هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
معركة وعي وهوية
تأتي "هذه مدينتي" وسط استدارة كاملة
عن القضية الفلسطينية؛ شهدتها المناهج الأردنية عقب توقيع اتفاقية السلام مع
"إسرائيل" في 25 تشرين الأول/أكتوبر 1994، وكانت بوادرها في حذف كتاب
"القضية الفلسطينية" الذي كان يدرس للصفوف الثانوية الأولى منذ سبعينيات
القرن الماضي حتى عام 1994، إلى جانب حذف قصائد ودروس تتحدث عن بطولات المقاومين،
من أبرزها قصيدة "فلسطين داري" و"قصة البطل الصغير"، ودرس عن
الطيار الأردني فراس العجلوني، الذي استشهد في قصف الطيران الإسرائيلي للقاعدة
الجوية في المفرق عام 1967.
في عام 2016 أجرت الحكومة الأردنية تعديلات
واسعة على المناهج الأردنية، ورصدت لجنة مقاومة التطبيع النقابية في الأردن؛ ما
يقارب الـ200 تعديل طالت المناهج في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والعلاقة مع
اليهود؛ عقب توقيع معاهدة السلام (وادي عربة) مباشرة.
ويعتقد مالك مطبعة السفير في الأردن، خالد حتر،
والذي تطوّع بطباعة القصص كمساهمة في المشروع، أن "المشروع جزء مهم جدا في
رفع الوعي بالقضية الفلسطينية".
وقال لـ"عربي21"، "المشروع غير
ربحي أو تجاري يهدف إلى تغيير الفكرة النمطية عند الأطفال من خلال ربطهم بالتاريخ
والجغرافيا من خلال تركيبه للأحجية ومعرفة معالم المدن الفلسطينية، خصوصا أن
الرسمة في الصندوق تحتوي أبرز المعالم في المدينة، إلى جانب كتاب يروي تاريخ
المدينة".
يتابع: "الجيل الجديد جاهل في كثير من
تاريخ القضية، سابقا كانت هنالك مناهج خاصة بالقضية الفلسطينية، لكن يوجد عمل
ممنهج كي تنسى الأجيال القضية الفلسطينية".
يضيف: "المشروع نواة لاسترجاع ذاكرة جيل
غيبتها الحكومات، والإعلام بشكل ممنهج، خصوصا أن هذا الجيل لم يواكب أجيالا عاشوا
النكبة، عمل بسيط مثل هذا قد يكون نواة لمشروع أكبر، نسعى لاستكمال باقي المدن الفلسطينية
بالإضافة إلى قصص مدن أردنية لها ارتباط وتزاوج بالمدن الفلسطينية قبل
الاحتلال".
يشدد على أن "المشروع غير ربحي يباع بسعر
التكلفة كي يكون بيد الأطفال، وتم تصدير الأحجية لأوروبا كي تصل لأطفال فلسطين في
المهجر لكي يكونوا نواة للوبي جديد يعرف قضيته ويدافع عنها، طبعنا حتى الآن 2500
نسخة".
ورغم كل التعديلات والحذوفات التي طالت المناهج
في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية؛ إلا أن الحكومة الأردنية أصرت في حينها على أن
المناهج الجديدة "تضمنت دروسا معمقة عن القضية الفلسطينية، والحقوق العربية
التاريخية في فلسطين، وعاصمتها القدس الشريف".
ونصّت المادة 11 من معاهدة وادي عربة على "التفاهم
المتبادل، وعلاقات حسن الجوار، وتطرقت لضرورة الامتناع عن القيام ببث
الدعايات المعادية، القائمة على التعصب والتمييز، وأن يمتنع الطرفان عن مثل هذه
الإشارات أو التعبيرات في كافة المطبوعات الحكومية".
ويشار إلى أن القصص المرفقة للكاتبة الأردنية
روضة الهدهد تبرعت بطباعتها، بينما قام برسم اللوحات الفنان فايز الشروف.