سياسة دولية

روسيا تنتقد سعي ألمانيا لتعزيز قدراتها العسكرية

شولتس قال إن بلاده ستمتلك قريبا أكبر جيش نظامي لدول حلف الناتو في أوروبا- جيتي
شولتس قال إن بلاده ستمتلك قريبا أكبر جيش نظامي لدول حلف الناتو في أوروبا- جيتي

انتقدت روسيا، الجمعة، خطط ألمانيا لتشكيل أكبر جيش في أوروبا، مشيرة إلى أنها ستراقب عن كثب التعزيز العسكري المحتمل لألمانيا.


وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي بالعاصمة موسكو؛ إن بلادها "ستراقب عن كثب التعزيز العسكري المحتمل لألمانيا، وامتثال الأخيرة لالتزاماتها الدولية".


جاء ذلك في معرض تعليق زاخاروفا على تصريحات المستشار الألماني أولاف شولتس، أن بلاده "ستمتلك قريبا أكبر جيش لدول (حلف شمال الأطلسي) الناتو في أوروبا".


وأضافت المتحدثة أن "الخطوة دليل إضافي على أن برلين قد انتهجت مسار العسكرة المتسارعة في البلاد"، بحسب وكالة "تاس" الروسية.

 

اقرأ أيضا: ألمانيا توافق على إنشاء صندوق بمائة مليار يورو لتحديث جيشها

وفي إشارة إلى الحربين العالميتين، قالت المسؤولة الروسية: "كيف يمكن أن ينتهي هذا؟ للأسف، معروف من التاريخ".


وفي 31 أيار/ مايو الماضي، قال شولتس في تصريح صحفي؛ إن بلاده "ستمتلك قريبا أكبر جيش نظامي لدول حلف الناتو في أوروبا، وأن هذا سيعزز بشكل كبير أمن ألمانيا وحلفائها".


وكان شولتس قد تعهد بعد أيام من بدء الهجوم الروسي ضد أوكرانيا في شباط/ فبراير الماضي، برصد ميزانية خاصة قدرها 100 مليار يورو لإعادة تسليح الجيش الألماني، وتحديث معداته خلال السنوات القليلة المقبلة.

 

والأحد، أبرمت الحكومة الألمانية اتفاقا مع المعارضة المحافظة، من شأنه السماح بتخصيص 100 مليار يورو لتحديث الجيش الألماني في وجه التهديد الروسي.


وتوافقت الحكومة والمعارضة على إنشاء صندوق خاص للمشتريات العسكرية، ما يتيح لبرلين أيضا تحقيق هدف حلف شمال الأطلسي، المتمثل بإنفاق كل دولة عضو 2 بالمائة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع. 

التعليقات (2)
ناقد لا حاقد
الأربعاء، 29-06-2022 06:48 ص
الالمان يجب ان يتعلموا من اخطاء الماضي و لا حل الا بتحديث الجيش الألماني بالاسلحة و العتاد و رفع جاهزيته القتالية استعدادا لاي طارىء و لردع اي عدوان محتمل خاصة مع دولة عدائية مثل روسيا التي اثبتت انها اكثر سوء من امريكا التي لطالما انتقدتها ..... روسيا لا تعرف شيء سوى القوة العسكرية و لا حل الا بتشكيل تحالف عسكري قوي يعني تقوية حلف الناتو و نحن نرى تداعيات الغزو الروسي بحيث أنه دول لطالما كانت محايدة مثل فنلندا و السويد لحد بعيد تجد نفسها اليوم مضطرة ان صح التعبير الى الانضمام الى حلف الناتو ... لقد وحدت الحرب الدول الاوروبية اكثر جعلتها تفكر في الحل النهج العسكرية اكثر .... روسيا في كل مرة تنتقد الدول الاوروبية و كأنها هي احسن منهم في كل شيء ....
ألمانيا تعود
السبت، 04-06-2022 05:56 ص
يعد سعى ألمانيا لتعزيز قدراتها العسكرية ، و امتلاك أكبر جيش لدول (حلف شمال الأطلسى) النيتو فى أوروبا تطورا خطيرا فى موازين القوى العسكرية فى القارة العجوز ، و إحياءا للعداوات التاريخية بين الروس و الألمان على المدى المنظور ، و عداوات تاريخية بين الألمان و شعوب أوروبية أخرى على المد الأبعد ! فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) م ، و استسلام النظام النازى فى ألمانيا ، استقر رأى الحلفاء المنتصرين على دول المحور فى تلك الحرب على نزع سلاح ألمانيا ، و اقتسام أراضيها فيما بينهم ، و إقامة قواعد عسكرية دائمة فوق الأراضى الألمانية لحمايتها من أى تهديد خارجى ، و الحيلولة دون إعادة تسليح ألمانيا ، أو إحياء العقيدة القتالية الصارمة للعسكرية الألمانية خلال القرون الغابرة ؛ لأن ذلك كان هو الضمان الوحيد لعدم تكرار ويلات الحربين العالميتين الأولى و الثانية اللتين وقعتا خلال النصف الأول من القرن العشرين ! فكان إجبار الأجيال التالية من الألمان على نبذ العنف ، و الشعور المزمن بتأنيب الضمير على الماضى العسكرى لبلادهم ضرورة لا غنى عنها من أجل إعادة تأهيلهم للحياة فى عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية ، و تسكين مخاوف أعدائهم من هاجس استعادتهم لقدراتهم العسكرية ، و التخفيف من مرارة الكراهية فى نفوس المتضررين من تلك الحرب مما جلبته السياسات العدوانية لألمانيا النازية عليهم ! و تعد إعادة تسلح ألمانيا داخل إطار حلف النيتو تفعيلا للخطط الأمريكية الخاصة بزيادة مساهمة الحلفاء الأوروبيين فى ميزانيته الدفاعية ، و الاعتماد على الاقتصاد الألمانى - الأكبر فى أوروبا - فى تخفيف أعباء الإنفاق العسكرى عن كاهل الولايات المتحدة ، وسط الأزمات الاقتصادية الطاحنة التى يعيشها الاقتصاد الأمريكى خلال السنوات الأخيرة ! و لم تكن لتسمح الولايات المتحدة بتلك الخطوة إلا بعد أن إطمأنت لتغير العقيدة القتالية للعسكرية الألمانية المعاصرة بعد عقود من التدجين الفكرى ، و الهيمنة العسكرية الأمريكية على الجيش الألمانى داخل إطار حلف النيتو ! و بلا شك فإن روسيا تنظر لتلك التطورات على أنها إخلال بالإتفاقيات التى ورثتها عن الإتحاد السوفيتى مع الحلفاء الغربيين إبان الحرب العالمية الثانية ، و إدخال عدو قديم / جديد لدائرة التحديات التى تواجه المصالح الروسية فى أوروبا ، فى حين تتوعد روسيا الجيش الألمانى الجديد بمصير سابقيه اللذين استسلما فى أعقاب نهاية الحربين العالميتين الأولى و الثانية ! لكن من المتوقع أن يشهد الجيش الألمانى الجديد حضورا لافتا لأبناء المهاجرين القادمين من شرق أوروبا ، و الشرق الأوسط ، و أفريقيا جنوب الصحراء ليعبر عن التنوع العرقى الذى شهده المجتمع الألمانى فى حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، و يسهل من اندماج عناصره داخل حلف النيتو دون حزازيات الماضى مع حلفائه الحاليين / أعدائه السابقين !