صحافة إسرائيلية

اعتراف إسرائيلي: جولاتنا القتالية ضد "حماس" عديمة الجدوى

زعم الاحتلال أن حماس تلقت ضربات قاتلة ورغم ذلك فإن غزة ذاتها ما زالت تشكل تهديدا للاحتلال- جيتي
زعم الاحتلال أن حماس تلقت ضربات قاتلة ورغم ذلك فإن غزة ذاتها ما زالت تشكل تهديدا للاحتلال- جيتي

مع مرور عام كامل على العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في مثل هذه الأيام من العام الماضي 2021، واجه الاحتلال موجة جديدة من الهجمات الفدائية الفلسطينية أطلق عليها "العمليات الفردية"، ما دفع أوساطا عسكرية للتهديد باغتيال قادة حركة حماس، أو إطلاق عملية عسكرية ضدها في غزة، أو توسيع الاجتياحات في الضفة الغربية، لعلها تساعد الاحتلال في وقف هذه الهجمات، أو على الأقل تستعيد حالة الردع التي فقدها الاحتلال خلال الأسابيع الأخيرة.


وزعم الاحتلال أن "حماس تلقت ضربات قاتلة لن تتعافى منها"، ورغم ذلك فإن غزة ذاتها ما زالت تشكل تهديدا للاحتلال، وتشكل له صداعا مزمنا ليس له علاج، ما يضع علامات استفهام عديدة حول صحة المزاعم الإسرائيلية بشأن نجاحها في استعادة الردع المتبدد.


أفيف ساغرون، المتحدث باسم مبادرة جنيف لدفع حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، ذكر في مقاله بموقع زمن إسرائيل، ترجمته "عربي21" أن "اغتيالا إسرائيليا ضد قادة حماس قد يحقق هدوءًا زمنيا لبعض الوقت، لكنه لن يكبح جماح العمليات الفردية التي شهدناها في الأسابيع الأخيرة، وتبين أنها تنفذ بصورة ذاتية دون توجيه من التنظيمات الفلسطينية، وهذه ليست نتيجة جيدة بما فيه الكفاية بنظر الاحتلال لجولات القتال غير الفعالة التي نفذها".


وأضاف أن "العمليات العسكرية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة التي قام بها الاحتلال في غزة لم تحدد أهدافا حقيقية على الصعيد السياسي، ما يعكس فراغا تحكم في أداء الحكومات المتعاقبة، وهو أمر يمكن تعميمه منذ الحرب الأولى على غزة في 2008، وصولا إلى 2012، مرورا بـ2014، وانتهاء إلى 2021، وفي جميع هذه الحملات العسكرية لم يكن الهدف السياسي واضحا، ولم يكن واضحا إلى أين تريد إسرائيل أن تذهب بالساحة الفلسطينية، وهل سنكون أمام عملية أخرى، أو حرب صغيرة بدون هدف".

 

اقرأ أيضا: ضابط إسرائيلي: واجهنا في جنين ما لم نواجهه منذ 20 عاما

ويعتقد الإسرائيليون، وإن كابروا بعض الوقت، بأن هذه الحروب والعدوانات ليست حلولًا لموجة العمليات الفدائية الأخيرة التي يشهدونها منذ نهاية آذار/ مارس، لأن من ينفذها أفراد محبطون من الواقع الأمني، وغاضبون من السياسة الإسرائيلية ضدهم، ما يجعل الخطوات التي اتخذتها الحكومة للرد على هذه العمليات لا تعكس سياسة حقيقية قائمة على رؤية بعيدة المدى، وهو ما تجلى في الموافقة على بناء 4000 وحدة استيطانية، لأن مثل هذه الخطط تقود الاحتلال كل يوم خطوة أخرى نحو دولة ثنائية القومية، ما يشكل نهاية للرؤية الصهيونية، وهذا ما تتخوف منه المحافل الإسرائيلية.


في الوقت ذاته، فإن حربا أخرى في غزة لن توقف تحريض حماس على تنفيذ المزيد من العمليات، ولا حتى من خلال القضاء على كبار قادتها، لأن الحركة ستستمر فقط في إلحاق الضرر بالاحتلال، وتعريض مستقبل المحتلين للخطر، وهذه قناعة الإسرائيليين أنفسهم، الذين يأخذون على رئيس حكومتهم عدم الاستجابة لدعوات السلطة الفلسطينية للدخول في مفاوضات معها، رغم تنسيقها الأمني معها لإحباط الهجمات المسلحة، وهو سلوك يخدم السياسة الإسرائيلية والصهيونية، ويشكل طريقة مثالية لإنهاء الصراع، أو على الأقل تقليصه، وإدارته على المدى الطويل.


الخلاصة الإسرائيلية أن الاستمرار بالعمل وفق الخيارات الأمنية تجاه الفلسطينيين لن يوقف سلسلة العمليات الفدائية، بل الدخول في مفاوضات سياسية لإنجاح الحل القائم على خيار الدولتين، اللتين تعيشان جنبًا إلى جنب، هروبا من خيار الدولة الواحدة، والاتفاق على تقديم حلول لجميع القضايا الجوهرية، والقيام على إجراء تسويات متفق عليها، عبر حدود دائمة وترتيبات أمنية شاملة، بدلا من الدخول كل عدة أعوام في مواجهات عدمية مع حماس، بدون أهداف وغايات سياسية.

التعليقات (0)