تعرض
الأزهر خلال الأسبوع الماضي لحملة هجوم ضارية من
قبل بعض القوى
العلمانية، التي بدأ يكون لها صوت قوي في المنابر الإعلامية بحجة تطوير الخطاب الديني.
آخر تلك الحملات هاشتاج تم إطلاقه "#يسقط_حكم_الأزهر"
وشارك فيه خالد منتصر وسحر الجعارة وعادل نعمان وفاطمة ناعوت وغيرهم، عقب إصدار إحدى
الجهات التي تتبع الأزهر بعض النصائح حول الآداب التي يجب أن تتحلى بها المرأة المسلمة
خلال الاحتفال بعيد الأضحى، مما أدى إلى ردود فعل غاضبة من قبل القوى العلمانية.
وأدت بعض التعليقات إلى التهكم على ثوابت الإسلام
والنيل من مقام شيخ الأزهر، وإعادة السجال بشأن هوية الدولة في
مصر؛ مدنية أم دينية،
وغيرها.
كل ذلك وأنا متضامن مع الأزهر ضد ما يحدث؛ من النيل من
الأزهر وما يمثله كقوة ناعمة لمصر، لكن هناك سلبيات داخل مؤسسات الأزهر، ولن أردد
شبهات الدكتور صلاح فضل أو الشاعر عبد
المعطي حجازي والدكتور جابر عصفور حول الأزهر، لكن أتكلم وفق تجربة شخصية أذكرها
من باب المحب الذي يطمح إلى أن يلعب الأزهر دوره كعمق استراتيجي للمسلمين الجدد في
أوروبا وأمريكا وأمريكا اللاتينية..
الأزهر دوره شبه غائب خاصة في
أمريكا اللاتينية، وهناك
ثقافة بين الأزهريين بعدم قبول العمل مع غير الأزهري حتى لو كان يتفوق عليهم في
مجال معين خاص بالتواصل الحضاري والثقافي مع المسلمين الجدد في الغرب. من يمتلك
خبرات ميدانية حول واقع العمل الدعوي في أمريكا اللاتينية يلاحظ أن فكرة الاستعلاء
الإيماني أو الفكري لدى الأزاهرة تشكل بيئة طاردة لأي صاحب موهبة أو بصيرة لكن غير
أزهري.
هناك أناس مخلصون يريدون للأزهر أن ينطلق ويكون عمقا
استراتيجيا للمسلمين الجدد في أمريكا الجنوبية ويكون مرجعية لهم، لكن بيئة العمل في
الأزهر طاردة لتلك الفئات.
على العاملين في الأزهر تغيير تلك الثقافة؛ لأن الأزهر
لن ينهض إلا بسواعد وقدرات مصرية وليس مطلوبا أن تكون أزهرية.
والله من وراء القصد والسبيل..