هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تضخ جماعات مؤيدة لإسرائيل الملايين من الدولارات للمرشحين المحتملين للحزب الديمقراطي عن مقعد ولاية ميريلاند في الكونغرس في محاولة منهم لمنع مرشحين معروفين عبروا عن دعمهم للقضية الفلسطينية، بحسب تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
وذكرت الصحيفة أن تدفقا في الإنفاق السياسي من منظمات مولها متشددون داعمون لإسرائيل وبقيادة اللجنة الأمريكية-الإسرائيلية للشؤون العامة المعروفة اختصارا بـ"إيباك"، وقامت بإعادة تشكيل الترشيحات الأولية للحزب الديمقراطي في الأشهر الأخيرة.
ويتهم نقاد "إيباك" وحلفائها بتشويه السياسة في الحزب الديمقراطي لأن الأموال التي تستخدم للتأثير على السباق للترشيح تأتي من أثرياء جمهوريين.
وأنفقت إيباك 6 ملايين دولار في المنافسة بميرلاند، وأكثر من أي منظمة لمعارضة المرشحة دونا إدواردز، التي عملت ثماني سنوات كأول امرأة سمراء البشرة، حيث انتخبت عضوا بالكونغرس عن ميريلاند قبل أن تخسر رهانها للترشح إلى مجلس الشيوخ عام 2016، وفقا للغارديان.
وتحظى إدواردز بدعم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، لكنها أغضبت بعض المؤيدين للاحتلال أثناء فترتها في الكونغرس لأنها لم تدعم قرارات داعمة لإسرائيل أثناء حرب غزة عام 2011، ومواقف أخرى.
ودعمت الاتفاقية النووية التي وقعتها إدارة باراك أوباما إلى جانب دول أخرى مع إيران عام 2015، وهي اتفاقية عارضتها الحكومة الإسرائيلية وبالتالي "إيباك".
وأنشأت "إيباك"، لجنة عمل سياسي كبرى "المشروع الديمقراطي الموحد" كآلية قانونية من أجل إنفاق كميات غير محدودة من الأموال والتأثير المباشر على الانتخابات ومواجهة النقد المتزايد من داخل الحزب الديمقراطي بشأن معاملة إسرائيل للفلسطينيين.
وبدأت جماعة الضغط حملتها عبر "المشروع الديمقراطي الموحد" بـ 8.5 مليون دولار من متبرعين أثرياء على علاقة مع إسرائيل ومنهم الملياردير الجمهوري والممول لحملة ترامب، بول سينغر وبيرني ماركوس والمتبرع الديمقراطي الأمريكي-الإسرائيلي حاييم سابان.
ومول المشروع الديمقراطي الموحد حملة متلفزة تنتقد إدواردز بدون ذكر إسرائيل وهاجمتها على أنها سياسة عاجزة والتي لم تنجز شيئا خلال فترة عملها في الكونغرس.
وخسرت إدواردز خلال الشهرين الماضيين تقدمها على منافسها غلين إيفي الذي يتقدمها بهامش ضيق في استطلاعات الرأي.
ودعمت الجماعة الليبرالية المؤيدة لإسرائيل، جي ستريت، التي تدعو الحكومة الأمريكية إلى الضغط على إسرائيل كي تنهي احتلالها للأراضي الفلسطينية، عبر جماعة عمل سياسي وبمبلغ 700 ألف دولار.
اقرأ أيضا: بتمويل من موالين لإسرائيل.. مليون دولار للإطاحة بطليب
واتهم المتحدث باسم جي ستريت، لوغان بايروف "إيباك" بأنها جماعة واجهة للحزب الجمهوري لأنها صادقت على أعضاء جمهوريين صوتوا مع إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها بايدن بعد الهجوم على مقر الكونغرس في 6 كانون الثاني/ يناير 2020.
وقال بايروف: "هذا أمر مثير للقلق قيام منظمة صادقت على متطرفين جمهوريين بجماعات عمل سياسي مولها ملياريديرات جمهوريون لتخترق الترشيحات الديمقراطية الأولية.. وتنفق الأموال بهدف واحد وأوحد وهو سحق المرشحين الرئيسيين الذين يحظون بشعبية ممن يطلقون عليهم معادين لإسرائيل وبدون أي دليل ولا مبرر حقيقيا لهذا الزعم".
وأضاف أن: "هذا من أجل دفع الحزب مرة أخرى نحو السياسة المتطرفة المؤيدة لإسرائيل والسياسة الخارجية، وهذا مدعاة للقلق ومعاد للديمقراطية عندما تقوم جماعة بالتأثير على عملية بهذه الطريقة".
وتابع: "لأن معظم الناخبين لا يعرفون من أين تأتي هذه الأموال، وأعتقد أن هذا خطير".
وأوضح بايرون أن "إيباك" ولجنة العمل "المشروع الديمقراطي الموحد" تحاول تخويف المرشحين وإشعارهم بأنهم لا يستطيعون نقد إسرائيل بصراحة أو التعبير علانية عن دعم الحقوق الفلسطينية.
وزاد: "يعرفون أن المساحة السياسية لهذه الموضوعات في الحزب الديمقراطي قد فتحت.. هم يريدون المحاولة لمنع أي مساحة للنقاش أو الحوار حول الدور الأمريكي الصحيح بالمنطقة".
وجاءت العلامة الأوضح عن هذا الانفتاح من خلال ما تعرف بـ"الفرقة" التي تضم النائبة ألكسندرا أوكاسيو-كورتيز ورشيدة طليب وإلهان عمر التي تعبر عن مواقف واضحة من القضية الفلسطينية، وفقا للغارديان.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن الشباب الديمقراطي بمن فيهم يهود أمريكا أكثر نقدا لإسرائيل.
من جانبه، رفض المتحدث باسم المشروع الديمقراطي الموحد، باتريك دورتون، نقد جي ستريت، بما في ذلك اتهامات بأن المشروع هو واجهة للحزب الجمهوري من خلال الإشارة لسابان الديمقراطي.
وقال: "نمارس حقوقنا الديمقراطية بحسب التعديل الأول من الدستور ونشارك في هذه الإنتخابات، ولو أردت النظر إلى سياسيين استفزوا الناس ووتروا النقاش فما عليك إلا البحث عن الفرقة".
وأضاف: "تم تشكيل المشروع الديمقراطي الموحد، في جزء منه لأن هناك عددا من المرشحين للكونغرس يحملون أفكارا معادية لإسرائيل، ونرى أن هذا خطر على الديمقراطية الأمريكية ويترك أثرا سلبيا على دعم الحزبين للعلاقة مع إسرائيل".
وأنفق المشروع الديمقراطي الموحد وجماعات مؤيدة لإسرائيل مثل "الغالبية من أجل إسرائيل" و"أمريكا المؤيدة لإسرائيل" بشكل سخي لمواجهة المرشحين الذين يعتبرون معارضين لإسرائيل في الترشيحات الأولية بالحزب الديمقراطي من تكساس إلى أوهايو وكاليفورنيا.
وساعد المشروع الديمقراطي الموحد بهزيمة ستة من سبعة مرشحين عارضهم، بمن فيهم المديرة المشاركة لحملة السيناتور بيرني ساندرز، نينا تيرنر في منطقة ديمقراطية قوية وهي أوهايو.
وكانت تيرنر متقدمة في الإستطلاعات بـ 30 نقطة ولكنها خسرت، وذنبها أنها قالت إن الدعم الأمريكي الكبير لإسرائيل يجب ألا يستخدم لإدامة احتلال الأرض الفلسطينية.