هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طالب محامون عن عائلة الصحفية شيرين أبو عاقلة، التي اغتيلت برصاص قوات الاحتلال، بتسليمهم السلاح الناري والرصاصة التي قتلتها، تمهيدا لإجراء تحقيق مستقل يؤدي إلى شكوى عائلتها وصحفيين ومنظمات حقوقية إلى المحكمة الجنائية.
وطالبوا جيش الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية بمنح الوصول العاجل إلى السلاح الناري والرصاصة وذلك للقيام بتحليل جنائي مستقل، يتضمن استدعاءات لجنود إسرائيليين والتعاون من السلطة الفلسطينية.
وسبق أن قدم صحفيون فلسطينيون ومنظمات حقوقية، شكوى إلى الجنائية الدولية ضد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين والاستهداف المتعمد لهم داخل الأراض الفلسطينية المحتلة، مؤكدين أنهم ماضون بهذه الشكوى بإضافة ما تعرضت له أبو عاقلة من اغتيال، والصحفي علي الصمودي من استهداف.
اقرأ أيضا: خارجية فلسطين لـ"عربي21": ملف إعدام أبو عاقلة أمام الجنائية
جاء ذلك بحسب ما نشره "المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين" (ICJP)، ومقره بريطانيا، وفق بيان وصل "عربي21" نسخة منه، الخميس.
وكتب محامون نيابة عن عائلة شيرين أبو عاقلة والصحفي علي الصمودي، إلى السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي للمطالبة بهذا الأمر.
خبير بريطاني
وينوي المحامون فحص السلاح الناري والرصاصة من قبل خبير بريطاني رفيع المستوى في مجال المقذوفات الجنائية، لإصدار تعليمات نيابة عن موكليهم، بحسب المركز ذاته.
وطلب المحامون من شركة المحاماة الرائدة في لندن "Bindmans LLP" وكذلك "Doughty Street Chambers" السلطة الفلسطينية وجيش الاحتلال والسفارة الأمريكية، بتوفير الوصول إلى التحقيقات والأدلة والنتائج الخاصة بهم، بما في ذلك نسخة من التحليل الجنائي الأخير الذي تم إجراؤه على الرصاصة المشار إليها في البيان الصحفي الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية في 4 تموز/ يوليو 2022.
استدعاءات لجنود الاحتلال
وطلب المحامون توفير فرصة كذلك لمقابلة الجنود الذين يُفهم أن الجيش الإسرائيلي قد حددهم على أنهم كانوا حاضرين أثناء إطلاق النار في 11 أيار/ مايو 2022.
وتشكل الطلبات جزءا من تحقيق في السياسة الإسرائيلية المزعومة لاستهداف الصحفيين الفلسطينيين. ويتم توجيه الفريق القانوني من عائلة شيرين، وصحفيين، وكذلك من الاتحاد الدولي للصحفيين (IFJ)، ونقابة الصحفيين الفلسطينيين والمركز الدولي للعدالة للفلسطينيين، لتقديم شكوى جديدة إلى المحكمة الجنائية الدولية.
اقرأ أيضا: الغارديان: ماذا تعني إحالة جريمة اغتيال أبو عاقلة لـ"الجنائية"؟
وتطلب الشكوى من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في ملابسات مقتل شيرين وإطلاق النار عليها في 11 أيار/ مايو 2022.
وتعرضت أبو عاقلة مراسلة قناة "الجزيرة" القطرية، لفترة طويلة، للاغتيال، أثناء تغطيتها اقتحامات للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين.
وأصيب الصحفي علي، الذي كان حاضرا وقت مقتل شيرين، برصاصة في الكتف.
وبحسب المركز الحقوقي، فإن كليهما، شيرين وعلي، ينضمان إلى قائمة طويلة من الصحفيين المستهدفين من قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتأتي الشكوى الجديدة في أعقاب تقديم في نيسان/ أبريل 2022 إلى المحكمة الجنائية، طالبت فيه المدعي العام فيها، بفتح تحقيق في الاستهداف الممنهج وتشويه وقتل الصحفيين وتدمير البنية التحتية لوسائل الإعلام في فلسطين.
وقُتلت شيرين بعد أيام فقط من اعتراف مدعي المحكمة الجنائية الدولية باستلام الشكوى الأولى باستهداف الاحتلال للصحفيين.
في 5 شباط/ فبراير 2021، قضت المحكمة الجنائية الدولية بأن اختصاصها الجنائي يمتد إلى "الوضع في فلسطين"، وأن نطاقها الإقليمي يشمل الادعاءات التي حدثت في "غزة والضفة الغربية، بما في ذلك شرق مدينة القدس".
ويمثل هذا للمرة الأولى فرصة حقيقية للمساءلة عن سياسة إسرائيل المزعومة لاستهداف الصحفيين، ويمكن أن يؤدي إلى تحقيق رسمي من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، وملاحقات قضائية محتملة، وفق المركز الحقوقي.
ونقل البيان عن طيب علي، الشريك في شركة المحاماة "Bindmans"، قوله: "يشكل تحليل الطب الشرعي للسلاح الناري جزءا صغيرا، ولكنه مهم، من الأدلة في هذه القضية. ومن الأهمية بمكان أن نكون، بصفتنا المحامين الذين يمثلون الضحايا في هذه القضية، قادرين على تقييم الأدلة بشكل مستقل، ولا يتم منعنا أو إعاقتنا في تحقيقاتنا".
وأضاف: "توفر الأدلة التي رأيناها حتى الآن حجة قوية على أن إسرائيل تنتهج سياسة استهداف الصحفيين في الأرض الفلسطينية المحتلة. وتتزايد الدلائل على أن مقتل شيرين وإطلاق النار على علي كان جزءًا من تلك السياسة الهادفة".
يشار إلى أن وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أكدت أن قضية إعدام الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة على يد قناص إسرائيلي، موجودة الآن أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وفجر الأربعاء 11 أيار/ مايو 2022، قتلت أبو عاقلة برصاصة قناص إسرائيلي في رأسها مباشرة، خلال تغطيتها اجتياح الجيش لمخيم جنين، رغم أنها كانت ترتدي السترة الزرقاء التي تؤكد هويتها الصحافية، وكتب عليها باللغتين العربية والإنجليزية بشكل ظاهر "صحافة" و"PRSS"، وفيما بعد اعتدت قوات الاحتلال على جنازتها.