هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لطالما ظل الأديب والكاتب الفلسطيني إبراهيم الزنط الذي اشتهر باسم "غريب عسقلاني"؛ ينتظر لحظة العودة إلى مسقط رأسه مدينة عسقلان الساحلية المحتلة جنوب غرب فلسطين والتي حمل اسمها ليظل غريبا عنها طوال حياته إلى أن فارق الحياة في 21 حزيران/ يونيو 2022م ليدفن في أقرب نقطة منها، هي مقبرة الشيخ رضوان التي لا تبعد سوى 30 كيلومترا عنها.
عاش عسقلاني منذ ولادته قبل عام من النكبة في العام 1947م غريبا، ومات بعيدا عن عسقلان التي أصر على أن يحمل اسمها ويعرف به فلا أحد يعرفه باسم "إبراهيم الزنط"، ليشتهر بهذا الاسم (غريب عسقلاني) ويزين به رواياته وكتاباته التي كانت في جلها تعزز التمسك بالهوية وحب الوطن ليكون مدرسة في ذلك على مدار الـ 74 عاما التي عاشها.
ورغم تنقله في أكثر من بلد منذ اللجوء عن مسقط رأسه عسقلان بعد احتلالها من قبل العصابات الصهيونية عام 1948م وهو رضيع إلا أن عسقلان ظلت في وجدانه وباتت جزءا من حياته وظل يقترب منها شيئا فشيئا إلى أن عاد إلى غزة عام 1994م ليقترب أكثر، لكن الموت كان أسرع منه ولم يسمح له بتكحيل عينه فيها إلا أنه أوصى بأن يدفن في اقرب نقطة منها، هي مقبرة الشيخ رضوان التي لا تبعد سوى 30 كيلومترا عن عسقلان.
واعتبر الناقد والأكاديمي الفلسطيني الدكتور عبد الرحيم حمدان، الأديب غريب عسقلاني "قامة سامقة وقيمة أدبية كبيرة".
عبد الرحيم حمدان.. كاتب وأكاديمي فلسطيني
ووصف حمدان في حديثه لـ"عربي21" عسقلاني بأنه "حارس الذاكرة الوطنية"، وعميد الروائيين الفلسطينيين، وهو يمثل بحق أيقونة الرواية الفلسطينية، وشيخ الروائيين الفلسطينيين.
وقال: "ترك الكاتب غريب عسقلاني إرثاً أدبياً واسعاً في فنيِّ الرواية والقصة وغيرهما، وكان نتاجه الأدبي مادة خصبة لكثير من الباحثين والدارسين داخل الوطن وخارجه".
واعتبره رقما جديدا من أرقام الهوية الفلسطينية، وركنا أساسيا من أركان الثقافة العربية.
وقال حمدان: "كان عسقلاني يمثل الأب اللاجئ المنتمي، والأب الحنون، والعامل الكادح المجد، والمربي الفاضل. والأديب العريق الذي لولاه ما كان الأدب الفلسطيني سيشهد هذه الصحوة الفارقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال الصهيوني وعملياته القذرة ضد الهوية، والأرق الفلسطيني".
وأضاف: "كان غريب عسقلاني وما زال اسما فلسطينيا عظيما لامعا ارتبط منذ أن ذاعت شهرته بالدفاع عن الرواية، بل وعن الهوية الثقافية الفلسطينية من عمليات السرقة والقمع والتهويد الممنهجة، حتى تناسى اسمه الحقيقي (إبراهيم الزنط) ليكون علامة مائزة فارقة في تاريخ الأدب الفلسطيني ورمزا خالدا في الحضارة العربية".
وأوضح الناقد والأكاديمي الفلسطيني أن عسقلاني ولد من رحم الوجع واللجوء؛ ليعيش مراحل القهر والتحدي التي يعيشها أبناء شعبه في المخيمات والشتات، وليحمل عبء القضية الفلسطينية على عاتقه بإرادة صلبة، وعزيمة ثابتة، لا تفل ولا تلين، حتى كانت فلسطين هي حنينه في حلِّه وترحاله، في قصصه وروايته. وفي الوطن والشتات.
