سياسة دولية

هذا جدول بايدن ليومه الثاني بـ"تل أبيب".. حضور للإمارات

سيشارك بايدن في قمّة رباعية تضمّ الولايات المتّحدة وإسرائيل والهند والإمارات- جيتي
سيشارك بايدن في قمّة رباعية تضمّ الولايات المتّحدة وإسرائيل والهند والإمارات- جيتي

يبحث الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، غداة وصوله إلى إسرائيل خلال محادثاته مع القادة الإسرائيليين ملفات ساخنة، ومن المنتظر أن يوقّع على وثيقة "إعلان القدس" لترسيخ التعاون بين الولايات المتحدة والدولة العبرية.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس إنّ "إعلان القدس بشأن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل" سيكون "شهادة حيّة على الطبيعة الفريدة وصحة ومدى وعمق وحميمية" هذه العلاقة الثنائية.


وأضاف أنّ الوثيقة التي لم يطلق عليها الأمريكيون حتى الآن اسم "إعلان القدس"، ستعبّر عن "موقف واضح وموحّد ضدّ إيران وبرنامجها النووي وعدوانها في سائر أنحاء المنطقة". 

 

من جهته، قال مسؤول أمريكي لوكالة رويترز: "أعتقد أن ما سترونه في الإعلان المشترك هو تعهد والتزام بعدم السماح أبدا لإيران بامتلاك سلاح نووي وبأننا مستعدون لاستخدام جميع عناصر قوتنا الوطنية لضمان تحقيق هذه النتيجة".

 

تباين المواقف حول إيران


وتتباين المواقف بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول الطريق الواجب اتّباعه في مقاربة الملف النووي الإيراني، حيث ترغب واشنطن في تجربة المسار الدبلوماسي من خلال إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة)، فيما يدعو الاحتلال لانتهاج الخط المتشدّد.

وانسحبت إدارة الرئيس دونالد ترامب في العام 2018 من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، وأعادت فرض العقوبات على طهران في إطار حملة "الضغوط القصوى" على الجمهورية الإسلامية.

 

استخدام القوة ضد إيران؟


وقال الرئيس جو بايدن في مقابلة مع قناة 12 الإسرائيلية، مساء الأربعاء، إنّ "انسحاب الرئيس السابق من الاتفاق كان خطأً فادحاً، لأنّهم (الإيرانيين) باتوا أقرب إلى السلاح النووي ممّا كانوا عليه سابقاً".

وردّاً على سؤال عن ما إذا كان مستعدّاً لاستخدام القوة من أجل ضمان عدم حصول طهران على السلاح النووي، قال بايدن: "نعم، إذا كان هذا هو الملاذ الأخير".

 

وقال عمير إيشيل المدير العام بوزارة الدفاع الإسرائيلية لإذاعة كان الإسرائيلية: "إنه ضمان لأن تكون الجهود الدبلوماسية والاقتصادية والقانونية حيال إيران فعالة... إيران أظهرت للجميع أنها عندما تتعرض للضغط بشدة فهي تعرف كيف تتوقف وتغير من أساليبها"، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز.

 

ووجهت الولايات المتحدة وإسرائيل، كل على حدة، تهديدات مستترة من هذا النوع لإيران، التي تنفي السعي لامتلاك سلاح نووي، على مدى سنوات. ومن شأن التعبير الرسمي عن ذلك أن يؤكد الشعور بالردع والالتزام المشترك.

كما أن إظهار التصميم الأمريكي الإسرائيلي قد يعطي بايدن دفعة عندما يستكمل جولته بزيارة السعودية غدا الجمعة. ولدى الرياض مخاوفها الخاصة المتعلقة بإيران، ويأمل بايدن في الاستفادة من ذلك في تحقيق تقارب سعودي إسرائيلي برعاية أمريكية، بحسب "رويترز".

ولا تخشى إسرائيل فقط من حصول عدوّتها إيران على القنبلة النووية، السلاح الذي تنفي طهران أن تكون تسعى إليه، بل إنّ الاحتلال يخشى أيضاً من أن يؤدّي رفع العقوبات إلى انتعاش الاقتصاد الإيراني وبالتالي تمكين الإيرانيين من زيادة دعمهم لحلفائهم في المنطقة، وفقا للوكالة الفرنسية.

 

اقرأ أيضا: FT: غزل وخطوبة بين إسرائيل والسعودية.. لكن الرياض غير جاهزة


قمة رباعية بحضور الإمارات


ومن المنتظر أن يلتقي بايدن، عند منتصف نهار الخميس، رئيس حكومة تصريف الأعمال الجديد يائير لبيد الذي أعلن العام الماضي، حينما كان وزيراً للخارجية، أنّه يريد إعادة بناء الجسور بين إسرائيل والحزب الديمقراطي الأمريكي بعد سنوات دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو في السلطة.

وسيشارك الرئيس الأمريكي في قمّة للمجموعة الرباعية والتي تضمّ بجانب الولايات المتّحدة كلاّ من إسرائيل والهند، أحد أبرز حلفاء الدولة العبرية، والإمارات العربية المتحدة التي طبّعت أخيراً علاقاتها مع إسرائيل.

ويلتقي بايدن نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الذي سيقلّده "ميدالية شرف" لدعمه إسرائيل، ثمّ يتوجّه لتشجيع الرياضيين الأمريكيين المشاركين في الألعاب المكابية، وهي لقاءات رياضية يهودية تُنظّم كلّ أربع سنوات في إسرائيل.

لقاء منتظر مع نتانياهو


وسيختتم الرئيس الديمقراطي اجتماعاته في إسرائيل بلقاء مع المعارضة الممثّلة في هذه الحالة برئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو الذي غالباً ما اتّسمت علاقته مع بايدن بالفتور.

وهذه الزيارة هي العاشرة لبايدن إلى إسرائيل ولكن الأولى له بصفته رئيساً، التي تهدف كذلك إلى إعادة التذكير بنفوذ واشنطن في المنطقة، وهو الأمر الذي لم يكن حتى وقت قريب أولوية بالنسبة للإدارة الديمقراطية التي تركّز بشكل خاص على الصين وروسيا.

وكان البيت الأبيض حريصا على عدم الاقتراب بشكل مباشر من موضوع أوكرانيا، فإسرائيل تدين علناً الغزو الروسي لأوكرانيا، وترفض في الوقت نفسه إرسال أسلحة إلى الأوكرانيين كي لا تخسر ورقة اعتمادها على الوجود الروسي في المنطقة، وخصوصاً في سوريا المجاورة حيث ينفّذ الجيش الإسرائيلي ضربات جوية متزايدة ضدّ عناصر تعتبر موالية لإيران.

 

موقف بايدن تجاه فلسطين

وفيما وجّهت جميع الإدارات الأمريكية تقريباً الكثير من الجهود الدبلوماسية تجاه الشرق الأوسط، خصوصاً عبر تقديم مبادرات من أجل عملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية، فلا تزال إدارة بايدن إلى الآن غير منخرطة في أيّ جهود مهمّة.

ويعتقد عدد من المحلّلين أنّه إذا كان بايدن قد أطلق حواراً مع الفلسطينيين وأعاد تقديم المساعدات المالية لهم، فإنه من غير المتوقّع أن يتعهّد لهم بالمزيد.

التعليقات (0)