هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مقالا للصحفي ديوم نيسينباوم،
قال فيه إن السعودية تجري محادثات جادة مع إسرائيل لبناء علاقات تجارية وخلق
ترتيبات أمنية جديدة حيث تشعر المملكة الإسلامية المحافظة بتحول بين جمهورها لصالح
إقامة علاقات رسمية مع الدولة ذات الأغلبية اليهودية.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن السعودية لا تعترف بإسرائيل، إلا أنها
توسع محادثاتها السرية مع القادة الإسرائيليين وهو ما يمكن أن يعيد تشكيل سياسات
الشرق الأوسط وينهي عقودا من العداء بين دولتين من أكثر الدول نفوذا في المنطقة.
ولفتت إلى أن السعودية و"إسرائيل"، تحاولان بمساعدة إدارة
الرئيس الأمريكي جو بايدن، التوصل إلى اتفاق يمكن أن يمنح الطائرات التجارية حقوقا
موسعة للطيران من "إسرائيل" فوق السعودية وتمهيد الطريق للمملكة للسيطرة الكاملة
على جزيرتين استراتيجيتين في البحر الأحمر.
ونبهت إلى أن الرياض سمحت لمجموعة من رجال الأعمال الإسرائيليين
بالسفر إلى السعودية حيث يتطلع الجانبان إلى تعميق العلاقات الاقتصادية.
ووفق الصحيفة فإن السعودية تتخذ هذه الخطوات لأنها ترى أن التأييد
يتزايد بين جمهورها للعلاقات مع "إسرائيل"، في حين أن العلاقات
الدبلوماسية الرسمية قد لا تزال بعيدة، إلا أن سلسلة الخطوات السياسية والعسكرية
والاقتصادية السرية يمكن أن تسرع من جهود البناء الطويلة لإنهاء الصراع بين دولتين
تشهدان تهديدا مشتركا من إيران.
ورأت أن المحادثات السعودية الإسرائيلية تعد عنصرا رئيسيا في الجهود
المبذولة لإصلاح العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والسعودية، حيث بدأت
إدارة بايدن في تبني مساعي الرئيس السابق دونالد ترامب لبناء علاقات بين إسرائيل
والعالم العربي دون انتظار اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني.
وذكرت بأن البيت الأبيض يحاول ترتيب زيارة يقوم بها الرئيس بايدن إلى
إسرائيل والسعودية في الأسابيع المقبلة للقيام برحلة حاسمة يمكن أن تعزز المصالح
السياسية للدول الثلاث.
وأكدت أن العلاقات غير الرسمية بين "إسرائيل" والسعودية تمتد
إلى عقود ماضية وتسارعت منذ عام 2020، عندما توسطت إدارة ترامب في سلسلة من
الصفقات المعروفة باسم اتفاقيات إبراهيم لإنشاء العلاقات بين إسرائيل والدول
العربية.
وشددت على أن مسؤولين لدى الاحتلال سافروا إلى السعودية لعقد اجتماعات
سرية على مر السنين، بما في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو،
الذي ذهب إلى السعودية للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية آنذاك
مايك بومبيو في عام 2020 في محاولة تقدم المحادثات الدبلوماسية.
اقرأ أيضا: صحيفة إسرائيلية تكشف تفاصيل "الصفقة" مع السعودية
وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية لا تزال تدعم رسميا إنشاء دولة
فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل (حل الدولتين)، لكن لم تكن هناك محادثات سلام
جادة منذ ما يقرب من عقد من الزمان، وقد اتخذت إسرائيل خطوات في السنوات الأخيرة
قوضت الآمال في قيام دولة فلسطينية.
وبحسب الصحيفة، فإن مسؤولين سعوديين وإسرائيليين قالوا إن بإمكانهم
اتخاذ خطوات تدريجية نحو التطبيع قبل حل النزاع العام، لأن دعم الفلسطينيين لا
يتناغم مع الشباب في جميع أنحاء الشرق الأوسط كما كان يفعل من قبل.
وأفاد مسؤولون سعوديون بأنهم يشعرون بخيبة أمل من السلطة الفلسطينية
التي يديرها الرئيس محمود عباس. ويستاء السعوديون من دعم إيران لحركة المقاومة
الإسلامية الفلسطينية "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة.
وقال مسؤول سعودي: "إذا أقامت حماس علاقة مع إيران لحماية نفسها،
فلماذا لا تكون لدينا علاقة مع إسرائيل ضد إيران لحماية أنفسنا؟".
ورأت أن خطوة السعودية لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل
ستمنح بشكل فعال معظم الدول العربية والإسلامية الأخرى الضوء الأخضر لتحذو حذوها،
مضيفة: "السعودية هي مهد الإسلام، وتشرف على أقدس موقعين في مكة والمدينة".
ورجح مسؤولون إسرائيليون وسعوديون بأن الخطوة التالية الأكثر احتمالا،
قد تكون توسيع حقوق الطائرات للطيران من إسرائيل فوق السعودية كجزء من محادثات
أوسع حول الأمن في جزيرتين استراتيجيتين في البحر الأحمر – تم نشر تقارير حول تلك
المفاوضات في وقت سابق على موقع أكسيوس.
وتحاول الولايات المتحدة أيضا تأمين صفقة تسمح للسعودية بالسيطرة
الأمنية الكاملة على جزيرتين في البحر الأحمر - تيران وصنافير - تتطلب موافقة
إسرائيل.
وكانت الجزر، التي تقع في موقع استراتيجي بين خليج العقبة والبحر
الأحمر، في قلب شد الحبل الإقليمي لعقود بين إسرائيل والسعودية ومصر وتستضيف حاليا
قوة دولية توفر الأمن.