هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للصحفيين إريك شميت وهيلين كوبر، قالا فيه إن مقتل أيمن الظواهري، سيعيد التركيز على تنظيم القاعدة الذي كان يتزعمه، و"خطره العالمي".
واعتبرا بحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أنه "ليس هناك أي جماعة إرهابية، ولا حتى تنظيم الدولة، يتمتع بسمعة سيئة واسم معروف مثل القاعدة".
وقالا إن مقتل زعيم الجماعة أيمن الظواهري على يد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في غارة لطائرة مسيرة في وقت مبكر من الأحد الماضي، يشكل نقطة انعطاف محورية للمنظمة العالمية.
وكان ثمانية من كبار قادتها قد قُتلوا في السنوات الثلاث الماضية، ومن غير الواضح من سيخلف الظواهري.
ومع ذلك، فإن القاعدة موجودة في عدد أكبر من البلدان، ولديها مقاتلون أكثر مما كانت عليه في 11 أيلول/ سبتمبر 2001، عندما هاجمت الولايات المتحدة، بحسب تقرير الصحيفة.
اقرأ أيضا: واشنطن تحذر الأمريكيين من هجمات انتقامية لأنصار القاعدة
وقالت إن "بعض امتيازات القاعدة التي نشأت منذ ذلك الحين، لا سيما في الصومال ومنطقة الساحل في غرب أفريقيا، آخذة في الصعود، حيث استولت على مساحات من الأراضي من الحكومات الضعيفة، وتنفق ملايين الدولارات على أسلحة جديدة، على الرغم من الجهود المبذولة على مدى عقد لإضعافها، واحتوائها".
واعتبرا أنه لا يشكل أي من هؤلاء المنتسبين النوع ذاته من التهديد لأمريكا، مثلما فعلته القاعدة في 11 أيلول/ سبتمبر، لكنها قاتلة ومرنة، وفق تعبيرهما.
وقتل فرع القاعدة في شرق أفريقيا ثلاثة أمريكيين في قاعدة أمريكية في كينيا في عام 2020. وقتل ضابط سعودي يتدرب في فلوريدا ثلاثة بحارة وأصاب ثمانية أشخاص آخرين في عام 2019. وتصرف الضابط من تلقاء نفسه، لكنه كان على اتصال بفرع القاعدة في اليمن، حيث أنهى خطط هجومه، بحسب الصحيفة.
وكما يوحي وجود الظواهري في كابول، فإن "القاعدة وقادتها يشعرون بالثقة في التحرك في جميع أنحاء أفغانستان، الآن بعد عودة طالبان للسيطرة على البلاد"، كما قال مسؤولو مكافحة الإرهاب.
ومقتل الظواهري يعيد التركيز مرة أخرى إلى القاعدة، التي طغى عليها تنظيم الدولة المنافس، بعد مقتل أسامة بن لادن في عام 2011.
ونقل تقرير الصحيفة عن العديد من محللي الإرهاب، أن سيف العدل من المرجح أن يخلف الظواهري، وهو قيادي بارز في القاعدة، وزعيم مطلوب من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في شرق أفريقيا عام 1998. ويعتقد أنه يعيش في إيران.
وخلص تقرير للأمم المتحدة في تموز/ يوليو، إلى أن "السياق الدولي مواتٍ للقاعدة، التي تنوي أن تكون مرة أخرى قائدة للجهاد العالمي.. وتم تطوير دعاية القاعدة بشكل أفضل الآن للتنافس مع تنظيم الدولة باعتبارها الفاعل الرئيسي في إلهام بيئة التهديد الدولي، وقد تصبح في النهاية مصدرا أكبر للتهديد الموجه".
وحذر تقرير آخر للأمم المتحدة من أن القاعدة وجدت "حرية عمل متزايدة" في أفغانستان منذ وصول طالبان إلى السلطة.
وأشار التقرير إلى أن عددا من قادة القاعدة ربما كانوا يعيشون في كابول، وأن الزيادة في التصريحات العامة ومقاطع الفيديو للظواهري تشير إلى أنه كان قادرا على القيادة بشكل أكثر فاعلية وانفتاحا بعد سيطرة طالبان.
لكن المعلومات الاستخباراتية التي شاركتها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في تقرير تموز/ يوليو، أشارت إلى أن "القاعدة" لا يشكل التهديد المباشر ذاته مثل تنظيم الدولة في أفغانستان.
وخلص تقرير الأمم المتحدة إلى أن "تنظيم القاعدة لا يُنظر إليه على أنه يشكل تهديدا دوليا فوريا من ملاذه الآمن في أفغانستان، لأنه يفتقر إلى القدرة العملياتية الخارجية، ولا يرغب حاليا في التسبب في صعوبة أو إحراج طالبان على المستوى الدولي".
وخارج أفغانستان، تمتعت فروع "القاعدة" النائية بالاستقلال المحلي مع الالتزام باستراتيجية الظواهري الشاملة. نتيجة لذلك، فإن من المرجح أن يكون لوفاته تأثير ضئيل على العمليات اليومية، كما قال متخصصون في مكافحة الإرهاب.
وقالت ريتا كاتز، المؤسس المشارك لمجموعة "سايت إنتليجنس"، التي تتعقب الجماعات الجهادية على الإنترنت: "اليوم، يعتبر تنظيم القاعدة المركزي إلى حد كبير سلطة روحية للإرشاد -ولكن ليس للإشراف المباشر. لقد أثبتت الحركة الجهادية العالمية قدرتها على الصمود".
الصومال
وقال مسؤولون عسكريون ومسؤولون عن مكافحة الإرهاب، إن أكثر الجماعات التابعة للقاعدة ثراء وفتكا اليوم هي حركة الشباب، وهي فرع في الصومال وبقية شرق أفريقيا.
