هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فتحت زيارة رئيس المجلس الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، المفاجئة إلى أبوظبي، وفي توقيت حساس، تزامنا مع استمرار الهجمات والضربات الجوية التي تشنها طائرات مسيرة إماراتية على قوات الجيش والأمن في محافظة شبوة، الباب واسعا أمام أسئلة عدة حول طبيعتها ودلالات توقيتها.
وكان العليمي قد غادر، الاثنين، عدن، جنوبا، متوجها إلى الإمارات، في زيارة عمل غير رسمية، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ".
وبالتزامن مع مغادرة العليمي نحو أبوظبي، نفذت طائرات مسيرة يعتقد أن تابعة لدولة الإمارات، وفقا لمصادر عسكرية، غارات على مواقع للقوات الحكومية في محيط مدينة عتق، مركز شبوة الإداري، أعقبها هجوم لمليشيات مدعومة إماراتيا على تلك المواقع.
"غير واضحة"
وفي هذا السياق، يرى الباحث السياسي اليمني، عادل دشيلة، أن زيارة العليمي إلى دولة الإمارات غير واضحة المعالم، "خصوصا أننا أول مرة نسمع عبر وكالة الأنباء الرسمية عن أنها زيارة عمل غير رسمية لرئيس الدولة".
وقال دشيلة في حديث لـ"عربي21": "هناك دلالة للزيارة، بحسب ما صرح به المكتب الإعلامي لرئيس مجلس القيادة، بأنها لمناقشة الوديعة السعودية الإماراتية التي وعدوا بها خلال نقل السلطة في 7 نيسان/ أبريل الماضي".
لكنه استدرك قائلا: "بكل تأكيد، فإن الزيارة لها علاقة بتغير المشهد العسكري في المناطق الشرقية، خصوصا في محافظة شبوة".
فيما استبعد الباحث السياسي اليمني أي نتائج إيجابية للزيارة على المستويين السياسي والأمني، لكنه توقع أن يتم التجاوب ولو جزئيا، فيما يخص الملف الاقتصادي، ومع ذلك، لن تحل الإشكالية في البلاد.
وأضاف: نحن نعاني من تفكك القوى التي تعارض الحوثيين، وأصبحت تتصارع فيما بينها، وتحديدا بين القوى الانفصالية المدعومة من الإمارات والجيش الوطني اليمني، مؤكدا أنه قد يمتد الصراع إلى وادي حضرموت، حال لم تتخذ الحكومة أي إجراءات وقائية تجاه هذا التمدد العسكري للقوى الانفصالية المدعومة من أبوظبي .
اقرأ أيضا: اتهامات للإمارات بمواصلة قصف القوات الحكومية شرق اليمن
وأشار الباحث دشيلة إلى أن الوضع السياسي والأمني هش، قائلا: "من خلال مرور أكثر من 100 يوم على تشكيل المجلس، لم يستطع أن يقدم حلولا ولو جزئية للمشاكل الاقتصادية والأمنية، بل هناك تعميق للازمة فيما يتعلق الجانب السياسي والعسكري".
وتابع: "إذا استمرت القوى الانفصالية في التصعيد، فلا شك أن قوى المجلس الرئاسي ستتفكك، وتدخل في صراع لا يخدم الأمن الداخلي في المناطق المحررة من جماعة الحوثي، بل تخدم الأخيرة ذاتها".
كما حذر دشيلة من الأجندات الإقليمية التي يتم تنفيذها خطوة خطوة، على حساب مصالح اليمنيين، داعيا القوى الوطنية الحاملة لمشروع الدولة الاتحادية "أن تدرك خطورة المرحلة وتغير من استراتيجيتها في التعامل مع الجماعة الحوثية والقوى الانفصالية، خصوصا والتحالف بشكل عام".
"استحقاقات مالية"
من جانبه، قال الصحفي والباحث اليمني، كمال السلامي، إن زيارة العليمي لاشك أنها مرتبطة بشكل جوهري بالتطورات الأخيرة العسكرية والسياسية التي شهدتها الساحة اليمنية.
وأضاف السلامي في حديث لـ"عربي21": "التغييرات التي مثلت باعتقادي مرحلة جديدة من الصراع توشك على إثرها أن تتشكل تحالفات وتنهار أخرى".
وتابع: "يبدو أن الزيارة هدفها تقديم تقرير عن جملة الإجراءات التي جرى اتخاذها خلال المئة عام الماضية من عمر المجلس، والهدف الحصول على استحقاقات مالية ربما".
وأشار الصحفي السلامي إلى أن الإجراءات التي اتخذها المجلس باعتقادي ستؤثر على كل شيء لاحقا، سياسيا وعسكريا واقتصاديا، وحتى اجتماعيا، لا شيء سيبقى على حاله بعد الآن، في ظل الهرولة نحو توسيع الهوة بين المكونات الوطنية التي يفترض أنها تواجه الحوثيين.
وأكد أن العليمي مستند بقوة إلى وعود الرياض وأبوظبي، وبحسب علمي، الرجل يفتقر لأي خطة استراتيجية للتعاطي مع التحديات"، متابعا القول: "ما يجعل الارتجال هو سيد الموقف، حتى لو كان يصب في مصلحة طرف معين معاد للمعادلة الوطنية العليا، وحتى لو كان يدفع طرف آخر قدم الكثير، بعيدا عن الصف الوطني".
والأسبوع الماضي، شهدت مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، معارك عنيفة بين قوات حكومية وأخرى مدعومة إماراتيا، انتهت بسيطرة الأخيرة على المدينة، بعد تدخل الطيران الإماراتي في المعركة، واستهداف مواقع الأولى بعشرات الغارات.