هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار مقتل ضابط إسرائيلي في جنين الجمعة الماضي، الإحباط والقلق في أوساط جيش الاحتلال، ودفع إلى طرح مزيد من الأسئلة حول ما إذا كان من الصواب تغيير سياسته مع المخيم.
ويخشى الاحتلال الإسرائيلي بالفعل من الذهاب إلى تصعيد في عملياته العسكرية قي جنين تحسبا من اشتعال الضفة الغربية وقطاع غزة في أعقابها، مع وجود تقدير ميداني يفيد بأن استمرار العمليات الفلسطينية قد لا يترك لقوات الاحتلال خيارا آخر سوى تنفيذ الهجوم الواسع، وتحمل التبعات المترتبة.
في الوقت ذاته، ورغم أن شهر رمضان قد فات وانقضى، فإن الضفة الغربية عموما، وجنين خصوصا، لا تزال متفجرة أكثر من أي وقت مضى، وقد تم تتويج ذلك بعاصفة مقتل ضابط القوات الخاصة نوعام راز، ما قد يتطلب الكثير من الجهد للعبور بأمان بين جملة من المواعيد الأخرى في الطريق خلال الأسبوعين القادمين، وفيها قد تركز العناصر الفدائية جهودها الخاصة للحفاظ على أجواء التصعيد التي سادت الأسابيع الأخيرة قائمة على حالها، ودون هدوء.
يوآف ليمور الخبير العسكري أوضح في مقال بصحيفة إسرائيل اليوم، ترجمته "عربي21" أن "مقتل الضابط راز في جنين منح مزيدا من الأدلة على ضرورة تغيير السياسة الإسرائيلية مع مخيم جنين، والانتقال من عمليات "الملاقط" الصغيرة القائمة على الاستخبارات إلى عملية شاملة وذات قاعدة واسعة، رغم امتناع إسرائيل عن ذلك خلال شهر رمضان خوفا من اشتعال جنين والضفة والساحة برمتها، والآن تفضل المؤسسة العسكرية التصرف بشكل انتقائي عند الضرورة تجنبا للحرق العمد لكل الساحات".
اقرأ أيضا: ضابط إسرائيلي: واجهنا في جنين ما لم نواجهه منذ 20 عاما
وأضاف أن "مقاتلي جنين يواصلون عملياتهم وتحديهم للجيش الإسرائيلي، الذي يعلم أن نشاطه العملياتي أمر خطير لمن يشارك فيه من الجنود، ولذلك يتكبد الجيش مخاطر جسيمة مع قواته، وفي بعض الأحيان يدفع الثمن بأرواح جنوده وضباطه، رغم أنه معني بالدرجة الأولى بالحصول على معلومات استخباراتية عملياتية حول الأسلحة والهجمات والمسلحين الآخرين؛ هذه معلومات لا يمكن الحصول عليها بأي طريقة أخرى، من أجل إحباط الهجمات التالية، ومن المشكوك فيه الوصول إلى وقف نهائي لهذه الظاهرة".
لا يخفي الإسرائيليون وهم يصدرون تهديداتهم ضد جنين استحضار ما حصل الأسبوع الماضي حين قتل أحد الجنود الصحفية شيرين أبو عاقلة إبان محاولة اقتحام المخيم، ما تسبب لهم بفضائح متلاحقة، ومعاملة همجية للشرطة في جنازتها، مما يشير إلى فشل حقيقي في عدم استخلاص الدروس والاستنتاجات التي ستتيح معالجة أكثر نجاحًا لحوادث مماثلة في المستقبل.
مع العلم أن نقاشا أجراه مجلس الوزراء في الساعات الأخيرة حول مستقبل التعامل مع مخيم جنين شهد طرحا جديدا يتمثل في اللجوء لاستخدام الطائرات المروحية المقاتلة في أجواء الضفة الغربية عقب مقتل الضابط يوم الجمعة، وفي حال تم إقرار هذا التوجه فسيكون الأول منذ عملية السور الواقي في 2002، ودليلا جديدا على الفشل الإسرائيلي في اعتقال المقاومين الفلسطينيين وجها لوجه.