"ذا صن": ماذا يأكل لاعبو دوري كرة القدم الأول عالميا؟

ليس هناك شك في أن المتطلبات البدنية مرهقة للاعبي دوري الدرجة الأولى ولكن ما قد يفاجئك هو أنه يمكنك أيضًا أن تحذو حذوهم عندما يتعلق الأمر بالأكل الصحي.

ونشرت صحيفة "ذا صن" البريطانية تقريرًا، ترجمته "عربي21"، تحدثت فيه مع ليام هولمز، أخصائي التغذية والأداء، والذي عمل في رياضة النخبة لمدة 12 عامًا، وساعد لاعبي كرة القدم في توتنهام هوتسبر وفولهام ومنتخب جمهورية أيرلندا، ويعمل حاليا مع فريق سيلتيك، والذي يرى أن تحقيق مستويات اللياقة البدنية والحصول على الشكل الذي يتمتع به لاعبو كرة القدم المحترفون، يتطلب شيئًا واحدًا: تناول الأطعمة الصحيحة باستمرار، كما يشرح ما يأكله لاعب كرة قدم محترف ويكشف عن نصائح غذائية ينبغي التركيز عليها.

الليلة السابقة

ذكرت الصحيفة أن ليام يعتقد أن تحميل الكربوهيدرات - وهو نظام غذائي للرياضيين يسمح بأكل كميات كبيرة من الكربوهيدرات قبل المباريات أو الأحداث الرياضية - ليس خرافة؛ بل إنه أمر لا يزال اللاعبون يستطيعون القيام به؛ حيث إن الأمر أصبح أكثر قابلية للتحكم مما كان عليه، حيث يقول ليام: "أنا أشجّع اللاعبين الذين أعمل معهم لجعل هذه الوجبة متكررة في كل مرة؛ فأنت لا تريد التجارب في الليلة السابقة للمباراة".

وأشارت الصحيفة إلى أن الوجبة سوف تحتوي على حصة كبيرة من الكربوهيدرات مثل الأرز والبطاطس والحبوب أو الخبز، مصحوبة بجزء من البروتين والخضروات الخالية من الدهون؛ حيث تساعد هذه الوجبة المتوازنة على زيادة مخزون الطاقة الجاهزة للمباراة مع توفير المغذيات الدقيقة للتعافي.

يوم المباراة

وأفادت الصحيفة - نقلًا عن ليام - بأن التركيز الرئيسي ليوم المباراة هو "زيادة الرصيد"؛ حيث يقول: "يُنصح اللاعبون بعدم إثقال أجسادهم من خلال محاولة تناول الكثير من السعرات الحرارية قبل المباراة، فلا نريد أن يستمر اللاعبون في هضم وجبتهم في فترة الإحماء مضيفًا أنه يتم تشجيع اللاعبين على تناول الكربوهيدرات منخفضة الألياف مثل الأرز والمعكرونة والخبز مع الخضار سهلة الهضم مثل البازلاء والذرة والجزر حتى يشعروا بالراحة والاستعداد لبدء الإحماء".

بعد المباراة

وأوضحت الصحيفة السبب الوجيه الذي بينه ليام لعدم حصول "لاعب المباراة" على الشمبانيا إطلاقًا؛ حيث قال: "الكحول ليست فكرة جيدة بعد المباراة مباشرة"، وأفاد بأنه من المهم أن يتبع اللاعبون القواعد الثلاث بعد المباراة؛ وهي الترطيب وإعادة الإصلاح والتجديد؛ حيث سيأخذ اللاعبون شكلاً من أشكال إعادة التعافي، والذي يتضمن البروتين والإلكتروليتات والكربوهيدرات لبدء العملية، مشيرًا إلى أن الكثير من مخفوقات البروتين الآن تتضمن كل هذه العناصر كمعيار بحيث يمكنك بسهولة الحصول عليها بنفسك.

ولفتت الصحيفة إلى أن ليام ينصح اللاعبين بتناول وجبة بعد 60 إلى 90 دقيقة من المباراة مع البروتين والكربوهيدرات والخضروات، موضحًا أنه عادة ما تنعدم الشهية بعد المباراة، لذا فإن استخدام وجبات بكميات بسيطة يمكن أن يساعد في جعل اللاعبين يأكلون.

اليوم التالي

وذكرت الصحيفة أن ليام يرى أنه من أجل تخفيف آلام العضلات وتعزيز مستويات الطاقة؛ يبدأ اللاعبون يومهم التالي بالبيض والزبادي اليوناني والمكسرات والتوت والعصائر والفاصوليا؛ مضيفًا: "السلمون ولحم البقر وفخذ الدجاج والبطاطس والحبوب والكثير من الفاكهة والخضروات مدرجة في القائمة".

