تقارير

الفنانة عبير عيسى لـ"عربي21": حلمي تأدية دور الأم الفلسطينية

فلسطين حاضرة دائما في ذهن الفنانة الأردنية عبير عيسى
فلسطين حاضرة دائما في ذهن الفنانة الأردنية عبير عيسى

عشرات الأعمال الفنية وسنوات من الجهد والتعب لم تغير من شخصيتها الكثير، بقيت متواضعة وبسيطة، ترى نفسها فنانة هاوية وممثلة شاملة تحرص دائما على اختيار الدور المناسب لها.

كانت أمنية حياة الشابة الصغيرة، عبير عيسى، أن تصبح محامية، أو قائدة طائرة لتجوب العالم، لكن ظروف العائلة أخذتها إلى جوانب أخرى، فقد وجدت نفسها وهي في عمر المراهقة تعيل أسرتها بعد تعرض والدها لنكسة صحية فتدربت على الطباعة وعملت في مكتب إنتاج فني.

عرف الجمهور، الفنانة عبير عيسى المولودة عام 1961 في العاصمة الأردنية عمان، لأب من القدس المحتلة وأم من بيت ساحور قرب بيت لحم، في البدايات من خلال دور "نجاح" في مسلسل "حارة أبو عواد" و"الآنسة وردة" في مسلسل "العلم نور".

ثم امتدت شهرتها محليا وعربيا عبر المسلسلات البدوية والتاريخية، وقدمت خلال مسيرتها العديد من الأعمال في المسرح والسينما والدبلجة خصوصا الرسوم المتحركة والمسلسلات اللاتينية. 

البداية على مقاعد الدراسة

بدأت مسيرتها الفنية عام 1977 ولها من العمر 16 عاما بعد أن عرض عليها المشاركة في بعض المشاهد في إحدى المسلسلات مع الرحابنة وهي على مقاعد الدراسة، ثم لعبت دور البطولة في مسلسل "وعاد الحب" عام 1978 وهو مسلسل أردني كان يضم ممثلين من لبنان منهم: وفاء طربيه وإبراهيم مرعشلي، وممثلين من سوريا، وصوّر في اليونان.

 



عرفها جمهور الخليج العربي بشكل لافت، وكذلك المشاهد في مصر، كما أنها شاركت ببطولة العديد من الأعمال التلفزيونية التي أنتجت في مصر والخليج.

وكانت مسرحية "عريس بنت السلطان" في نهاية سبعينيات القرن الماضي أول ظهور لها على المسرح.


مشاركتها في السينما قليلة جدا فهي تعتبر السينما في الأردن نوعا من التجارب باعتبار أن الفن الأردني هو فن تلفزيون ومسرح.

سنوات التسعينيات القاحلة

وكانت فترة التسعينيات قاحلة على الفن الأردني لظروف سياسية ونتيجة توقف الأعمال الأردنية وعدم تسويقها في دول الخليج العربي خصوصا المسلسلات البدوية، وعاشت الفنانة عبير عيسى أكثر لحظات حياتها ضعفا وكادت أن تلقي بتاريخها الفني خلف ظهرها والتوقف عن التمثيل، فتخلصت من أرشيفها الفني بعد أن انتابها شعور بكراهيتها للفن والتمثيل.

وتقول في لقاء خاص مع "عربي21 "إن كل ذلك كان بسبب عدم دعم الحكومة للفن الأردني وتوقف توزيع الأعمال الأردنية بسبب أزمة الخليج، كما أنها لم تقم بإنتاج أعمال أو فتح آفاق للفنان الأردني، وقامت بإلقاء كل أرشيفها الفني وألبومات صورها في سلة المهملات، لكنها فيما بعد ندمت على ضياع أرشيفها وجهدها وتعبها خلال سنوات طويلة.

وقتها قالت إن الفن كذبة كبيرة لأنها كانت تمر بحالة إحباط من الوضع السياسي والفني وليس بسبب الجمهور.

عبير عيسى ليست سوداوية وإنما سيدة متفائلة مقبلة على الحياة بكل تفاصيلها، وهي حين تعتبر أن الفن كذبة كبيرة، فذلك نتيجة لحالة الإحباط من الوضع السياسي والفني، وبسبب نسيان فنانين كبار بعد رحيلهم أو توقفهم عن التمثيل، وهي لا تنسى محبة الجمهور لها دون أن تقع أسيرة هذا الحب، فحتى هذا الحب ستطويه الأيام.

