صحافة دولية

MEE: مصر أبرمت اتفاقا سريا مع أوروبا.. الصمت مقابل السلاح

 لا يوجد اهتمام مباشر يحفز الاتحاد الأوروبي على التعاون مع مصر مثل عقود التسليح التي تصل قيمتها إلى عشرات المليارات- جيتي
لا يوجد اهتمام مباشر يحفز الاتحاد الأوروبي على التعاون مع مصر مثل عقود التسليح التي تصل قيمتها إلى عشرات المليارات- جيتي

كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن سلطات الانقلاب العسكري في مصر أبرمت اتفاقا سريا مع الاتحاد الأوروبي ينص على "الصمت مقابل السلاح".

 

وقال الموقع في تقرير صوتي ترجمته "عربي21"، إنه حصل على مذكرة داخلية من وزارة الخارجية المصرية، تظهر قلق الدبلوماسيين المصريين بسبب الانتقادات التي توجه إلى مصر داخل الأمم المتحدة، وبشكل أساسي من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

 

وأوصت المذكرة، التي حررها موظفون في وزارة الخارجية، ووقع عليها الوزير سامح شكري، بشراء الأسلحة من أوروبا مقابل الصمت عن الانتقادات قائلة: "لا يوجد اهتمام مباشر يحفز الاتحاد الأوروبي على التعاون مع مصر مثل عقود التسليح التي تصل قيمتها إلى عشرات المليارات".

 

وأشار الموقع إلى صفقات التسليح المليارية التي أبرمتها الحكومة المصرية منذ استيلاء رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي على الحكم، خاصة مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا.

 

اقرأ أيضا: أبرز 5 صفقات سلاح عقدتها مصر خلال عام 2021
 

 

وفيما يلي نص التقرير، كما ترجمته "عربي21":

 

منذ أن استولى على السلطة في 2013، سعت الدكتاتورية العسكرية في مصر إلى إبرام اتفاق فريد وغير رسمي مع الزعماء الأوروبيين، ينص على أنهم إذا وفروا لها الحماية من النقد الموجه إلى سجلها في حقوق الإنسان، فسوف تستمر في شراء الأسلحة منهم.


منذ 2011، بدأت الحكومة المصرية في زيادة مستورداتها من الأسلحة. كانت الولايات المتحدة تقليدياً هي المورد الأساسي لأسلحتها، التي وفرت على مدى عقود ما قيمته مليارات الدولارات من المساعدات للبلد ولجيشه. ولكن على مدى العقد الماضي، بدأ ذلك الوضع في التغير، حيث أخذت مصر تركز اهتمامها على جيرانها في أوروبا.


تسلط مذكرة داخلية من وزارة الخارجية المصرية، حصل عليها موقع ميدل إيست آي، الضوء على الأسباب التي أدت إلى ذلك، حيث يقول الدبلوماسيون فيها إنهم قلقون بسبب الانتقادات التي توجه إلى مصر داخل الأمم المتحدة، وبشكل أساسي من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الذين رأوا في تصريحاتهم حول انتهاكات حقوق الإنسان في مصر أداة للضغط عليها لإجبارها على تغيير سياستها. وتقول إنه لا يوجد اهتمام مباشر يحفز الاتحاد الأوروبي على التعاون مع مصر مثل عقود التسليح التي تصل قيمتها إلى عشرات المليارات ، والاتفاقيات على استضافة مئات الآلاف من اللاجئين الأجانب، والدور العسكري أو الأمني للتعامل مع أزمات محددة.


تحمل المذكرة تاريخ الثامن والعشرين من مايو 2017، وحررها موظفون تابعون لوزير الخارجية آنذاك سامح شكري، الذي أضاف ملاحظات بخط يده إلى الوثيقة، ثم وقع عليها. يمكن رؤية هذه المقاربة تنعكس على مستوردات مصر على مدى العقد الماضي. ولا أدل على ذلك من تعزيز الشراكة الأمنية بين مصر وفرنسا. وفي الحقيقة، تتجاوز فرنسا الآن الولايات المتحدة باعتبارها ثاني أكبر مورد للأسلحة إلى مصر بعد روسيا. ما بين 2010 و 2019 استوردت مصر ما تزيد قيمته على 7.5 مليار يورو من المعدات العسكرية من فرنسا، بما في ذلك صفقة أبرمت في عام 2015 لشراء 24 طائرة هجومية من طراز رافائيل. وفي ديسمبر 2020، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون أنه ما عاد يشترط ارتباط تصدير السلاح إلى مصر بقضية حقوق الإنسان؛ لأنه لم يرد إضعاف قدرتها على مواجهة التطرف في المنطقة.

