هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت الصحافة العبرية، عن وجود تخوفات لدى مختلف المحافل الإسرائيلية من رد إيراني على اغتيال الضابط برتبة عقيد في الحرس الثوري الإيراني، حسن صياد خدائي.
وأفردت وسائل الإعلام الإسرائيلية مساحة واسعة للحديث عن عملية الاغتيال التي وقعت في جنوب العاصمة طهران واستخدمت فيها دراجة نارية مساء السبت.
وذكرت القناة "13" الإسرائيلية في تقرير لها، أن "إسرائيل تمتنع عن التعليق على اغتيال الضابط الكبير في الحرس الثوري، لكنها تستعد لرد إيراني سواء باستهداف الممثليات الإسرائيلية واليهودية في الخارج أو من حيث إمكانية الهجوم من الشمال (لبنان أو سوريا)".
وزعمت القناة، أن الضباط الإيراني الذي تم اغتياله في قلب طهران، هو "الذي نفذ جميع العمليات "الإرهابية" ومحاولات قتل أو اختطاف إسرائيليين".
وأكدت أن "استعداد إسرائيل لأي رد إيراني مرتفع على أي حال"، منوهة إلى أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أكد أن طهران سترد على عملية اغتيال الضابط الإيراني رفيع المستوى.
وفي الوقت الذي يرى فيه الإسرائيليون أن اغتيال خدائي سيجعل قدرات الإيرانيين أقل بكثير مما كانت لديهم قبل تصفيته، فإن هناك إمكانية لأن ينفذوا انتقاما ضد "إسرائيل" حيثما يستطيعون، ولعل هذه المحاولات ستكشف أمام الأخيرة مزيدا من نقاط الضعف: استخباريا وعسكريا.
اقرأ أيضا: الحرس الثوري يتهم الاحتلال باغتيال خدائي.. وتعهد بالانتقام
الجنرال يعكوب عميدرور، رئيس مجلس الأمن القومي السابق، والباحث في معهد القدس للاستراتيجية والأمن، قال في حوار مع صحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21": "إننا أمام الاغتيال الثاني في خطورته في قلب العاصمة الإيرانية بعد قتل العالم النووي محسن فخري زاده أثناء وجوده في سيارته، واليوم يتم اغتيال خدائي بذات الطريقة في عملية ربما كان لنا مصلحة فيها، على اعتبار أن أهم نقطة في هذه العملية أن إيران قد تواجه صعوبة في إيجاد بديل له، ممن يحوز على معرفة وخبرات وعلاقات واسعة، وبالتالي فإن هذا الاغتيال يعني أن طهران ستكون لديها قدرات أقل بكثير مما كانت عليه قبل العملية".
وأضاف أن "الهدف الأساسي لمثل هذه الاغتيالات، ومنها خدائي، أن الجانب الآخر، والمقصود هنا إيران، ستجد نفسها أمام فجوة أمنية واستخبارية يصعب جسرها، وهي تزداد اتساعا مع كل حادث اغتيال أو تنفيذ عملية تفجيرية في قلب طهران، هذا لا يعني توقف إيران عن العمل ضد إسرائيل، لكن السؤال الذي سيواجهها يتعلق بحجم الجهد الذي سيبذلونه الآن لتنفيذ الانتقام، وهل سيتحملون المزيد من المخاطر، رغم أنها ستكون مهمة أمام إسرائيل لمواجهة جهود إيران للعثور على نقاط الضعف في المنظومة الأمنية الإسرائيلية".
يضع الإسرائيليون في اعتباراتهم أن ترد إيران على اغتيال خدائي، وقبله فخري زاده، خارج حدود دولة الاحتلال، رغم أنهم فعلوا ذلك في الماضي، ودفعوا أثمانا باهظة، لأنه لا يوجد استعداد في العالم للتسامح مع أعمال كهذه على أراضيها، ومع ذلك فسوف يحاول الإيرانيون تنفيذ هجوم انتقامي لا ينطلق مباشرة من إيران، الأمر الذي سيصعب عليهم تنفيذ هجوم حقيقي، لأنهم في الوقت ذاته يتحسبون لاستمرار إسرائيل في عمليات الاغتيال، وفي مثل هذه الحالة لا يمكنهم حراسة كل شخصية مستهدفة، رغم أنهم سيتخذون على الأرجح أكثر الإجراءات الأمنية، لأنهم لم يعودوا يشعرون بالأمان في إيران أكثر من سوريا.
تتوقع الأوساط الأمنية الإسرائيلية أن تضع المنظومة الاستخبارية الإيرانية المزيد من الإجراءات الأمنية على مستويات الضباط الأدنى الذين قد يكونون في دائرة استهداف جهاز الموساد، ما سيجعل هذا الأمر صعبًا على النظام الإيراني بالمعنى البيروقراطي، لأنه سيتعين عليهم تكريس المزيد من الطاقة للأمن داخل إيران، وهو ما لم يكن في أجندتها من قبل، وهذا يزيد إحراجها أمام مواطنيها، لأن الدولة ظهرت مهددة داخل حدودها، وهو ما بات يشعر به سكان طهران ذاتها.