تسأل عبير عيسى: "تخيل أن هناك نجوما كبارا، وهم الآن بعيدون عن الشاشة، أين هم من الإعلام؟ وأين هم من الرعاية والتكريم؟".
 
عودة إحياء الدراما الأردنية

يؤلمها حال الدراما الأردنية وترى أن إحياء هذه الدراما يحتاج إلى قرار سياسي بعد توقف التلفزيون الأردني عن إنتاج المسلسلات، فأصبحت هناك حاجة ملحة للتعاون بين القطاعين العام والخاص للقيام بأعمال جديدة.

وهي ترى أن الدراما العربية بشكل عام تعيش في أزمة لأنها جزء من الواقع العربي المأزوم .

ولا تقبل عبير عيسى التقليل من قيمة الفنان الأردني إذ ترى أنه يستحق الشهرة فهو فنان عربي مبدع وشامل ومخلص في علمه. 

وحتى تشعل شمعة في طريق الدراما الأردنية فقد خاضت تجربة الإنتاج دون أن تكررها مرة ثانية، فالتجربة لم تعجبها بسبب ظروف التسويق فقط، كما أنها ترى نفسها ممثلة وتحب مهنتها رغم قسوتها وقسوة الظروف.

وقد خاضت تجربة في الإخراج من خلال السهرة التلفزيونية "أسمر يا سمراني"، فهي تجد نفسها مولعة بالإخراج، مؤكدة أنها ستكرر التجربة مرات أخرى.

الممثل هو الذي يصنع الدور

لا تبحث حاليا عن حجم الدور، المهم هل هذا الدور مؤثر في الأحداث وهل سيتقبله المشاهد أم لا؟ تقول عبير: "قد لا يقبل بعض الفنانين بالأدوار الصغيرة، ولكن أنا بالنسبة لي لا أنظر لحجم الدور، وأقول لكل فنانة إذا كان معك نجوم مهمون وعمل جيد ومخرج مميز فإنه حتى دور شرف في مثل هذا العمل فسيضيف لك ولأعمالك".

توضح أكثر بأنه "ليس هناك دور كبير.. هناك فنان كبير".

تسعد حين يطلق عليها الجمهور ألقابا فنية فهي تجد فيها تعبيرا عن الحب والإعجاب، فقد أطلق عليها الكثيرون لقب "سندريلا الشاشة الأردنية" و"سيدة الشاشة الأردنية"، وهي تقدر ذلك لأن تلك الألقاب أطلقت على نجمات كبيرات لهن بصمة فنية واضحة مثل سعاد حسني وفاتن حمامة.

لا تأخذها المظاهر كثيرا، وهي تؤمن بينها وبين نفسها بأن عبير عيسى هي من تكبر الأشياء وتعطيها قيمة، و"ليست الأشياء هي التي تكبرني" على حد وصفها.

وحين تسأل عن أحب أدوارها تؤكد "أنا أحب أدواري كلها فحتى الأدوار التي قد أكون قبلتها لظروف معينة فأنا اجتهدت فيها حتى لا أشعر بالتقصير، وأشعر أنني أديت دوري بشكل صحيح، ولكن معظم أدواري أحبها فعلا، فهناك ميسون في مسلسل "خوات دنيا" وهناك مسلسل "حدث في المعمورة" عن فلسطين، أحب دوري في شخصية عزيزة لأني كنت أمثل الأرض فلسطين".

فلسطين حاضرة في حياتها

فلسطين حاضرة دائما في ذهن عبير عيسى، وهي مشاركة فاعلة في جميع الفعاليات في كل ما يتعلق بفلسطين، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في الندوات والمسيرات أو عبر ما تقدمه من فن، لذلك تجدها تسعى نحو نص مبهر تقدم من خلاله دور الأم الفلسطينية الصابرة التي تودع ابنها الشهيد بالزغاريد بينما قلبها يتمزق من الحزن والقهر.

على الصعيد الشخصي، وهو جانب يتحسس أي فنان في الخوض فيه، لأنه يريد من الجمهور أن يفصل بين دوره كفنان وحياته الشخصية، فإن عبير تتحدث عن ذلك بشيء من الحب، فقد تزوجت في سن مبكرة ورزقت بابنتها الوحيدة منية الممثلة الشابة طالبة كلية الآداب قسم علم النفس، وآثرت الدخول للمجال الفني لحبها له، على الرغم من ممانعة والدتها بسبب الصعوبات وواقع التمثيل في الدراما الأردنية، لكنها أصرت على موهبتها وشخصيتها فقدمت أول أدوارها عام 2015، لتواصل حتى اليوم  إثبات أنها ابنة أمها الفنانة الكبيرة التي تعتبرها مثلها الأعلى شخصيا وفنيا، وتربطها بها علاقة صداقة لافتة مثيرة للإعجاب.

