هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رفعت عائلة فتاة أمريكية دعوى ضد الشرطة، بعد
مقتلها على يد خطيبها، العام الماضي، بتهمة الفشل في حمايتها من العنف الذي تعرضت
له، مطالبة بتعويض يبلغ 50 مليون دولار.
وتتهم الأسرة إدارة شرطة مدينة مواب بالفشل في
حماية غابي بيتيتو من لاندري، من خلال عدم تدريب الضباط على التعامل بشكل مناسب مع
حوادث العنف المنزلي.
وعثر على جثة بيتيتو (22 عاما)، التي كانت تملك
صفحة نشطة يتابعها الكثيرون عبر إنستغرام، في 19 أيلول/ سبتمبر من العام الماضي،
بالقرب من متنزه غراند تيتون الوطني في ولاية وايومنغ، بعدما أثار اختفاؤها ضجة
واسعة تجاوزت الولايات المتحدة، وأظهر تشريح الجثة أن الشابة قضت خنقا.
وحظيت قضية اختفاء بيتيتو، ثم عملية البحث عن
خطيبها براين لاندري، بتغطية إعلامية مكثفة ورافقها سيل من المنشورات والتعليقات
عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بشأن هذه الجريمة الغامضة، وتضمنت فرضيات عدة في شأن
مقتل الشابة وإمكان ضلوع خطيبها فيه.
وكان لاندري وبيتيتو غادرا نيويورك، في تموز/ يوليو
من العام الماضي، في شاحنة أعدت خصيصا لرحلة استكشافية كان من المفترض أن تستمر
أربعة أشهر.
وواظبا خلال رحلتهما على نشر صور ومقاطع على
"إنستغرام" و"يوتيوب" عن مختلف محطات رحلتهما تظهر المناظر
الخلابة للمتنزهات الوطنية في الغرب الأمريكي، قبل أن تتوقف هذه المنشورات.
وركز تحقيق الشرطة سريعا على لاندري، الذي
اختصر رحلته وعاد بمفرده في الأول من أيلول/ سبتمبر، ورفض الرد على أسئلة المحققين
قبل أن يختفي.
وبعد العثور على جثة بيتيتو بأيام، عثرت الشرطة
في تشرين أول/ أكتوبر الماضي على الرفات البشري له في محمية طبيعية في فلوريدا،
وتبين أنه مات منتحرا، وفي كانون ثاني/ يناير الماضي، كشفت السلطات عن رسالة كتبها،
يقول فيها إنه هو من قتلها.
اقرأ أيضا: بايدن يدين جرائم قتل 4 مسلمين بأمريكا.. "هجمات حاقدة"
وبالتزامن مع الذكرى الأولى لوفاة الشابة، ذكرت
شبكة "أن بي سي" أن الأسرة رفعت الدعوى ضد إدارة شرطة مدينة مواب،
ورئيسها آنذاك، بريت إيدج، والمساعد السابق برايدون بالمر، وضابطين.
وتتركز الدعوى حول واقعة توقيف الشرطة لهما في
12 آب/ أغسطس 2021، أي قبل فترة وجيزة من مقتلها، وهي واقعة تم تسجيلها بكاميرات
الشرطة وقد أثارت جدلا واسعا على الإنترنت.
ويظهر التسجيل الفتاة وقد بدت في حالة نفسية
غير مستقرة. وطبقا لتقرير الشرطة، قالت بيتيتو للضباط إنها صفعته وضربته أولا وإنه
أمسك بوجهها، لكنهما في النهاية رفضا توجيه اتهامات.
ووجد محققون مستقلون أن الضباط ارتكبوا أخطاء
عدة في التعامل مع الواقعة، منها عدم وصفهم ما حدث بينهما على أنه "عنف
منزلي"، ولم يقدموا تفاصيل بشأن جروح تعرضت لها ولم يسألوا خطيبها عنها.
ويقول محامو أسرة بيتيتو إنه لو كان أفراد
الشرطة قد تلقوا التدريب المناسب، لكانوا أدركوا أنها كانت ضحية عنف ووفروا لها
الحماية "الفورية".
وتشير الدعوى إلى شاهد أقر بأنه شاهد خطيبها
يصفعها على وجهها.
وقال محامو عائلة بيتيتو إن لديهم صورة تظهر
وجه الشابة عن قرب، وبه آثار دماء على خدها وعينها اليسرى، وتبين الصورة أنه
"قد تم الإمساك بوجهها عبر أنفها وفمها، ما قد يعيق مجرى الهواء
لديها".
وأخبر خطيبها ضابطا، خلال عملية التوقيف، أنه
دفع غابي بعيدا عنها لتجنب التعرض للصفع، وأنه أخذ هاتفها لأنه ليس لديه هاتف. لكن
تقرير الشرطة ذكر أنه أخرج هاتفه من جيبه في وقت لاحق أثناء الاستجواب، وفق الدعوى
المرفوعة.
ولم يستجوب الضباط الشاب بشأن التناقضات في
روايته للأحداث، وفي النهاية قرروا أن غابي كانت المعتدية، وأن خطيبها هو من كان
"ضحية محتملة للعنف المنزلي".