وقال: "بذل الأديب غريب عسقلاني جهداً كبيراً؛ ليخرج بأدبه من قيود القصة والرواية التقليدية إلى فضاء الرواية العربية والعالمية موظفاً التقنيات السردية الحديثة، مدخلاً إياها في بنية العمل الأدبي؛ الأمر الذي جعل منها نمطاً روائياً غير تقليدي، مع الحفاظ على الأصالة التي آمن بها وجسدها في أدبه: فكراً وممارسة".
وأضاف: "الأديب غريب عسقلان روائي تجاوز في ممارسته الروائية مفهوم الرواية باعتبارها حكاية، لمفهوم الرواية المتعددة المستويات ذات المعمار الحداثي".
وأوضح حمدان أن عسقلاني كاتب كان يرصد هموم شعبه؛ لذلك فقد أعيد إنتاج ما يدور حول أدبه، وبذلك يمكن اعتباره كاتباً واقعياً، ولكن مع محاولاته الدائمة لتطوير أدواته نحو الإفادة من المنجزات الحديثة في مجالات الأدب والثقافة، وإن كان في معظم كتاباته قد انحاز وانطلق من حياة الفئات الشعبية، في الأحياء الفقيرة، ومخيمات اللاجئين؛ لذلك قال البعض عنه: إنه كاتب المخيم، وقال البعض إنه حامل لذاكرة الفقراء.
وقال: "كان عسقلاني يرى أنه ليس من وظيفة الأديب قيادة الميدان أو الشارع، ولكنه يرى أن الأديب الملتزم بقضايا وطنه يفجر الأسئلة أمام الجمهور؛ لتندفع نحو مصالحها ومطالبها، وهنا يكون دور السياسي والكادر الحزبي أو الفصائلي في تنظيم الرؤى لدى الجمهور".
وأضاف: "كان يذهب إلى أنه يتعين على الكاتب المبدع أن يكون أميناً مع شعبه، مخلصاً لقضيته، لا يتاجر بقلمه حتى لو اقتات على لحمه، وعليه أن يستفيد من المنجز الثقافي من جميع التيارات والأفكار، ولا يوصد باباً أمام فكر معين حتى ولو كان فكر الأعداء، وأن الكاتب يجب أن يكون ملتزما كمثقف بالحفاظ على تراثنا وذاكرة الوطن، وعلينا أن نكون وطنيين، ثم منتمين للأرض، ثم للذاكرة الجمعية الفلسطينية؛ حتى نعرف التفاعلات التي مرت بهذه القضية على مدار سنوات مضت".
وشدد حمدان على أن عسقلاني كان مسكوناً بحب فلسطين، يكره الغربة عن مسقط رأسه عسقلان، كانت العودة حلما يراوده، ولكنها لم تتحقق في حياته.
وأشار الناقد والأكاديمي الفلسطيني إلى أن كثيرا من شخصيات رواياته تغربوا وهاجروا عن عسقلان، ولم يعودوا إليها فمنهم من هاجر إلى داخل فلسطين، ومنهم من هاجر إلى الضفة الغربية، وآخرون هاجروا إلى سوريا ولبنان وفريق هاجر إلى غزة، وعلى الرغم من هذا اللجوء المر، والإقامة في مخيمات الشتات، فإنهم ما زالوا يحملون بين جوانحهم عسقلان وتاريخها وعاداتها وتقاليدها ويحنون إلى قراها ومدنها ونجوعها حيث أرض الآباء والأجداد.
ومن جهتها اعتبرت الدكتورة نسرين جمال النيرب الباحثة في الأدب والنقد، الأديب عسقلاني قاصاً وروائياً مميزاً أغنى الأدب الفلسطيني برواياته وقصصه القصيرة التي عبّر في أغلبها عن قضية اللاجئ الفلسطيني، ومعاناته بسبب الاحتلال الإسرائيلي.
نسرين جمال النيرب.. باحثة وناقدة أدبية فلسطينية
وقالت النيرب لـ "عربي 21": "ولد الأديب عسقلاني وولد معه كل الفلسطينيين بتصويره معاناتهم بقلمه الذي لم يتوقف عن الكتابة، ولم يكتب إلا في الشأن الفلسطيني، لقد عاش قضية الوطن بإلحاح، والتمسها كقطرات الدم التي تجري في عروقه، وأصبحت همه الأول والأخير.
