صحافة إسرائيلية

دعوة إسرائيلية لإبعاد جنرالات الاحتلال عن عالم السياسة

عملية انتقال الجنرالات من ميدان الجيش إلى عالم السياسة توصف بأنها أزمات وكوارث - جيتي
عملية انتقال الجنرالات من ميدان الجيش إلى عالم السياسة توصف بأنها أزمات وكوارث - جيتي

مع تواتر التسريبات الإسرائيلية عن دخول محتمل لقائد جيش الاحتلال السابق الجنرال غادي آيزنكوت إلى عالم السياسة والتنافس الحزبي، تظهر دعوات إسرائيلية موازية تطالب بعدم حدوث ذلك بسبب تقديرها أنه سيفشل فشلا ذريعا، كما أخفق سابقوه من قادة الجيش الذين دخلوا ميدان الأحزاب السياسية، لأن هؤلاء الجنرالات الذين يقدمون أداء ميدانيا لافتا في الجيش، يتحولون إلى حمقى جبناء في عالم السياسة، مما يترك خيبة أمل كبيرة بين الإسرائيليين.

مع العلم أنه فور تلميح آيزنكوت بدخول المجال السياسي، تداعت عدد من الأحزاب لتبنيه، وفتحت له أذرعها، رغم أن سجل الجنرالات الإسرائيليين الذين فشلوا في هذا المجال أكبر من أن يحصى، ومن أشهرهم: حاييم بارليف، موتي غور، شاؤول موفاز، داني ياتوم، ماتان فيلنائي، عمرام متسناع، عامي أيالون، إسحاق مردخاي، موشيه يعلون، غابي أشكنازي، يوآف غالانت، وعومر بارليف، كل هؤلاء ينتمون إلى مجموعة السياسيين الفاشلين.

أرييه إلداد الكاتب في صحيفة معاريف، ذكر في مقال ترجمته "عربي21"، أن "من وصل من الجنرالات الإسرائيليين إلى موقع قيادة الجيش ثم أصبحوا رؤساء حكومات، فشلوا وأحدثوا الخراب فينا، ومنهم إيهود باراك الذي كان رئيس أركان لامعًا، ورئيس وزراء فاشلًا، وإسحق رابين الذي جلب لنا كارثة أوسلو، أما باقي الجنرالات الذين اقتحموا عالم السياسة فقد تبين لاحقا أنهم مجموعة كاذبين، وسرعان ما تحطموا، لكن الغريب أن الأحزاب والناخبين الإسرائيليين لم يتعلموا الدرس".

وأضاف أن "آخر تجربة حية عن فشل الجنرالات في عالم السياسة تتمثل في انهيار حزب أزرق-أبيض، الذي أسسه الجنرالات الثلاثة وهم يعلون وأشكنازي وغانتس، لأنهم لم يمتلكوا الصفات اللازمة لرجل دولة أو سياسي ناجح، لكنهم واصلوا الصعود إلى الطابق العلوي على أمل أن يكون أحدهم قادرًا على النجاة بنفسه، إلى أن غرقت السفينة كلياً، حتى غانتس الذي ما زال في الحكومة يحاول سحب آيزنكوت للانتقال إلى المستوى السياسي التالي".

 

اقرأ أيضا: مستوطنون يقتحمون "الأقصى".. واعتقالات بالقدس والضفة

لا يتردد الإسرائيليون في اعتبار انتقال الجنرالات من ميدان الجيش إلى عالم السياسة بأنها وصفة أزمات وكوارث، لأنها تعني على الفور نشوب صراعات بين قادة المستويين السياسي والعسكري على آلية اتخاذ القرار، لا سيما في المجالات الأمنية والعسكرية، وفي هذه الحالة تظهر معضلة مرتدي الزي العسكري ومرتدي ربطة العنق، وأيهما أكثر حرصا على أمن الدولة ومستقبلها، لا سيما عند المحطات المفصلية، في ظل تزايد المخاطر الأمنية المحيطة بدولة الاحتلال.

وتتزامن المعضلة الإسرائيلية مع ما تعانيه منذ سنوات من معضلة باتت تؤرقها، يطلق عليها "غياب جيل التأسيس"، وهم القادة والزعماء الذين امتلك الواحد منهم جواز سفره إلى صناعة القرار السياسي انطلاقاً من "سيرته الذاتية العسكرية الحافلة"، وهو ما تفتقر إليه القيادات السياسية الحالية في إسرائيل، الذين لم تعبر أقدامهم في المعارك، وليس في أجسادهم إصابات من فدائيين فلسطينيين أو جنود عرب، مما يجعلهم بصورة تلقائية أسرى للمتواجدين في مقصورة هيئة الأركان، لكن الإشكال يكمن في انتقال هؤلاء فجأة إلى مكتب الحكومة والكنيست، حينها سيدركون الفرق بين قيادة فرقة عسكرية منضبطة، وترؤس حزب منفلت!

التعليقات (0)