بات مسؤولون
إيرانيون يتحدثون بصورة أكثر عن
تخصيب اليورانيوم، بمستويات قريبة من صناعة السلاح النووي.
وتقول وكالة أسوشيتد برس إن هذه التصريحات المثيرة قد تكون محاولة منهم
للحصول على مزيد من التنازلات خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة، دون التخطيط
فعلا للسعي وراء القنبلة.
ونقلت عن محللين أن إيران قريبة من أن تصل إلى نقطة مثلما فعلت كوريا
الشمالية قبل حوالي 20 عاما، حيث قررت أن الحصول على السلاح النووي يفوق أي عقوبات
دولية أخرى.
وأضافت الوكالة أن هذا كله يمكن أن يوضع على المحك، الخميس، حيث تعقد قمة
مبكرة بين إيران والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في فيينا، فيما يبدو أنها
محاولة أخيرة لإحياء الاتفاق النووي.
وكان مستشار المرشد الأعلى الإيراني، كمال خرازي، قال في وقت سابق من الشهر الماضي إن إيران تمكنت في غضون أيام قليلة من تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة، ويمكنها بسهولة إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 90 في المئة، وهي العتبة اللازمة لصنع
القنبلة النووية.
بعدها كتب عطاء الله مهاجراني، وزير الثقافة في عهد الرئيس الإصلاحي محمد
خاتمي، مقالا في صحيفة اعتماد الإيرانية اليومية، قال فيه إن إعلان خرازي المتعلق
بصنع سلاح نووي قدّم "درسا أخلاقيا" لإسرائيل والرئيس الأمريكي جو
بايدن.
بدوره، أدلى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، بتعليق حول
الجانب العسكري المحتمل لبرنامج إيران النووي، قال فيه: "كما ذكر خرازي، فإن
إيران تمتلك القدرة التقنية على صنع قنبلة ذرية، لكن لا توجد مثل هذه الخطة على
جدول الأعمال". وفي وقت لاحق، قالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن تصريحات
إسلامي تلك أسيء فهمها.
ووفقا لآخر الأرقام الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تمتلك إيران
مخزونا من اليورانيوم المخصب يصل لنحو 3800 كيلوغرام.
وما يثير القلق، وفقا للخبراء، هو أن إيران تقوم الآن بتخصيب اليورانيوم
بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وهو مستوى لم تصل إليه من قبل، وبالتالي لم يعد يفصلها
عن عتبة الـ90 في المئة سوى خطوة فنية صغيرة.
ويحذر هؤلاء الخبراء من أن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة
60 في المئة، لإعادة معالجته، وتحويله إلى وقود لصنع قنبلة نووية واحدة على الأقل.
وأشار دبلوماسيون إيرانيون لسنوات إلى أن الفتوى التي أصدرها المرشد الأعلى
علي خامنئي عام 2003، ملزمة، وحرم بموجبها إنتاج الأسلحة النووية.
لكن مع ذلك تقول الوكالة إن مثل هذه الفتاوى ربما تتغير في وقت لاحق،
مستشهدة بفتاوى أصدرها المرشد الإيراني السابق روح الله خميني بعد توليه السلطة، وكانت تختلف تماما عن تلك التي أصدرها قبل ذلك.