بعد أن قدمت نحو 150 مسلسلا و13 مسرحية بجانب أعمال الدوبلاج والكرتون والأعمال الإذاعية، لا تريد عير عيسى، للفنان أن يكون مجرد ذكرى سنوية، لذلك فهي تجتهد في أن تترك بصمة فنية وأن تؤدي دورها الوطني في الدفاع عن فلسطين وحريتها التي تشكل بالنسبة لها ألما وقلقا وهاجسا يوميا.

تريد أن تترك خلفها إرثا فنيا ووطنيا تتحدث عنه الأجيال بحب واحترام وشغف، لذلك فهي تتمنى أن تصبح الدراما الأردنية في القمة وأن يعرف كل مسؤول أن الفن سند ودرع في الدفاع عن الأردن.

عبير عيسى.. فيلموغرافيا

في التلفزيون: أكباد المهاجرة، المشراف، ثمن الجديلة، ذياب هبوب الريح، نشميات من البادية، كرم العلالي، لعبة الانتقام، بلاقي عندك شغل، جلمود الصحارى، الخوابي، درب الشهامة، صبر العذوب، شيء من الماضي، لعنة كارما، نوف، العقاب والعفراء، ضوء أسود، المحتالة، العزيمة، وعد الغريب، الدمعة الحمراء، حنايا الغيث، صيته وصنيهيت، رعود المزن، أخوة الدم، خيبر، توم الغرة، أوراق الحب 2، توأم روحي، خوات دنيا، بوابة القدس، عطر النار، عائلة أبو حرب، وين ماطقها عوجة، بيارق العربا، وعد لزام، أوراق الحب، سقوط الخلافة، النهر الحزين، صهيل الأصايل، المرقاب، راعي الصيت، راعية الوضحا، ورق الورد، مخاوي الذيب، قبائل الشرق، بلقيس ملكة سبأ، نيران البوادي، نساء من البادية، حارة أبو عواد بجميع أجزائه، القدس أولى القبلتين، الرحيل، أبو جعفر المنصور، سعدون العواجي، نمر بن عدوان، لحظة ضعف، خلف كلمة شرف، طاش مطاش، أبناء الرشيد، رأس غليص (الجزء الأول)، صحوة زمن، دولاب الزمن، لوحة حب، الحور العين، حكايات بابا فرحان، الطوفا، خارطة أم راكان، الطوفان، الليل الأبيض، خط النهاية، نقطة وسطر جديد، الوصية، وينك يا درب الغنيمة، مرزوق المحظوظ، بقايا رماد، جرح الغزالة، جحا وأصدقائه، خيوط في الظلام، عرس الصقر، لو كنت القاضي، مغامرات سنبل - رسوم متحركة، الحطب والنار، ذيب النشامى (النشمي)، أصايل، الفرح المنسي، الريحانية، أحلام ملونة، خطوات نحو المستحيل، تاوتاو- رسوم متحركة، Fountains - رسوم متحركة، الثغرة، المناهل، الغريبان، ويبقى الأمل، راعي الأوله،Chibi Maruko-chan  - رسوم متحركة، الشقيقان، قلوب لا تحتمل الحب، الزيارة، العلم نور، جبل الصوان، السيدة ملعقة – رسوم متحركة، قريه بلا سقوف، طرفة بن العبد، أمي الحبيبة، صخور لا تلهث، محاكمة ابن المقفع، حدث في المعمورة، تل الفخار، وعاد الحب، المفاجأة، غيوم بلا مطر، أيام قراقوش، زهرة، السيف والصحراء، قلوب وأبناء، بين الوديان، مثايل، أوهام سالم، شروق، النار والهشيم، الليل والشموع، السيف الذهبي، جرحك يا ذيب، النوف والسهم، السياط.

أما في المسرح فأهم أعمالها: هامليت بعد حين، البلاد طلبت أهلها، حفلة على غفلة، اختيار حواء، أنا جفرا فلسطين، سالومي.

ولعبت بطولة أربعة أفلام سينمائية هي: بوابة الجنة، الرغبة في السقوط، المسعور، وصهيل الأصايل.


التعليقات (0)