 

اقرأ أيضا: ما دلالة صفقات السيسي العسكرية مع فرنسا؟.. "آثار وخيمة"

قال ماكرون حينها: "لن أجعل التعاون الاقتصادي والعسكري مشروطاً على تلك الخلافات بشأن حقوق الإنسان. بل الأكثر فاعلية هو وجود سياسة تتطلب الحوار بدلاً من المقاطعة، التي لا تؤدي إلا إلى خفض فعالية أحد شركائها في الحرب ضد الإرهاب وتقوض الاستقرار الإقليمي". تبع ذلك إبرام صفقة بقيمة 4 مليارات يورو في شهر مايو من عام 2021، حينما حصلت مصر على ثلاثين طائرة مقاتلة جديدة أخرى.
 
كما ارتفعت مبيعات الأسلحة الألمانية إلى مصر كذلك بنسبة 205 بالمئة منذ 2013، وذلك بحسب تحليل أعده معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط. قبل بضعة أيام من مغادرتها لمنصبها، وافقت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركيل على صفقة سلاح مع مصر بقيمة 5 مليار يورو، وهي تشكل معظم صادرات ألمانيا العسكرية في 2021.

 

اقرأ أيضا: مصر تستورد نصف صادرات ألمانيا من السلاح

في عام 2020، وقعت مصر صفقة بقيمة 10 مليار يورو مع إيطاليا اشتملت على شراء 6 سفن عسكرية و 24 طائرة تدريب من طراز M-346، و 24 طائرة مقاتلة من طراز تايفون، و20 قاربا حاملا للصواريخ من طراز Falaj II OPV، بالإضافة إلى ستلايات عسكري صناعي.


أما إسبانيا، فصدرت ما تزيد قيمته على 50 مليون يورو من الأسلحة إلى مصر منذ عام 2012، وتم إقرار 46 رخصة لتصدير الأسلحة بما قيمته 93 مليون يورو إضافية. ثم في فبراير من عام 2014، رفضت لجنة الدفاع في البرلمان الإسباني طلباً تقدم به الحزب الجمهوري اليساري في كاتلان لتعليق صفقات السلاح مع مصر؛ بسبب انتهاك الحكومة المصرية لحقوق الإنسان. رفض حزب الملتقى والاتحاد الطلب المقدم قائلاً إن العلاقات مع مصر يجب أن تبقى كما هي؛ لأن التغييرات في السياسة الخارجية لا ينبغي أن تجري هكذا بشكل مفاجئ ودون تفكير. وفي عام 2021، وقعت شركة الصناعات الإسبانية "إسكابانو" على اتفاقية تعاون يتم بموجبها تزويد مصر أنظمة للتحكم عن بعد، بحرية وبرية. 

 

اقرأ أيضا: مصر تشتري من إيطاليا سلاحا بـ1.3 مليار.. من سيدفع ثمنه؟

كما زودت بريطانيا مصر بتشكيلة من المعدات العسكرية، تقول جماعات حقوق الإنسان إنها تستخدم من قبل جيش البلاد لقمع وقهر المواطنين. تشتمل هذه المعدات على بنادق آلية، وطائرات عمودية عسكرية، وقطع غيار لعربات هجومية. تعتبر إدارة الصادرات الدفاعية والأمنية البريطانية مصر سوقاً مهماً، ولقد قام عدد من رؤساء الوزراء ووزراء التجارة البريطانيين بحضور أو استضافة عدد من اللقاءات على مستوى رفيع مع كبار المسؤولين المصريين خلال العقد الماضي. وما بين 2013 و2020، وقعت بريطانيا على 229 رخصة، وصدرت ما تزيد قيمته على 232 مليون يورو من المعدات العسكرية إلى مصر.


منذ عام 2013، يخضع سجل مصر في حقوق الإنسان لمتابعة حثيثة. فأثناء الاستيلاء العسكري على الحكم في البلاد في يوليو/ تموز وفي أغسطس/ آب 2013، قتل ما يزيد على ألف متظاهر على أيدي قوات الأمن، فيما وصف بأكبر مذبحة في تاريخ مصر الحديث. ولقد اعتقلت الحكومة في عهد الجنرال السابق والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي ما يزيد على 60 ألف سجين سياسي، بما في ذلك صحفيون ونشطاء وشخصيات سياسية. كثير من هؤلاء يتم اعتقالهم بلا محاكمة، ويظلون محتجزين إلى الأبد في ظروف تقول جماعات حقوق الإنسان إنها ترقى إلى التعذيب، في انتهاك سافر للنظام القانوني المصري ذاته. كما شهدت مصر ارتفاعاً غير مسبوق في الإعدامات، حتى غدت ثالث أكثر دولة تمارس الإعدام في العالم بعد الصين وإيران. ومنذ عام 2020، وصفت لجنة حماية الصحفيين مصر بأنها ثالث أسوأ ساجن للصحفيين في العالم.

