هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مصادر سياسية عراقية خاصة، الثلاثاء، عن فشل جميع اجتماعات قوى
الإطار التنسيقي الشيعي التي عُقدت خلال الأسبوع الجاري لاختيار مرشح يرأس الحكومة
العراقية المقبلة بعد حديث قبل أيام عن إعلانه خلال 48 ساعة.
وتولى "الإطار" مهمة اختيار رئيس الوزراء العراقي بعدما
أصبح الكتلة البرلمانية الأكبر إثر انسحاب التيار الصدري من البرلمان الذي حصل فيه على 73 مقعدا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وأخفق في تشكيل حكومة أغلبية سياسية
مع حلفائه من السنة والأكراد.
ملامح للتفكك
وقالت المصادر لـ"عربي21" طالبة عدم الكشف عن هويتها إن
"الخلافات تعصف بمكونات الإطار التنسيقي، وإن شبح تفككه خلال الأيام المقبلة
بات يلوح في الأفق، إلى جانب تهديد أكثر من كتلة سياسية بالانسحاب بسبب نزاعات على مرشح
رئيس الحكومة المقبل".
وأوضحت المصادر أن "ائتلاف قوى الدولة بقيادة عمار الحكيم وحيدر
العبادي، اعترض على ترشيح نوري المالكي، وهادي العامري لرئاسة الحكومة، وربما يعلن
انسحابه من الإطار إذا بقيت هذه الأطراف مصرة على ترشيحها".
وأضافت أن "الخلاف الأساسي والأكبر داخل الإطار بين زعيم تحالف
الفتح هادي العامري ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، والآن أخذ يتسع، بعد إصرار الأخير على الترشح ورفض الأول له لعدم استفزاز زعيم التيار الصدري مقتدى
الصدر".
وذكرت المصادر أن "الأمور إذا لم تذهب إلى التفكك، فإنها ماضية
نحو اعتماد آلية التصويت داخل الإطار لاختيار مرشح رئاسة الوزراء"، كاشفة أن
"أسماء المرشحين المحتملين هي: محمد شياع السوداني، وقاسم الأعرجي، وعلي شكري،
وطارق نجم".
وكان القيادي في الإطار التنسيقي، حامد الموسوي، قد أعلن السبت
الماضي، أن مرشح رئاسة الوزراء سيعلن خلال 48 ساعة، لكن ذلك لم يحصل، ليصرح بعدها
بيوم واحد أن ذلك سيم بعد اجتماع الثلاثاء، الذي انتهى دون إعلان أي مرشح.
وأعلن زعيم مليشيا "سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي عبر
حسابه في "تويتر"، الثلاثاء، أن الإطار التنسيقي سيجتمع اليوم بجميع
أعضائه، وسيتم الإعلان عن مرشح رئاسة الوزراء خلال 72 ساعة القادمة.
اقرأ أيضا: الصدر يهاجم رئيس العراق لعدم توقيعه قانون تجريم التطبيع
"لجنة فاحصة"
من جهته، قال المحلل السياسي العراقي نجم القصاب لـ"عربي21" إن "قوى الإطار التنسيقي ستتفق في النهاية على تقاسم المناصب التنفيذية، وبالتالي سيجري بعدها تشكيل الحكومة التي لن تتأخر كثيرا، ذلك لأنهم حصلوا على مقاعد كبيرة
في البرلمان بعد انسحاب الكتلة الصدرية".
وتساءل القصاب قائلا: "هل سيجري اختيار رئيس الوزراء بالتوافق أم
يجري تجاهل المرجعية الدينية وزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر؟ فإذا خرج المنصب
من البيت الشيعي وتوافقوا عليه، فإنها ستمضي تفاهمات تشكيل الحكومة بالسرعة
الممكنة".
وتوقع الخبير العراقي أن "يجري اختيار مرشح منصب رئيس الوزراء
داخل الإطار التنسيقي بآلية التصويت بعد تقدم أكثر من ثلاثة مرشحين، وهذا يعكس
أزمة حقيقية داخل هذه القوى وهي بالفعل موجودة حاليا".
وفي السياق، كشف المحلل السياسي العراقي القريب من التيار الصدري،
عصام حسين، أن "الاجتماع عقد اليوم الثلاثاء، في بيت العبادي مع عدم حضور
المالكي والعامري، وأن قوى الدولة والخزعلي (زعيم مليشيات العصائب) رفضوا ترشيح
الأخير، وطرحوا اسم حيدر العبادي".
وأضاف حسين أن "اختيار العبادي أدى إلى زعل فالح الفياض (رئيس
الحشد الشعبي) وحجي شبل (زعيم مليشيا كتائب الإمام علي) وخروجهم قبل انتهاء
الاجتماع، وبعد هذه الاعتراضات قرروا تشكيل لجنة فاحصة لاختيار رئيس
الوزراء".
وأوضح المحلل السياسي أن "الإطار شكل لجنة لفحص المرشحين وكأنهم
جاءوا من المريخ وتحول اجتماعهم إلى حفلة تعارف"، وأن "هذه اللجنة الفاحصة تعني أن
تسمية رئيس الوزراء أحيل إلى لجنة فاحصة أخرى، وتنتظر ترشيح الأكراد لمرشح رئيس
الجمهورية حتى يتم فحصه أيضا".
وتهكم حسين على خلافات الإطار بالقول: "إذا كان الخط الأول
للإطار إكسبايرد (منتهي الصلاحية) فأكيد أن الخط الثاني يحتاج إلى إضافة مواد حافظة
لضمان عدم تعفنه خلال فترة قصيرة. اضبطوا المواد الحافظة وشرط أصلية ومن منشأ
عراقي ولا يوجد فيها امتياز خارجي حتى لا تطلع ريحة مرشحكم بسرعة".
ونقل موقع "شفق نيوز" العراقي، الثلاثاء، عن قيادي في
الإطار التنسيقي (لم تكشف هويته) قوله إن اللجنة المشكلة لاختيار المرشحين لمنصب
رئيس مجلس الوزراء، تضم كلا من قيس الخزعلي وعمار الحكيم وهمام حمودي وممثل حزب
الفضيلة عبد السادة الفريجي".
وأوضح القيادي أن "اللجنة ستقدم تقريرها إلى قيادة الإطار يوم غد
الأربعاء"، مشيرا إلى أن "التقرير يحتوي على أسماء المرشحين وفق
المواصفات المتفق عليها في الاجتماعات السابقة".
وعن أسماء المرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة، كشف أن "اللجنة التي
شكلها الإطار اتفقت على اختيار 5 مرشحين، هم كل من: حيدر العبادي ومحمد شياع
السوداني وعبد الحسين عبطان وعلي الشكري وقاسم الأعرجي"، مرجحا أن "تتم
إضافة مرشحين آخرين خلال الساعات المقبلة".
وأشار القيادي في الإطار التنسيقي إلى أن "اللجنة عازمة على تقديم
تقريرها بشكل نهائي إلى قيادة الإطار"، مؤكدا أن آلية اختيار المرشح،
"ستكون عبر الاقتراع السري داخل الإطار، وأن نواب الأخير هم فقط من يشاركون
في ذلك الاقتراع".