هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في مثل هذه الأيام قبل عامين، جرت المكالمة الهاتفية التاريخية بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو والرئيس الإماراتي الحالي محمد بن زايد، التي مهدت الطريق لاتفاقات التطبيع بين الاحتلال والإمارات العربية المتحدة.
ومنذ توقيع الاتفاقيات، شهدت علاقات أبو ظبي وتل أبيب موجة "تسونامي" من الاستثمار التجاري والاقتصادي. ورغم وجود حالة من التردد قادمة من أبو ظبي، لكن في إسرائيل ظلوا متفائلين، مع أن المعطيات الإحصائية تكشف عن تغير في الميزان التجاري.
آريئيل كهانا الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم"، زعم أن "علاقات تل أبيب وأبو ظبي اليوم تبدو مثل زوجين، اكتشفا بعد عامين الفجوة بين الرومانسية والحياة الزوجية.
اقرأ أيضا: تعليق الطيران بين الإمارات والاحتلال بعد تعذر حل أزمة أمنية
وقال: "صحيح أن الأطراف اليوم راضية جدا عن العلاقة المتبادلة، لكن بعد عامين أصبح الهبوط على الأرض حقيقة معقدة، بعد أن كان الحلم الأولي هو تدفق التعاون في مجالات التكنولوجيا الفائقة، والأمن، والطاقة الخضراء، والإنترنت، والفضاء، ومجموعة كبيرة ومتنوعة أخرى، حيث يحتل الجانبان مكانة رائدة على مستوى العالم".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "الإسرائيليين تخيلوا أن استثمارات ستطير من أبو ظبي إلى تل أبيب، مع توقع ظهور ابتكارات تكنولوجية مثيرة في دبي، مع أنه من الناحية العملية هناك تقدم جيد جدا، لكنه أكثر تعقيدا وأبطأ، فالتجارة بينهما تقفز كل شهر، لكن معظم الأموال بنسبة 60٪ تتدفق من هنا تل أبيب إلى هناك أبو ظبي، وليس العكس. الأرقام جيدة، لكنها بعيدة جدا عن المليارات المتوقعة في إسرائيل في البداية".
وأكد أن "الأرقام تكشف أن مليار دولار فقط تم تمريرها بينهما، والغالبية العظمى منها في تجارة الماس، التي لا يتم إنتاجها، بل تتم معالجتها فقط في إسرائيل.
ورغم توقيع اتفاقية التجارة الحرة بينهما قبل بضعة أشهر، لكن ما زالت نتائجها مجهولة، ربما لأن لدى الإمارات بعض القواعد الأساسية لممارسة الأعمال التجارية لا تناسب الإسرائيليين دائما، التي لا تجعلهم أحرارا في التصرف كما يحلو لهم؛ لأنهم ملزمون بالاعتماد على إيجاد شريك إماراتي.
وقال: "صحيح أنه تم تسجيل أكثر من 100 مشروع مشترك بين الإسرائيليين والإماراتيين بالفعل، وهو رقم جيد، لكن من لا يجدون شريكا إماراتيا محليا لا يمكنهم العمل".
اقرأ أيضا: مخاوف إسرائيلية من التقارب الإماراتي الإيراني
ولا يخفي الإسرائيليون استياءهم مما يعتبرونه تراجعا إماراتيا عن الوعود التي انهالت عليهم فور توقيع اتفاقيات التطبيع، بأن الأموال الإماراتية ستغرقهم، لكنهم بعد مرور عامين من التطبيع لم يفتحوا محافظهم بعد أمام الإسرائيليين، إلا بشرط أن يكون هناك ربح واضح، أو تكون الشركة أو المصنع أو الشركة الناشئة ستوجد في مجالهم.
ومن ثم، فمن توقع من الإسرائيليين أن تحلق مئات الملايين من الدراهم فوق مشهد التكنولوجيا الفائقة، عاد بخيبة أمل.
وأكثر من ذلك، فإن حجم الأموال التي يستثمر فيها الإسرائيليون لدى الإماراتيين يعتبرونها مبالغ صغيرة، ويصفونها بأنها "جيب فارغ"؛ لأنها لن تجلب لهم أي أرباح، مع ظهور معارضة لافتة من جانب بعض الإمارات للتطبيع مع إسرائيل، تتركز في عجمان والفجيرة.
ويصعب على الإسرائيليين العمل فيهما، ما يعني أن الحماس الإسرائيلي في بداية توقيع اتفاقيات التطبيع، والتطلع نحو الطائرات المتجهة إلى الإمارات مليئة برجال الأعمال الإسرائيليين، ما زالت خطوة بعيدة المدى، كما يقول أوهاد كوهين رئيس إدارة التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد الإسرائيلية.