ووفقا لأحدث تقرير للأمم المتحدة، فإن حركة الشباب تمتلك حاليا 7000 إلى 12000 مقاتل، وتنفق ما يقرب من 24 مليون دولار سنويا -ربع ميزانيتها- على الأسلحة والمتفجرات، وبشكل متزايد على الطائرات المسيرة.
وقال الجنرال ستيفن تاونسند، قائد القيادة الأفريقية في البنتاغون، لمجلس الشيوخ في آذار/ مارس: "في تقديري، وبسبب نقص الحكم الفعال والضغط المضاد للإرهاب فإن حركة الشباب نمت لتصبح أقوى وأجرأ على مدى العام الماضي".
اقرأ أيضا: اغتيال الظواهري.. "حرب على الإرهاب" أم "دعاية انتخابية"؟
وقال الجنرال تاونسند، إن ما يقرب من 500 مقاتل من حركة الشباب عبروا الحدود إلى شرق إثيوبيا الشهر الماضي، واشتبكوا مع القوات الإثيوبية على طول الحدود، في أحدث بادرة على الاضطراب.
وفي أيار/ مايو، وقع بايدن أمرا يأذن للبنتاغون بإعادة نشر مئات من قوات العمليات الخاصة داخل الصومال - ما عكس إلى حد كبير قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب جميع القوات البرية البالغ عددها 700 التي كانت تتمركز هناك.
بالإضافة إلى ذلك، وافق بايدن على طلب البنتاغون الحصول على سلطة دائمة لاستهداف حوالي عشرة من قادة حركة الشباب المشتبه بهم.
ومنذ أن تولى بايدن منصبه، فقد اقتصرت الضربات الجوية في الصومال إلى حد كبير على تلك التي تهدف إلى الدفاع عن القوات الشريكة التي تواجه تهديدا مباشرا.
وأحيت قرارات بايدن عملية مكافحة الإرهاب الأمريكية المفتوحة والتي ترقى إلى حرب منخفضة الدرجة استمرت خلال ثلاث إدارات أمريكية.
وقال مسؤولون عسكريون إن العدد الإجمالي للقوات الأمريكية التي لها "وجود مستمر" في الصومال سيتم تحديده بحوالي 450 جنديا. وسيحل هذا محل النظام الذي تدرب فيه القوات الأمريكية وتقدم المشورة للقوات الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي خلال زيارات قصيرة.
وتتمثل استراتيجية إدارة بايدن في الصومال في محاولة تقليل التهديد من حركة الشباب من خلال قمع قدرتها على التآمر وتنفيذ عمليات معقدة، مثل الهجوم على قاعدة جوية أمريكية في ماندا باي- كينيا، في كانون الثاني/ يناير 2020 والذي أسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين.
غرب أفريقيا
في الساحل، المنطقة القاحلة الشاسعة جنوب الصحراء، يقاتل جهاديون من كل من القاعدة والدولة الإسلامية الحكومات المحلية في بلدان مثل مالي وبوركينا فاسو منذ سنوات.
وعلى الرغم من وصول القوات الفرنسية وقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، فقد انتشر المسلحون في أنحاء مالي ثم إلى الدول المجاورة. في بوركينا فاسو إلى الجنوب، نزح ما يقرب من مليوني شخص بسبب النزاع.
وعانت دول على خليج غينيا، مثل بنين وساحل العاج، من هجمات متفرقة مع اندلاع أعمال العنف جنوبا.
وقال تقرير الأمم المتحدة الصادر في تموز/ يوليو إن الجماعة التابعة للقاعدة والمعروفة باسم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تدرب المجندين في بوركينا فاسو قبل إعادة نشرهم "في بلدانهم الأصلية".
سوريا
وتركز أخطر مخاوف الإرهاب في سوريا على الآلاف من مقاتلي تنظيم الدولة في شمال شرق البلاد.
وأعرب مسؤولو مكافحة الإرهاب الأمريكيون عن قلقهم في السنوات الأخيرة بشأن فرع تنظيم القاعدة في سوريا، حراس الدين، الذي يقولون إنه يخطط لشن هجمات ضد الغرب من خلال استغلال الوضع الأمني الفوضوي في شمال غرب البلاد، والحماية التي توفرها عن غير قصد الدفاعات الجوية الروسية التي توفر حماية لقوات النظام السوري.
لكن الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة، مثل تلك التي حدثت في حزيران/ يونيو في محافظة إدلب والتي قال الجيش إنها قتلت أبا حمزة اليمني، أحد كبار قادة الجماعة، خففت بعض المخاوف.
اليمن
لأكثر من عقد من الزمان، كان فرع "القاعدة" في اليمن أحد أخطر المنظمات على هذا الكوكب، على حد وصف الصحيفة.
وأمضت المجموعة سنوات في ابتكار متفجرات يصعب اكتشافها، بما في ذلك محاولة إخفاء القنابل في أجهزة مثل الهواتف المحمولة. وحاولت ثلاث مرات على الأقل تفجير طائرات ركاب أمريكية، ولكن دون جدوى.
لكن خبراء مكافحة الإرهاب الأمريكيين والأوروبيين يقولون إن العديد من قادة الجماعة قتلوا في السنوات الأخيرة، ما أضر بقدرتها على تنظيم أو تنفيذ عمليات ضد الغرب.
وأدت الاشتباكات مع مقاتلي تنظيم الدولة والحوثيين المنافسين في اليمن إلى إضعاف الجماعة، واسمها الكامل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وعلى الرغم من تقليص حجم المجموعة، فإن مسؤولي المخابرات ومكافحة الإرهاب يحذرون من أن التنظيم لا يزال خطيرا.