هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أبدت صحف إسرائيلية قلقها من تراجع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وترصد الدوائر السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية تبعات نتائج الانتخابات الأخيرة التي أسفرت عن وضع لا يتمتع فيه الرئيس إيمانويل ماكرون بأغلبية في البرلمان، وليس من الواضح كيف يمكنه الاستمرار في إدارة البلاد، مما سيترك تداعيات على العلاقات الفرنسية الإسرائيلية، في ضوء شبكة المصالح بينهما، دون أن تتبنى باريس سياسة واضحة مؤيدة لتل أبيب، دون توقع بحصول تغييرات جذرية غير متوقعة في مجمل علاقاتهما في المستقبل القريب.
في الوقت ذاته، فإن الوضع السياسي غير المستقر في فرنسا قد يؤثر على مختلف الساحات المهمة لدولة الاحتلال، مما يستدعي منها مراقبة واستعدادا لمختلف سيناريوهات السياسة الفرنسية المستقبلية، بعد أن تكبد ماكرون وحزبه وحلفاؤه هزيمة ثقيلة، وخسروا الأغلبية المطلقة لديهم حتى الآن.
رامي دانيال الباحث في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، ذكر في ورقة ترجمتها "عربي21" أن "ماكرون خلال فترة ولايته الأولى، روج لسياسة تتماشى أهدافها مع المصالح الإسرائيلية، سواء بتكثيف أنشطة فرنسا في الخليج العربي، والعمل عن كثب مع الإمارات والسعودية، ومعارضتها لامتلاك إيران السلاح النووي، وقربها من الأردن ومصر، وبيع الأخيرة معدات عسكرية، وموقفها من الحرب الأهلية في ليبيا، وانضمامها لمنتدى الغاز، وانحيازها لليونان وقبرص ضد تركيا".
اقرأ أيضا: خيارات ماكرون بعد خسارته لأغلبية البرلمان.. "انتكاسة كبيرة"
وأضاف أنه "في كل هذه القضايا تماشت المواقف والأنشطة الفرنسية مع المصالح الإسرائيلية، مما أدى لتحسن معين في علاقاتهما الثنائية، وتبنى ماكرون موقفًا شخصيًا إيجابيًا في الغالب تجاه إسرائيل، فقد رحب باتفاقات التطبيع، ووسع التعاون معها في مختلف المجالات، بما فيها العسكري، لكن فرنسا في الوقت ذاته، ليست صديقة لإسرائيل في المنظمات الدولية، ويصوت ممثلوها في مؤسسات الأمم المتحدة باستمرار ضدها، بعكس المواقف الغربية والأوروبية".
تبدي المحافل السياسية الإسرائيلية تقديرها أن ماكرون في ولايته الثانية سيكون في موقف ضعيف نسبيًا على المسرح الدولي، مما سيؤثر على سياسته الخارجية، بلفت الانتباه للقضايا الداخلية، ومن المشكوك أن يرغب باستثمار كثير من الجهد في الشرق الأوسط، لأنه يود تجنب احتكاك مع الحركات التي تعززت بعد الانتخابات، ولديها اتجاه معاد ونقدي لإسرائيل، مما يجعل التحسن الملحوظ في علاقاتهما غير مرجح على المدى القصير.
ورغم أن ماكرون أحد أكثر الجهات المؤيدة لدولة الاحتلال في المنظومة السياسية الفرنسية اليوم، لكن ضعفه الداخلي والخارجي سيخلق ظروفًا غير مناسبة لذلك، بالتزامن مع دخول الأخيرة فترة من عدم اليقين السياسي، بسبب حل الكنيست، والتحضيرات لانتخابات مبكرة خامسة، مما سيجعل مستقبل العلاقات مع فرنسا تتأخر في أولوياتها.
مع العلم أن ما يحدث في باريس سيؤثر أيضًا على مختلف الساحات المهمة لدولة الاحتلال، مثل أوروبا والخليج العربي وشرق البحر المتوسط ، ويتطلب الاستعداد الإسرائيلي لسيناريوهات تشمل تغيير الوجود الفرنسي في هذه المناطق، وإعادة تموضع في سياساتها الخارجية في هذه الساحات المهمة الحيوية لدولة الاحتلال.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)