وأوردت الصحيفة ما نصح به ليام من أنه "من المهم في هذه الأيام التأكد من تناسق تناول البروتين على مدار اليوم، للمساعدة في إصلاح العضلات؛ لذلك سيتناول اللاعبون وجبة خفيفة مرة أو مرتين في فترة ما بعد الظهر قبل العشاء ثم قبل النوم"، موضحًا أنه "عادة ما تكون الوجبة الخفيفة قبل النوم عبارة عن زبادي يوناني وفاكهة أو جبن قريش وكعك الشوفان لتوفير إفراز البروتين ببطء حتى صباح اليوم التالي والمساعدة في التعافي بشكل أكبر".

ماذا يتجنبون؟

 
وبينت الصحيفة أن الأمر قد يكون مفاجأة ولكن لا يوجد شيء محظور حقًا على لاعبي كرة القدم المحترفين؛ حيث يقول ليام: "عادةً ما يتم تجنب الكحول قدر الإمكان، وإذا تناول اللاعبون مشروبًا، فعادة ما ينتظرون حتى نهاية الموسم"، كما يُنصح بتجنب الأطعمة المقلية، والأطعمة الدهنية جدًا مثل رقائق البطاطس والحلويات والأطعمة المصنعة مثل البسكويت ورقائق البطاطس والكعك.

ويضيف ليام: "إنهم يتجنبون الأطعمة المعلبة والجاهزة لأنها تحتوي على القليل من الصفات الغذائية أو لا تحتوي على أي صفات غذائية ويمكن أن تسهم في الالتهاب؛ وهو أمر يجب تجنبه قدر الإمكان للاعبي كرة القدم".

يفضل الوجبات الخفيفة

وقالت الصحيفة إن أفضل اللاعبين هم في النهاية بشر؛ ومثل بقية البشر يحتاجون لتناول وجبة خفيفة؛ حيث يقول ليام: "محاولة التسلل إلى الأطعمة المضادة للالتهابات أمر نحاول تشجيع اللاعبين على القيام به عندما يتناولون وجبات خفيفة"، مشيرًا إلى "الفواكه ذات الألوان الداكنة مثل التوت والخضروات والأسماك الزيتية مثل السلمون، والطماطم والفلفل والتوابل؛ حيث يمكن أن تساعد جميعها في التعافي".

طعام العطلة

 
وذكر ليام - في حديثه مع الصحيفة - أنه "في هذه الأيام، أصبح اللاعبون أكثر وعيًا بتأثيرات الكحول والطعام ذي الجودة الرديئة؛ حتى أثناء العطلة، وهو ما يجعلهم حريصين على التأكد من أنهم يأكلون نظامًا غذائيًا متوازنًا، لكنهم قد يأخذون القليل من البسكويت ورقائق البطاطس"، وأضاف: "نظرًا لمتطلبات النخبة في كرة القدم الآن، فهناك وقت أقل للراحة، لذلك لا يزال اللاعبون بحاجة إلى تناول الطعام بشكل جيد لدعم التعافي".

ماذا عن القهوة؟

وبينت الصحيفة أن هناك أخبارا سارة لمحبي القهوة؛ فإذا كنت تريد محاكاة أفضل انطلاقة، فلا داعي للتخلي عن فنجانك الصباحي؛ حيث يقول ليام: "الكافيين هو أحد أكثر مواد تحسين الأداء التي تم البحث عنها والمتاحة للاعبين لاستخدامها"، مضيفًا بأنه يمكن أن يساعد في التحمل، والأداء السريع واتخاذ القرار، لذلك يشرب معظم اللاعبين القهوة ولكن يشربونها على وجه التحديد فترة التدريبات، وأضاف: "يعطي لاعبو كرة القدم أيضًا الأولوية لنومهم لذا فهم قلقون من شرب القهوة بعد الساعة الثانية مساءً لأنه يمكن أن يعيق قدراتهم على النوم".

وقطعة من الكعك؟

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه قد تتفاجأ عندما تسمع أن الكعك جزءٌ ضروري للغاية في النظام الغذائي للاعب؛ حيث أوضح ليام أن الحلويات عالية السكر لها وقتها، فلا ينصح بتناول الكعك قبل المباراة مباشرة، مضيفًا أن مثل الكعك والحلويات تحوي طاقة عالية، لذلك يمكن أن تساعد بالفعل على تجديد مخازن الطاقة خلال الفترات الصعبة من المباريات لأنها عادة ما تكون غنية بالكربوهيدرات، وتابع قائلًا: "لذلك لم يعد الأمر مستبعدًا تمامًا بالنسبة للاعبين أن يستمتعوا بكعكة أو بسكويت أو حتى كعكة الجبن؛ لأنها تحتوي أيضًا على نسبة عالية من البروتين - بين الشوطين".