حقوق وحريات

"عفو" الأسد شمل ٥٢٧ معتقلا فقط.. من بين 132 ألفا

تجمع الآلاف من الأهالي في دمشق بانتظار مصير أبنائهم المختفين- جيتي
تجمع الآلاف من الأهالي في دمشق بانتظار مصير أبنائهم المختفين- جيتي

كشفت منظمة حقوقية، أن عدد من تم الإفراج عنهم بموجب مرسوم العفو الذي أصدره رئيس النظام السوري بشار الأسد نهاية الشهر الماضي؛ لا يتجاوز ٥٢٧ معتقلا، بينما لا يُعرف مصير نحو ١٣٢ ألف معتقل آخرين.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان؛ إنه رغم مرور شهر على المرسوم الصادر في 30 نيسان/ أبريل الماضي، فإن "عمليات المراقبة والتوثيق اليومية منذ صدور المرسوم"، تؤكد أنه "لم يتم الإفراج سوى عن قرابة 527 شخصا من مُختلف السجون المدنية والعسكرية والأفرع الأمنية في المحافظات السورية، بينهم 59 سيدة و16 شخصا كانوا أطفالا حين اعتقالهم".

وبحسب أرقام الشبكة، فإن النظام السوري ما زال يعتقل أو يخفي قسريا قرابة 132 ألف مواطن سوري منذ آذار/ مارس 2011.

 

اقرأ أيضا: الآلاف يملؤون شارعا بدمشق بحثا عن أبنائهم المعتقلين (شاهد)

ومن بين حصيلة المفرج عنهم؛ 11 حالة لمختفين قسريا تم اعتقالهم في الأعوام 2011 و2013 و2015 و2016، ولم تكن عائلاتهم تحصل على أي معلومات عنهم طوال مدة اختفائهم.

كما أن من بين المفرج عنهم ما لا يقل عن 131 شخصا، كانوا قد أجروا تسويات لأوضاعهم الأمنية قبيل اعتقالهم، ومُنحوا تعهدا بموجب التسوية بعدم التعرض لهم من قبل الأفرع الأمنية، و21 شخصا اعتقلوا بعد عودتهم إلى سوريا من اللاجئين والمقيمين خارجها، بينهم امرأتان. 

وشككت الشبكة في إحصائيات انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن هناك "خلطا مقصودا، أو خلطا ناتجا عن خلل في المنهجية بين حالات المعتقلين، على خلفية الحراك الشعبي السياسي، والحالات الجنائية".


وكان آلاف السوريون قد تجمعوا تحت جسر الرئيس في العاصمة دمشق، في الأيام التالية لمرسوم "العفو"، أملا منهم في وصول أبنائهم ضمن دفعات المفرج عنهم.

وغطّى الإعلام التابع للنظام تجمهر الأهالي، وهو حدث نادر، إذ ناشد الأهالي بالكشف عن قوائم المشمولين بالإفراجات.

واتهم ناشطون نظام الأسد بأنه "يعبث بأعصاب الأهالي"، وأن العفو المذكور غير حقيقي، ويشمل فقط بضعة مئات جلهم ممن فقدوا ذاكرتهم، وأصيبوا بإعاقات جراء التعذيب.


من جهتها، قالت الشبكة؛ إنه مع "كل مرسوم عفو نرصد نشاطا ملحوظا لشبكات النصب والابتزاز التي ترعاها الأجهزة الأمنية"، موضحة أن "إطلاق سراح أعداد من المعتقلين ينكأ جراح عشرات آلاف أهالي المعتقلين والمختفين قسريا، الذين يشعرون أنهم بحاجة لفعل أي شيء، ودفع أي ثمن مقابل الحصول على معلومة عن ذويهم المعتقلين، وتستغل شبكات النصب والاحتيال هذه المشاعر، وتنشط بشكل استثنائي عقب كل مرسوم عفو"، وفق الشبكة.

وتقدر الشبكة أنه من بين 132 ألف شخص ما زالوا قيد الاعتقال لدى النظام السوري؛ قرابة 87 ألف شخص منهم هم في عداد المختفين قسريا.

 

ويأتي المرسوم بعد أيام من بث مشاهد فظيعة من مجزرة قام بها عناصر في قوات النظام بحي التضامن في العاصمة دمشق، عام 2013، وسربت فيديوهاتها الشهر الماضي.

 

اقرأ أيضا: مسؤول أممي: الاعتقال بسوريا كالاختفاء.. وهذا مصير المعتقلين

التعليقات (0)