هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة الإندبندنت تقريرا عن الطبقية المتوارثة من عصر الاستعمار البريطاني في الهند، الذي استمر 200 عام هناك.
وفي التقرير لشويتا شارما، فإن المستعمرين البريطانيين استخدموا نظام الطبقية، وقاموا بتضخيمه وتقنينه؛ "لتقسيم رعايا الإمبراطورية وترسيخ حكمهم"، وتشكلت أفواج الجيش من وحدات من فئات محددة كالسيخ والغوركا، على سبيل المثال.
وبحسب ما أوردت "بي بي سي": "تضيف الكاتبة أن هذا النظام استمر حتى بعد حصول الهند على استقلالها في عام 1947، لأنه "بينما كان من المقرر تشكيل أفواج جديدة دون اعتبارات طبقية، فقد كان من الخطير جداً تطبيق إصلاحات من هذا النوع، بينما تواجه الدولة المشكلة حديثاً تهديدات متعددة من جيرانها المعادين".
ويتابع التقرير بأنه بعد 75 عاماً من الاستقلال، أعلنت حكومة ناريندرا مودي التي يقودها حزب بهاراتيا جاناتا عن أكبر إصلاح عسكري في تاريخ البلاد، بما في ذلك التعهد بتحويل ثاني أكبر جيش في العالم إلى تجنيد "عموم الهند وجميع الطبقات الاجتماعية" في جميع الأفواج خلال فترة زمنية محددة.
اقرأ أيضا: وفاة ملياردير سوق الأسهم الهندية راكيش جونجونوالا
وتضيف الصحيفة أن الإعلان في يونيو/ حزيران الماضي، أثار موجة احتجاجات تصاعدت إلى أعمال شغب، مع إلحاق أضرار واسعة بالممتلكات العامة وخسائر في الأرواح. وقادت الاضطرابات مجموعات من "الطامحين"، وهم -بحسب الكاتبة- شباب في سن التجنيد على أمل الالتحاق بالجيش، الذين انتقدوا فكرة إدخال نظام "توظيف وتوقيف عن العمل الذي تعمل به الشركات" في القوات المسلحة، بعد إدخال إمكانية الالتحاق بالجيش لمدة أربع سنوات فقط.
وتقول الكاتبة إن البريطانيين لم يخترعوا الطبقية في الهند، وإن "كتب التاريخ الهندية مليئة بقصص عن شجاعة أفواج المراثا أو السيخ الذين قادوا المعارك ضد الغزو المغولي والقوات الأفغانية".
وتنقل عن الدكتور سامراغني بونيرجي، مؤرخ الجيش البريطاني في جامعة نورثمبريا، قوله إنه "لم يتم إضفاء الطابع الرسمي عليها وتنظيمها إلا أثناء الحكم البريطاني في الهند، بعد أن أدركوا أن التمسك بالفصل العنصري سيمنع توحيد المشاعر المعادية لبريطانيا بينهم".
لكن وسط الاحتجاجات التي أعقبت القرار الأخير، خلقت عدة تصريحات لقيادة الدفاع شعوراً بالغموض. ونقلت الكاتبة عن وزير الدفاع راجناث سينغ قوله: "النظام القائم منذ حقبة ما قبل الاستقلال لا يزال كما هو. لم يتم إجراء أي تغيير. النظام القديم مستمر".
وبحسب ما نشرت "بي بي سي"، تضيف الكاتبة أنه كان يشير إلى العملية التي يُطلب فيها من المرشحين تقديم شهادات تحدد طبقتهم ودينهم، وهي معلومات يقول الجيش إنها ضرورية لأداء الطقوس الأخيرة بشكل صحيح عند مقتل الجنود.
وتنقل الصحيفة عن مؤلف كتب عن علم الاجتماع والانقسام الطبقي في الهند، ديليب ماندال، أنه لا يمكن فرض خطوة بهذا الحجم من دون دعم القوات المسلحة والمجتمع كله لها.
ويضيف للصحيفة: "إنها خطوة مرحب بها، وعلى الدولة أن تمضي بها قدماً".
وختم التقرير بقول ماندال إنه "يجب أن تكون عملية وليس قراراً. لا يمكن فرض ذلك. يجب أن يكون التغيير من قاع المجتمع، الذي لا يزال منعزلاً إلى حد كبير. قد يكون الشروع في هذا التغيير مؤلماً، لكن الانتقال يجب أن يحدث".