وأضافت: "لقد اختار الأديب (إبراهيم عبد الجبار الزنط) اسمه الأدبي (غريب عسقلاني) ليشكل بصمة واضحة تظهر في كل رواياته وعرف به بين الأدباء وفي كافة المحافل والصالونات الأدبية وعند جميع الناس، فلماذا اختار هذا الاسم؟".
وأوضحت أن اسم (غريب عسقلاني) يحمل في شقه الأول معنى الغربة، فقد عاش غريباً عن موطنه الأصلي، أما (عسقلاني) لأنه هجر عن بلدته الأصلية (المجدل) وهو رضيع مع أهله إلى مخيمات اللجوء بعد نكبة عام 1948م، فصنعت منه روائياً وقاصاً يتحدث عن معاناة شعبه.
وقالت النيرب: "الغربة التي عاشها عسقلاني مازل يعيشها كل فلسطيني، فقد ولد وعاش بعيداً عن موطنه؛ فقد عاش غريباً عن موطنه الأصلي، غريباً عن بلدته، غريباً عن حياته التي كان من المفترض أن يعيشها هذه الغربة التي امتدت معه طيلة سنوات عمره فعاش الغربتين الغربة الجغرافية والعاطفية".
وأضافت: "أما (عسقلاني) لأنه هجّر عن بلدته الأصلية عام 1948م وهي (عسقلان) أو (المجدل)، هذه البلدة التي وصم نفسه بها طيلة عمره فأصبحت جزء من كيانه، ومن هويته، ليعلن للمحتل ارتباطه الروحي بها برغم غربته عنها؛ فهو اللاجئ العاشق المهموم بوطنه الممتزج بماضيها، وليعلن للاحتلال عدم استسلام شعبنا أو نسيانه؛ فنحن شعب نأبى النسيان، وهذا ما صنعته الهجرة "بعسقلاني" روائياً، وقاصاً، يتحدث عن معاناة شعبه".
وأوضحت الباحثة في الأدب والنقد أن عسقلاني كتب في مجال القصة القصيرة عدة قصص، كان أبرزها: "الخروج عن الصمت"، "حكايات عن براعم الأيام"، "الصبي والشمس الصغيرة"، "النورس يتجه شمالاً"، "غزالة الموج"، "عزف على وتر قديم"، "الحرب والموت في غزة"، و "هل رأيت ظل موتي".
أشارت إلى أن عسقلاني كتب تسع روايات، تصور في مجملها معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي وحياة التشرد داخل مخيمات اللجوء مع تنوع في شكل وأسلوب عرض المعاناة.
وأوضحت أنها استعرضت روايات عسقلاني خلال رسالة الماجستير في الأدب والنقد والتي أعدتها وكانت عن "تقنيات السرد في روايات غريب عسقلاني".
وأكدت أن هذه الروايات هي: "رواية الطوق" والتي صدرت في عام 1979م، وهي أول رواية تصدر له، وتتكون من ثمانية فصول، وتتعرض لحياة الفلسطينيين في مخيمات اللجوء في ظل الاحتلال الإسرائيلي، وروايات: "زمن الانتباه"، "نجمة النواتي"، "زمن دحموس الأغبر"، "عودة منصور اللداوي"، "ليالي الأشهر القمرية"، "أولاد مزيونة"، "البحث عن أزمنة بيضاء"، ورواية "جفاف الحلق ومرارة اللسان".
وقالت النيرب:" من يتمعن في قراءة قصصه، وروايات عسقلاني يجد أن شخصيته تتداخل بشخصية الراوي في كثير من رواياته، وكأنها انعكاس لشخصيته، ومعاناته الحقيقية؛ بل إن بعض هذه الشخصيات الروائية كانت موسومة باسمه (غريب) مثل رواية (جفاف الحلق ومرارة اللسان) التي كانت بمثابة سيرة ذاتية للكاتب عكست حياته في الطفولة في (المجدل)، وحياته في مخيمات اللجوء معتمداً على ذاكرة الطفولة في سرد أحداثها".
