هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تستمر الحرب في أوكرانيا لأكثر من أربعة أشهر ونصف، وسط تطورات ميدانية أبرزها تكثيف الجيش الروسي قصفه لمنطقة دونيتسك في شرق البلاد، التي يحاول السيطرة عليها بالكامل بعد تحقيق ذلك في لوغانسك، وهما المدينتان اللتان تمثلان إقليم دونباس.
وقال حاكم المنطقة بافلو كيريلينكو مساء الجمعة، إن "خط الجبهة بأكمله يتعرض لقصف مستمر".
وأضاف على تطبيق "تليغرام"، أن الروس "لا يكفون عن القصف باتجاه دونيتسك وباخموت وسلوفيانسك تُقصفان ليلا نهارا، وكذلك كراماتورسك".
وسبق أن أكد المسؤولون الأوكرانيون، أن القوات الروسية تتجه نحو دونيتسك بأعداد كبيرة تمهيدا لاجتياحها بهدف السيطرة عليها بالكامل.
اقرأ أيضا: قتلى في دونيتسك.. وسفينة روسية محملة بالحبوب تغادر تركيا
وقبل ذلك، خلال نهار الجمعة، تحدث كيريلينكو عن سقوط ستة قتلى و21 جريحا خلال 24 ساعة في عمليات قصف للمنطقة.
وقال إن الجيش الروسي "في طريقه إلى إعادة تجميع وحداته، أو بالأحرى إعادة تشكيل مجموعاته ويعد لعمليات جديدة في سلوفيانسك وكراماتورسك وباخموت".
"تدمير المحاصيل"
عبر قصف منطقة دونيتسك حيث تتواصل عمليات إجلاء المدنيين، تسعى موسكو إلى الاستيلاء على حوض دونباس بأكمله، هدفها الاستراتيجي منذ انسحابها من محيط كييف في نهاية آذار/ مارس.
وذكر حاكم منطقة دونيتسك أن الجيش الروسي بدأ بإحراق المحاصيل الزراعية أيضا.
وقال: "هناك حرائق كثيفة في الحقول تسبب بها العدو عمدا".
وأضاف: "إنهم يحاولون تدمير المحاصيل بكل الوسائل ويقصفون الآلات الزراعية والحصادات".
وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا التي تعتبر أحد خزانات الحبوب في العالم، إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير، وساهم في ارتفاع التضخم العالمي وسط العقوبات الغربية على موسكو.
قصف في خاركيف
وفي خاركيف (شمال شرق البلاد) ثاني أكبر مدينة في البلاد، أدى القصف الروسي إلى مقتل أربعة مدنيين وجرح تسعة آخرين خلال 24 ساعة، على حد قول حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف.
الدعم الأمريكي
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن المساعدة العسكرية الأمريكية الجديدة التي تبلغ قيمتها 400 مليون دولار، وتشمل أربع منظومات صواريخ متعددة من نوع "هيمارس" وقذائف من عيار 155 ملم، ستحسن قدرات أوكرانيا على استهداف مستودعات أسلحة وسلسلة التوريد للجيش الروسي.
وبفضل منظومات الصواريخ الثماني الأولى "هيمارس" التي تم تسليمها الشهر الماضي، يقدر الخبراء العسكريون أن الجيش الأوكراني تمكن من تدمير أكثر من عشرة مستودعات ذخيرة روسية مثبتة وراء خط المواجهة في شرق البلاد.
وحتى الآن، قدمت واشنطن مساعدات عسكرية بقيمة 6.9 مليار دولار إلى كييف منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/ فبراير.
مجموعة العشرين
وفي بالي، عبر المشاركون في اجتماع وزاري لمجموعة العشرين في إندونيسيا عن "قلقهم العميق من العواقب الإنسانية للحرب" في أوكرانيا، على حد قول وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي.
وقالت إن تأثير الحرب "ملموس في جميع أنحاء العالم... الغذاء والطاقة والميزانيات". وأضافت أن "الدول الفقيرة والنامية هي، كالعادة، الأكثر تضررا".
وعلى الرغم من أن مجموعة العشرين لم تعبر بالإجماع عن إدانتها للغزو الروسي، رأى الغربيون أنهم نجحوا في توسيع الجبهة ضد روسيا وتحميلها بشكل واضح مسؤولية الحرب وأزمتي الطاقة والغذاء العالميتين.
وفي مواجهة سيل الإدانات الغربية غادر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ظهر الجمعة الاجتماع الذي حضره أيضا نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن.
اقرأ أيضا: لافروف يسخر من رفض نظرائه التقاط صورة جماعية بقمة العشرين
وكانت هذه هي المرة الأولى منذ بدء الحرب في شباط/ فبراير التي يلتقي فيها الرجلان.
لكن وزير الخارجية الأمريكي رفض لقاء نظيره الروسي بشكل منفصل، ورد لافروف بأن موسكو "لن تجري وراء" واشنطن لإجراء محادثات.