ملفات وتقارير

ما أسباب طلب فنلندا والسويد الانضمام للناتو.. هل تنجحان؟

قال الأمين العام لحلف الناتو بعد تسلمه طلبي الانضمام: "إنها خطوة تاريخية"- الناتو بتويتر
قال الأمين العام لحلف الناتو بعد تسلمه طلبي الانضمام: "إنها خطوة تاريخية"- الناتو بتويتر

حافظت السويد وفنلندا على علاقة الحياد مع الاتحاد السوفياتي سابقا والاتحاد الفيدرالي الروسي الوريث لاحقا، لكن تلك العلاقة كسرت بعد طلبهما الانضمام لحلف شمال الأطلسي، ما اعتبره محللون تحركا وقائيا خوفا من نوايا مبيتة من وريث "الدب الأحمر"، فيما يرى سياسيون روس أن الخطوة جاءت بضغوط غربية وأمريكية. 

 

ومع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، عبّرت دول أوروبية عن مخاوفها من "نوايا الكرملين التوسعية" تجاه الغرب.

 

وطلبت فنلندا والسويد، الأربعاء الماضي، رسميا الانضمام لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، في خطوة  كسرت حاجز الحياد الذي اختاره البلدان الاسكندنافيان منذ الحرب العالمية الثانية وما قبلها.

 

وسلم سفيرا السويد وفنلندا في بروكسل رسميا طلب الانضمام للأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في مقر الحلف بالعاصمة البلجيكية.

 

 

 

وقال الأمين العام لحلف الناتو بعد تسلمه طلبي الانضمام: "إنها خطوة تاريخية.. سينظر أعضاء الحلف الآن في المراحل المقبلة ضمن مساريكما للانضمام إلى الناتو".

 

 

 

 

وبحسب المادة رقم 10 من معاهدة واشنطن 1949 المؤسِّسة للناتو يحق للدول الأعضاء بالإجماع دعوة دول (أوروبية) إضافية للانضمام بشروط، ما يعني أن فنلندا والسويد تحتاجان لموافقة جميع الدول الأعضاء في الحلف ومنهم تركيا.

 

وفي هذا الصدد، قال الدبلوماسي الروسي السابق فيتشسلاف ماتوزوف، إن "معارضة تركيا، لدخول السويد وفنلندا للناتو، دليل على فهم السياسة المدمرة للولايات المتحدة حتى من داخل الدول الأعضاء للحلف".

 

فيما اعتبر المحلل السياسي إسماعيل خلف الله، أن تركيا لن تسمح بانضمام فنلندا والسويد، لأنها ترى بأن هذا الطلب سوف يؤجج الأوضاع ويزعج الطرف الروسي، وسيحرجها بالنظر لكونها تقود جهود وساطة بين روسيا وأوكرانيا. 

وأوضح: "هاتان الدولتان تحتضنان قيادات منظمات تصنفها تركيا إرهابية، لهذا تبرر أنقرة أنها لن تعيد خطأ انضمام اليونان لحلف الناتو".

 

وتابع: "هناك صعوبات من جانب إجرائي، لدخول السويد وفنلندا لحلف الناتو، ولن يحدث الإجماع، بسبب موقف تركيا الرافض، والتي تعد ثاني قوة عسكرية في الحلف". 

 

من جانبه، قال المختص في الشأن الأمريكي والشرق الأوسط، محمد عوص، إن "الانضمام أصبح أمرا واقعا، وفي مقابله ستضطر قيادات حلف الناتو لإيقاف عمل حزب العمال الكردستاني الذي له مراكز قوى في فنلندا والسويد، تدعم أعمال الحزب في شمال سوريا والعراق وتركيا".

 

وتابع عوص لـ"عربي21": "بدون تركيا من الممكن أن ينفض حلف الناتو، لأن خروج تركيا من الحلف سيؤثر على الوجود الأوروبي وسيضع الخطر الروسي مباشرة على حدودهم، لأن ما يفصل روسيا عن حلف الناتو في مناطق البحر الأسود وبحر إيجه هي تركيا".

 

وأضاف: "مغامرة بوتين في أوكرانيا، عززت من مركز الأتراك كقوة جيواستراتيجية حافظة للأمن والسلم العالمي ولذلك فقيادات الحلف مضطرون إلى أن يعطوا تركيا ما تريد لحماية أمنها القومي، مع التعهد بعدم التآمر عليها رغم أنها شريك لهم".

 

وتعود فكرة إنشاء حلف الناتو إلى عام 1947 عندما أبرمت المملكة المتحدة وفرنسا "معاهدة دونكيرك" ضد أي هجوم محتمل من ألمانيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وتأسس الحلف باتفاق 12 دولة وهي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبلجيكا وكندا والدنمارك وفرنسا وايسلندا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا والنرويج والبرتغال.

وفي الفترة ما بين 1952 و1990، انضمت كل من تركيا وإسبانيا واليونان وألمانيا الاتحادية.

في عام 1999 انضمت دول مجموعة فيسغراد وهي هنغاريا وبولندا وجمهورية التشيك إلى الناتو، أما في عام 2004 فقد انضمت إلى الحلف دول مجموعة "فيلنيوس" وهي بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا.

وفي عام 2009، وافق حلف الناتو على انضمام ألبانيا وكرواتيا، وليبلغ عدد أعضائه 30 دولة مع انضمام الجبل الأسود عام 2017 ومقدونيا الشمالية عام 2020.

 

ومؤخرا، تم إدراج ثلاث دول هي البوسنة والهرسك وجورجيا وأوكرانيا تحت فئة الدول الطامحة للانضمام لحلف شمال الأطلسي.

 
التعليقات (0)