونحاول العثور على مكان نقف فيه وكيف سنحمي الفريق الذي يرافقني قبل التفكير بكيفية وقوفي أمام الشاشة وما أريد قوله".

 

ووصفها السفير الفلسطيني في لندن حسام زملط بأنها أشهر صحفية فلسطينية. وأصبحت عائلتها معروفة في فلسطين بسبب شهرة شيرين. ويقول ابن عمها فادي أبو عاقلة: "الكل يعرف من هي شيرين" و"كلما عرفت بنفسي يأتي السؤال هل شيرين قريبتك؟".

 

اقرأ أيضا: "عربي21" ترصد تحريض جنرال إسرائيلي على "أبو عاقلة" والجزيرة
 

وعاشت شيرين في رام الله والقدس، حيث كانت تعيش مع شقيقها وعائلته بمن فيهم ابنتاه وابنه الذين كرست حياتها لهم كما يقول ابن عمها. وقالت لينا أبو عاقلة: "كانت أفضل أصدقائي ورفيقة سفري" و"كل شيء". وكانت آخر رحلة لهما إلى نيويورك لقضاء عطلة عيد الميلاد مع أقاربهن.

 

وقضت أبو عاقلة عدة أسابيع في الولايات المتحدة وعادت إلى رام الله الشهر الماضي، لكنها لم تفكر جديا بالإقامة هناك، كما يقول دراغمة. وأرسلتها الجزيرة إلى الولايات المتحدة للعمل ولكنها عادت إلى رام الله بعد ثلاثة أشهر. وعندما عادت قالت: "أستطيع التنفس، الحياة هناك سهلة وأحب فلسطين وأريد البقاء". وتقول حتوق: "شيرين كانت رائدة وأنا حزينة لأنها لن تكون هنا لكي تقود الصناعة". 


التعليقات (1)
رولا عرفات حلس
الخميس، 26-05-2022 12:26 م
شيرين أبو عاقلة أيقونة الصحافة ، شخصية يحتذى بها ، مدرسة للإعلام ، الشهرة التي نالتها شرف عظيم لها ولنا ك فلسطينيون أن شيرين أبو عاقلة فلسطينية أصيلة ، قضت حياتها لنقل الجرائم البشعة التي يتعرض لها الفلسطينيين من قبل الإحتلال الفلسطيني الغاشم ، الذي لازال منذ نكبة ال48 على فلسطين ، يقتل ويدمر ويشتت ويهجر الفلسطينيين بكل دم بارد