هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تداول ناشطون بشكل واسع مقابلة سابقة للرئيس التونسي قيس سعيد، أجراها مع قناة "الجزيرة" قبل وصوله إلى السلطة، توضح رأيه بشأن اعتماد الشريعة الإسلامية دينا للدولة، والجدل الذي كان قائما حينها بهذا الخصوص بين النخب السياسية.
وتتعارض تصريحاته حينها مع قراراته الأخيرة المتعلقة بدين الدولة.
— عثمان آي فرح (@ayfaraho) June 23, 2022
ويظهر سعيد حينها في المقابلة التلفزيونية وهو يرد على سؤال المذيع له: "هل هناك تعارض أو حل وسط بين الدعوات التي تطالب بدولة مدنية، وأخرى تطالب بالإسلام مصدرا رئيسا للتشريع؟"، ليرد بالقول إن "الحل موجود في الصيغة التي ورد فيها الفصل الأول من دستور 1959: الدولة دينها الإسلام".
وأوضح أن "الشريعة الإسلامية حاضرة، وكانت حاضرة بالفعل على أكثر من نصف قرن في التشريع التونسي، بل وكانت حاضرة في الموافقة على عدد من المواثيق الدولية، إذ تحفظت تونس على عدد من الاتفاقيات التي رأت أنها تتعارض مع الشريعة الإسلامية".
وقال إن "الشريعة الإسلامية ومبادئها كانت حاضرة في فقه القضاء، فعديدة القرارات التي غلّبت فيها المحاكم الشريعة".
بل واتهم سعيد من يقف وراء الانقسام هذا بشأن الشريعة الإسلامية في الدولة التونسية بأنه يريد أن يفرض نفسه وصيا على الشعب التونسي.
وأشار إلى أن "الانقسام الحاصل بهذا الخصوص هو لدى النخبة السياسية، ومرده بالأساس إلى أن بعض الأطراف من النخبة أرادت أن تنصب نفسها وصية على الشعب التونسي، إلا أنه لم يرفع مثل هذه الشعارات حين بدأت الثورة".
وهذه التصريحات تتعارض مع ما ذهب إليه سعيد بعد وصوله إلى السلطة، إذ قال مؤخرا إن "تونس دولة لا دين لها"، ما أثار مخاوف ناشطين من أن يذهب إلى تطبيق ذلك في الدستور الجديد، الذي يعكف عليه رغم رفضه من غالبية الأحزاب والقوى السياسية.
اقرأ أيضا: سعيّد أثناء توديعه الحجيج: "تونس دولة لا دين لها"
وقال الرئيس التونسي إن الدستور الجديد سينص على أمة دينها الإسلام، وليس دولة دينها الإسلام، مشددا على أن "الدولة ذات معنوية كالشركة أو المؤسسة، والشركة لن تمر على الصراط".
وينص الفصل الأول من دستور تونس 2014، الذي قرر سعيّد إلغاءه، على أن "تونس دولة حرّة، مستقلة، ذات سيادة، الإسلام دينها، والعربية لغتها، والجمهورية نظامها"، وهو النص ذاته الذي تمت المحافظة عليه منذ دستور عام 1959.
وخلال لقاء بصحفيين، هو الأول من نوعه منذ توليه الرئاسة عام 2019، اعتبر سعيّد أن الحديث عن دولة دينها الإسلام لا يليق بدولة تسعى لتحقيق مقاصد الإسلام.