وأضافت: "اهتم عسقلاني في رواياته بإظهار الأبعاد الداخلية، والجسمية، والفكرية، والاجتماعية، لشخصياته الرئيسية، والثانوية، وهو ما يجذب القارئ نحو قراءة الرواية، واستكشاف أبعاد شخصياتها، وقد جسّدت معظم شخصيات عسقلاني معاناة اللاجئ الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي".
وتابعت: "كما أنه ضمّن في رواياته الكثير من العادات والتقاليد الشعبية كالأمثال الشعبية، والأهازيج، وعادات الأفراح، وأغاني المناسبات الشعبية، فكانت رواياته انعكاساً لتراثنا الفلسطيني المتأصل في نفوسنا، ودعوة منه للأجيال القادمة بالحفاظ عليه والتمسك به. وقد نوع في الأزمنة التاريخية التي كتب عنها، حيث شكّلت رواياته سجلاً تاريخياً يمكن الرجوع إليه للتعرف على أزمنة الحروب التي عاشها الشعب الفلسطيني".
وأوضحت النير ب أن عسقلاني نوع في استخدام المفارقات الزمنية من خلال حالة اللاتعاقب بالرجوع للماضي حيناً مستخدماً أسلوب الاسترجاع، وأسلوب الاستباق، وقد كان هذا التذبذب الزمني واضحاً لديه من خلال جملة الألفاظ التي حددت المواقع الزمنية للمقطوعات السردية، وفي المقابل جاء المكان في رواياته يتسم بالاتساع والضيق؛ فجاءت رواياته في فضاءات متعددة فاستطاع أن يصفها وصفاً دقيقاً من خلال ذكريات الطفولة للشخصيات، ومن خلال الواقع الذي تعيشه هذه الشخصيات.
وأشارت إلى أن المخيم كان مسرحاً لعدد من الأحداث عند عسقلاني، فوصفه بملامحه الواضحة والمحددة وبأسمائه الحقيقية.
وأكدت أن لغة الروائي عسقلاني كانت شفافة مناسبة مزج فيها الشعر بالنثر، ومزج العامية بالفصحى، فأنتج ألفاظاً جذابة وقوية ذات معانٍ رائعة مما عكس ثقافته الأدبية والسياسية، فهو روائي مثقف واعٍ بقضية شعبه، ومطلع على الأحداث السياسية في وطنه العربي، وبلده فلسطين، ملتزم بقضية الوطن، حالماً بالعودة لوطنه، طامعاً في خلو وطنه من الأنذال والمتخاذلين، وهو ما جسده في جميع رواياته.
وقالت: "الروائي غريب عسقلاني ومن خلال المتن المدروس قد وفق فعلاً في أن يترك بصمة جلية في الأدب الفلسطيني يسهم بذلك في تأسيس نص روائي متميز، كما أن رواياته قد أظهرت قدرته الكبيرة على السرد والتحكم في تقنياته بما يتناسب مع خصوصية كتاباته".
وأضافت: "رحم الله عسقلاني الذي وافته المنية صباح يوم 21 حزيران/ يونيو 2022م بعد صراع مع المرض في حياته، وصراع مع المحتل في رواياته، أملاً وحالماً بالعودة لربوع وطنه على قدميه أو أن يدفن في بلدته التي تاقت روحه لها طيلة سنين عمره مثله كباقي شعبنا ـ الذي مازال يعيش على أمل العودة-، ويقدم سعيه الحثيث متوجاً بالوفاء والإخلاص من أجل هذه العودة".
وشددت الإعلامية هنادي التلي على أن عسقلاني هو كاتب ومفكر وروائي كبير عاش وجع القضية الفلسطينية وجسدتها في كتاباته ورواياته.
هنادي التلي.. إعلامية فلسطينية
وقالت التلي لـ "عربي21": "الأستاذ غريب عسقلاني هو احد أعمدة الثقافة الوطنية الفلسطينية ويجب أن يتضمن المنهج الفلسطيني رواياته سواء في المساق الأدبي أو التاريخي الوطني".
