ملفات وتقارير

موريتانيا تواجه موجة جفاف هي الأشد منذ نحو نصف قرن (شاهد)

موريتانيا
موريتانيا

تشهد موريتانيا خلال العام الحالي موجة جفاف وصفت بأنها الأشد منذ نحو قرن، حيث تسبب شح الأمطار هذا العام بنقص شديد بالمساحات الرعوية، وتضرر النشاط الزراعي واتساع دائرة التصحر في هذا البلد الواقع في غرب أفريقيا والذي تشكل الثروة الحيوانية أساس اقتصاده.

وأثرت موجة الجفاف هذه بشكل كبير على غالبية سكان البلد، فيما أعدت الحكومة الموريتانية خطة لمواجهة آثاره وتداعياته.

ثروة مهددة

ويقول عدد من القائمين على تربية المواشي في موريتانيا، إن الثروة الحيوانية في البلد باتت مهددة بشكل كبير جراء موجة الجفاف وضعف خطط الحكومة لإنقاذها.

وتمتلك موريتانيا إحدى أكبر الثروات الحيوانية في المنطقة العربية، حيث تقدر بأكثر من 24 مليون رأس، منها 1.4 مليون رأس من الإبل، و1.8 مليون رأس من الأبقار، ونحو 21 مليون رأس من الماعز والضأن.

وحسب معطيات وزارة الشؤون الاقتصادية الموريتانية تتزايد هذه الثروة بشكل مستمر بنسبة تفوق 3.5 في المئة سنويا.

 

اقرأ أيضا: مسؤول موريتاني سابق: الربيع العربي لم ينتصر لكنه لم يُهزم

وقال أحد مربي الماشية، محمد المختار ولد الشيخ، لـ"عربي21" إن الثروة الحيوانية في البلد باتت مهددة بشكل كبير، جراء نقص المساحات الرعوية بفعل الجفاف وضعف الخطط الحكومية لإنفاذ هذه الثروة.

وأضاف: "الحكومة قدمت منذ نحو شهر كميات من الأعلاف للمساهمة في إنقاذ هذه الثروة، لكن هذه الكميات قليلة بالمقارنة مع حجم هذه الثروة التي تشكل أساس اقتصاد البلد".

نزوح نحو المدن

ويرى متابعون أن موجة الجفاف الحالية ستدفع الكثير من سكان القرى إلى النزوح إلى المدن، بحثا عن فرص عمل.

وقال مدير "منتدى آوكار للتنمية والثقافة والإعلام" سيد أحمد ولد محمدو، لـ"عربي21" إن انعدام فرص العمل وضعف حجم المساعدات الحكومية في القرى والمناطق الريفية سيدفع الكثير من السكان إلى النزوح إلى العاصمة نواكشوط والمدن الكبيرة.

 




وأوضح ولد محمدو، أن معاناة سكان القرى التي تعتمد على تربية المواشي، تفاقمت بسبب الأزمة الأمنية التي تعرفها دولة مالي المجاورة، والتي منعت سكان هذه المناطق من الاتجاه إلى هذا البلد بحثا عن المراعي كما اعتاد السكان في مواسم الجفاف.

وأضاف: "هذا الوضع يجعل من الحكومة مطالبة بمضاعفة جهودها لدعم سكان هذه المناطق والعمل من أجل إنقاذ مواشيهم التي تشكل أساس اقتصاد البلد".

ويساهم قطاع الثروة الحيوانية بـ22% من الناتج الداخلي الخام الوطني وفق معطيات وزارة الشؤون الاقتصادية.

خطة حكومية

وأعلنت الحكومة الموريتانية عن خطة قالت إنها تهدف للحد من تأثير موجة الجفاف في البلد.

ووفق وزارة التنمية الحيوانية ستمكن هذه الخطة من اقتناء 90 ألف طن من الأعلاف المتنوعة مخصصة للبيع بأسعار مدعومة لصالح المنمين في العديد من نقاط البيع موزعة على امتداد التراب الوطني، بالإضافة إلى حفر آبار في المناطق التي توجد فيها مراع.

فيما أعلنت وزارة التجارة عن خطة لتموين السوق بالمواد الغذائية والحد من ارتفاع أسعارها، وتقديم مساعدات غذائية ونقدية للأسر الأكثر فقرا.

 





وقبل أيام أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني أن بلاده عانت من وطأة سنوات عديدة من الجفاف أدت إلى إزالة الغابات وتدهور التربة، وبالتالي إلى خسارة مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة مما أدى إلى تضرر السكان خاصة الأكثر هشاشة والأقل قدرة على المقاومة والصمود مثل صغار المنتجين والمنمين.

وأكد في كلمة أمام الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة حول مكافحة التصحر التي احتضنتها مدينة أبيدجان في ساحل العاج يوم 9 أيار/ مايو الجاري، على ضرورة تعبئة المصادر المالية الكافية لتنفيذ المشاريع المشتركة لمكافحة التصحر في المنطقة.

 

التعليقات (0)