هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رغم تزايد التسريبات الإسرائيلية بشأن تأسيس حلف شرق أوسطي في المنطقة لمواجهة إيران وحلفائها، من خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكن التقديرات العسكرية الحقيقية تستبعد تحقق هذا السيناريو، في ضوء وجود جملة من التحديات التي تواجه مثل هذا التطلع الإسرائيلي.
في الوقت ذاته، فإن حجم الطموح الإسرائيلي باتجاه إقامة هذا الحلف الأمني العسكري الساعي لمواجهة التمدد الإيراني، يعترضه عدد من العراقيل الذاتية والموضوعية، لعل أهمها الانشغال الأمريكي بتطورات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ومواجهة الصين، فضلا عن التحضيرات الجارية لانتخابات الكونغرس النصفية، مما قد يضر بالحزب الديمقراطي الأمريكي.
عوديد غرانوت محرر الشؤون العربية، ذكر في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، ترجمته "عربي21" أن "الأوساط الإسرائيلية بالغت في حديثها عن مبادرة بايدن الخاصة بتأسيس الحلف الشرق أوسطي، لأن هناك مجموعة تحديات تمنع تحقق هذا المسعى، أهمها الانشغال الأمريكي بمطالبة السعوديين بتخفيف الارتفاع المذهل في أسعار النفط عن طريق زيادة الإنتاج، مقابل ضم المملكة إلى دول عربية قامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل".
وأضاف أن "التطلع الإسرائيلي لإقامة نوع من التحالف الدفاعي بين الدول العربية وإسرائيل، بهدف إنتاج رد إقليمي على التهديد الإيراني، يأتي لزيادة التدخل الأمريكي النشط في الشرق الأوسط، لكن مثل هذا الحلف تحول دون تحقيقه عقبات جدية أهمها ضرورة أن تسفر جولة بايدن في المنطقة، خاصة إلى السلطة الفلسطينية، عن استئناف المفاوضات بينها وبين دولة الاحتلال، رغم أنه لا يمكن توقع أن تفتح الحكومة الانتقالية في إسرائيل مفاوضات حول حل الدولتين، في ذات الوقت الذي يتطلع فيه الفلسطينيون لمضاعفة المساعدات الأمريكية".
الكاتب الإسرائيلي زعم حصوله على معلومات مفادها أنه استعدادًا لزيارة بايدن للمنطقة، قدم الأمريكيون للسعودية ودول الخليج ومصر والأردن وغيرها مسودة اتفاقية تعاون إقليمي، ليس فقط في إنشاء "مظلة جوية"، وبالتنسيق مع الرادارات والأنظمة المضادة للدبابات للدفاع ضد الهجمات الصاروخية، ولكن أيضًا في مجالات أخرى اقتصادية وسياسية وغير ذلك.
لا يخفي الإسرائيليون أن الولايات المتحدة تحاول استنساخ حلف شمال الأطلسي على هيئة حلف شبه شرق أوسطي في المنطقة، من شأنه إقامة حاجز ضد نوايا إيران التوسعية، على غرار ما يحدث في أوروبا، بزعم أنها تشكل زعزعة خطيرة للاستقرار في المنطقة، الأمر الذي من شأنه إثارة قلق إيران من هذه الأفكار التحالفية العسكرية والأمنية.
في الوقت ذاته، تنشط المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في جهودها لإنشاء آلية تنسيق أمني مع الدول العربية المذكورة، لكن الجانبين يفضلان أن يتم ذلك سراً دون أن يضعوا أصابعهم في أعين الإيرانيين من باب تحديهم واستفزازهم، خاصة بالتزامن مع استئناف المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، وفيما بدأت قطر تحضيراتها لاستضافة جولة أخرى من المحادثات بعد انتهاء زيارة بايدن، فقد لا تبدي تحمساً للانضمام لهذا الحلف.
تتحدث الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية عن أن قمة جدة المزمع عقدها بحضور أمريكي عربي، سيتم إبلاغ بايدن من قبل الدول العربية المشاركة أنه لا داعي لإغضاب الإيرانيين بإعلان علني عن تحالف إقليمي، وهذا محط قلق وإحباط إسرائيليين.