هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تزداد التوقعات الإسرائيلية بتنامي معسكر اليمين الصهيوني في الانتخابات القادمة، وسط مخاوف بشأن موقف المجتمع الدولي في حالة تعيين بعض أنصار الحاخام العنصري مائير كهانا كوزراء في الحكومة القادمة، على إثر الانتخابات المبكرة الخامسة في تشرين الثاني/ نوفمبر.
وبينما يعتبر الإسرائيليون أن تعيين وزراء من هذا الفصيل اليميني سيعرض دولة الاحتلال للخطر، ويضعها في أزمة مع العالم، لا يُخفي آخرون تخوفاتهم من فشل محاولات تسويق فكرة تحول حاخام عنصري ليصبح وزيرا في حكومتهم القادمة، والحديث يدور عن حزب الصهيونية الدينية بقيادة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، ممن يحملان جملة من وجهات النظر السياسية والأيديولوجية العنصرية التي كان يروجها الحاخام الراحل مائير كهانا، وكل جمهورهم الانتخابي من المستوطنين.
غادي غفرياهو الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر في مقال له ترجمته "عربي21" أن "تصدر عدد من أعضاء الكنيست اليمينيين، ممن سيقدمون مشاريع قوانين عنصرية، وقد يصبحون في قادم الأيام وزراء في الحكومة، يضطر الإسرائيليين لإجراء مقارنة بين مشاريع قوانين قدموها، وقوانين نورمبرغ التي شهدتها ألمانيا النازية في 1935، وجسدت العديد من النظريات العرقية التي قامت عليها الأيديولوجية النازية، لأنها وفرت الإطار القانوني للاضطهاد المنهجي لليهود في ألمانيا".
اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: شعبية "بن غفير" تزداد رغم مواقفه العنصرية
وأضاف أن "مثل هذه القوانين العنصرية من شأنها في حال وصلت إلى وسائل الإعلام أن تفضح الدولة وتنشر عارها، والتسبب بإحراجها حول العالم، حتى أن بعض أعضاء الكنيست اليمينيين الحاليين لا يتورعون عن وضع صورة الحاخام الإرهابي باروخ غولدشتاين منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل في 1994، وقتل 29 من المصلين المسلمين في صلاة الفجر، رغم أن بعضهم يتذرع أنهم يسعون لمنع قيام حكومة يسارية".
وليس سرّا أن أعضاء الكنيست اليمينيين الحاليين يكشفون عن آرائهم العنصرية، لا سيما حين طالبوا بصورة مهينة بفصل الأمهات العربيات عن اليهوديات في أقسام الولادة بالمستشفيات الإسرائيلية، أو تهديدهم بحرمان فلسطينيي 48 من جنسيتهم الإسرائيلية، أو مزاعمهم الراسخة بأن غولدشتاين نفسه لم يكن إرهابيًا على الإطلاق، مما سيجعل من تحولهم إلى وزراء في الحكومة الإسرائيلية القادمة سبباً في هبوب العاصفة العالمية باتجاه دولة الاحتلال.
وهذا يعني أن التخوف الإسرائيلي من مثل هذا السيناريو يعني وصول المزيد من الانتقادات العالمية، والصدمة من السلوك الإسرائيلي، فضلا عن صدور المزيد من ردود فعل المنظمات حول العالم، وفي النهاية فإن حصول مثل هذا الحدث يعني المخاطرة بأزمة عميقة لدولة الاحتلال مع أفضل أصدقائها: الولايات المتحدة، إنجلترا، كندا، الاتحاد الأوروبي، فضلا عن تحول اليهود في جميع أنحاء العالم ليصبحوا في مرمى الخطر الدائم من الأحزاب الأخرى.
ومن المتوقع أن تزداد التخوفات الإسرائيلية من تنامي أحزاب اليمين العنصري، ليس رفضا لمواقفها الدموية، لأنها بالأساس الابنة الشرعية لهذا المجتمع العنصري، لكن القلق يرتبط بمواقف المجتمع الدولي، الذي تتعالى فيه الأصوات بوقف سياسة "الابنة المدللة" لدولة الاحتلال، لا سيما مع تصاعد سياساتها العنصرية التي باتت تصنف بأنها دولة فصل عنصري وأبارتهايد.