 

اقرأ أيضا: منظمة تكشف عن صفقة أسلحة بريطانية لمصر

في شهر أغسطس/ آب 2013، علق مجلس العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي لوقت قصير رخص تصدير السلاح إلى مصر. حينها وصف المجلس إجراءات القمع التي مارستها قوات الأمن في ميدان رابعة بغير المتكافئة. في ذلك الوقت، وافقت دول الاتحاد الأوروبي، بما فيها بريطانيا آنذاك، على وقف مبيعات أي معدات قد تستخدم لغايات القمع الداخلي، ووعدت بإعادة تقييم شراكاتها الأمنية مع الحكومة في مصر. إلا أن اتفاق المجلس كانت تنقصه الإجراءات التنظيمية، ولذلك لم يكن ملزماً، وإنما مجرد تعهد سياسي من قبل الأعضاء. ونتيجة لذلك لم تلبث معظم تلك القيود أن رفعت بعد وقت قصير.


وفي فبراير/ شباط من عام 2022، وقع ما يقرب من 200 سياسي أوروبي على خطاب يطالب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بإنشاء آلية للرصد والتبليغ حول أزمة حقوق الإنسان في مصر. وحث الخطاب المجلس على اتخاذ إجراء حاسم قبل موعد انعقاد جلسته القادمة في مارس/ آذار. إلا أن الحكومات الأوروبية نفسها ظلت بشكل عام صامتة. وبينما تستمر مبيعات الأسلحة وتزداد أحجامها، تستمر هذه الحكومات في اعتبار أن مصلحتها تتطلب حماية قادة مصر العسكريين من أي نقد.

 

التعليقات (3)
الاسم قيس الوظيفه سيسي
السبت، 30-07-2022 01:12 م
السيسي غبي و لم يكن يحتاج لذلك و لا اوربا كانت ستموت جوعا من دون السيسي لان الغرب لا يريد ديمقراطية عند العرب بل يريدهم بقرة حلوب بالمعنى الحرفي للكلمة و ليتضح ذلك قارن موقف الغرب من حرب روسيا و أوكرانيا و جرائم السيسي و بشار و غيرهم من مجرمين العرب
الاكوان المتعددة
السبت، 30-07-2022 12:26 ص
المصانع الدول المصنعة للسلاح كيف ينتجون كل سنة اسلاحة ويقيمون هذة الدولة وتلك علئ انها الاولئ في بيع السلاح ان لم يكن البيع غيبي اي بيع عقود والسلاح لا يتم بيعة الا قليل جدا لا يوجد حروب فمثلا حرب اليمن ما تشترية السعودية قبل في بداية الحرب الذخائر فقط اما الصواريخ كم صاروخ مضاد اطلقتة السعودية اعتقد من ال 30 لل50 صاروخ مضاد فقط اي ان الدول المصنة تنتج سلاح لها لكن اي سلاح فهي لا تحتاج لسلاح تقليدي عندها كفاية منة والاثبات الدبابات السوفيتية في اوكرينيا مازالت تعمل والغالبية اصابة الصداء فسلاح للغرب الغير تقليدي السعودية لا تشتري سلاح الا للدفاع فقط ومحدود لانها تشتري الحماية من دول قوية بأسلاحتها وعتادها اي جميع الاسلحة التقليدية لا تصنع بكنيات كبيرة فقط للعرض اي ما يباع العقد فقط واغلبها لا يشحن للبلدان المشترية لانة لا يوجد سلاح بيع غيبي اي المصانع لا تعمل الا للسلاح الغير تقليدي محمود لن ينزل من الحكم لماذا لا تعلونون هذا هوا اعلنها بنفسة لن انزل الا اذا تم قتلة وهوا جبان لذالك اشتري الحماية والدعم لكن اعلنوها للعالم كما اعلنتم التطبيع هل محمود اشجع منكم علئ الغرب ان يعلنها محمود لن ينزل من الحكم لماذا يحتاج ان يموت ابوة هل من اجل ان لا يحصل علئ شئ بسهولة وما المغزئ لا اجد فائدة الا بحالة واحدة ان تجعلو ال سعو يقاومون وهذا افضل اختصار الطريق اعلنو ان محمود لن ينزل من الحكم حتي وان توفي ابوة وفتحو الطريق لال سعو للمواجهة وستعادة الحكم اما هوا او هم اختصار للوقت والهمة ولا تنسو اموال محمود ولوسي فنحن بموسم المليارات الفرنسي لن ينسا قتلة ان اتيحت لة الفرصة والغربي كما فعل بشعوبهم الغفلة والتحاذق علئ حساب الغافلين ليس جيد الغافل لا يستحق ان تفعلو بة كل هذا من اجل بقاء محمود ويستفيد ثلة صغيرة تحكم اوربا اختصرو واعلنوها واطلقو الثيران بشوارع علئ الطريقة الاسبانية المتدور فول فافول
نفاقلاندية
الجمعة، 29-07-2022 10:34 م
أوروبا إسم قديم من الأفضل أن نسميها " نفاقلاندية" صدعوا رؤسانا بمنظمات حقوق الإنسان و حرية الإنسان و هم أرذل خلق على وجه الأرض