واستحضرت حينما التقت به لأول مرة قبل سنوات حينما أهدها إحدى رواياته ودار حديث بينهم.
وقالت التلي: "لن أنسى ذلك اليوم الذي أهديتني به الأستاذ غريب عسقلاني روايته (عودة منصور اللداوي)، كم كنت اعشق الكتب في ذلك الوقت؛ كان عمري وقتها خمسة عشر عاما، وكنا في ندوة أدبية في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي".
وأضافت: "وقتها سألته عن اسمه فقال لي (إبراهيم الزنط)، فسألته ومن (غريب عسقلاني)؟ فقال لي حينها العائد يوما إلى عسقلان".
وتابعت: "أتذكر أنني لم استطيع النوم آنذاك إلى أن أكملت قراءة رواية (عودة منصور اللداوي) كاملة لغريب عسقلان".
وأعربت الإعلامية التلي عن حزنها الكبير لفقدان عسقلاني، مؤكدة أن فقدانه خسارة كبيرة للأدب الفلسطيني والقضية الوطنية التي جسدها خلال حياته من خلال كتاباته المختلفة .
وقالت: "غريب عسقلاني جسد حق العودة روحا في رواياته، ولكن جسده قد دفن على مقربة الشيخ رضوان القريبة من عسقلان أملا في العودة القريبة إلى عسقلان، ليبقي غريبا في قبره إلى أن تتحقق هذه العودة".
وولد عسقلاني عام 1947م في مدينة عسقلان وهجر منها بعد عام هو وأسرته، قد حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد الزراعي من كلية الزراعة في جامعة الإسكندرية عام 1969م، كما وحصل على دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية من معهد البحوث والدراسات الإسلامية في القاهرة عام 1983م.
وأثناء دراسته الجامعية، وقعت حرب حزيران عام 1967م، واحتلت إسرائيل قطاع غزة، فاعتبرت كل من كان خارج القطاع في عِداد النازحين، ورفضت السماح لهم بالعودة إلى القطاع، وبهذا أصبح غريب عسقلاني نازحًا، ليعيش حياة اللجوء مرة أخرى، حيث تنقل ما بين الأردن وسوريا، ثم عاد إلى غزة بعد سنوات من الاغتراب القسري مع قدوم السلطة الفلسطينية إلى غزة عام 1994م، حيث شغل منصب مدير عام وزارة الثقافة الفلسطينية آنذاك.
وعمل مهندساً زراعياً في مشروع سد الفرات في سوريا في الفترة ما بين 1970م حتى عام 1974م، وعمل في التعليم الثانوي في مدارس قطاع غزة حتى عام 1994م، ثم عمل في وزارة الثقافة الفلسطينية مديراً للإبداع الأدبي، وناطقاً إعلامياً لمعرض فلسطين الدولي للكتاب، ومديراً لدائرة الإعلام الثقافي.
وعسقلاني كان عضو مؤسس لاتحاد كتاب فلسطين في الضفة وغزة، وعضو أمانة عامة لعدة دورات انتخابية، وتقلد منصب الأمين العام المساعد لاتحاد الكتاب، ورئيس فرع الاتحاد في غزة.
وقد شارك عسقلاني في الكثير من الفعاليات الثقافية داخل فلسطين وخارجها، ومثّل فلسطين في موسم ربيع الثقافة الفلسطينية في باريس عام 1997م، كتب الكثير من الروايات والقصص في الأدب الفلسطيني، حيث صدر لعسقلاني (10) روايات، و(6) مجموعات قصصية، وحظيت أعماله بشهرة وشعبية واسعتين في فلسطين والعالم العربي، وترجمت بعض قصصه القصيرة إلى الإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية، ونشرت ضمن مختارات من الأدب الفلسطيني.
وقد حاز على جائزة القصة القصيرة من جامعة بيت لحم عام 1977م، وجائزة اتحاد كتاب فلسطين عام 1991م، وجائزة اتحاد الكتّاب العرب عام 2016م، وحصل على وسام الإبداع والتميز في عام 2016م، تقديراً لإسهامه الإبداعي في مسيرة الثقافة الوطنية الفلسطينية.