هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
على غرار القنابل والدبابات.. للحرب وجوه أخرى تتغير وفق المصالح والأزمان.. فبعد حبوب أوكرانيا.. العالم مُهدد بأزمة دواء في حال نشبت حرب بين الصين وتايوان.. ما القصة؟
عندما حطت "طائرة بيلوسي" على أرض تايوان، وقفت أنفاس العالم، وترقبت حربا سيكون وقعها أمرّ وأقسى من حرب أوكرانيا، كيف لا.. وهذه المرة "أكبر مُنتج للدواء" هو من سيُوقف إمداداته عن العالم؟
عندها ستفرغ رفوف الصيدليات في غضون أشهر، وستتوقف بعض المستشفيات عن العمل، ولن يتمكن الأطباء من إجراء العمليات الجراحية، ومرضى السرطان والفشل الكلوي سيتركون وحدهم يجابهون هذه الحرب الجديدة، فهل لك أن تتخيل ذلك؟
البنسلين.. شرارة الحرب
لم تكن تتوقع أمريكا عام 2004 أن تكون المادة الكيميائية "البنسيلين" أبزر جبهات الحرب الجديدة بينها وبين الصين، بعد قيام بكين باحتكارها وتوزيعها في الأسواق بأسعار منخفضة مُقارنة بنظيرتها الأمريكية، باعتبارها المُنتج رقم 1عالميا لهذه المادة، بما قدره 70% من احتياجات العالم، لكن بعد إغلاقها لآخر مصنع لتخمير البنسلين.
2004، توجهت بوصلة العالم نحو البلد الآسيوي، وتخسر أمريكا مُنذ ذلك التاريخ نصيبها ومكانتها في هذا السوق، والذي بدأ انسحابها منه مُنذ 2001، عندما هاجمت الجمرة الخبيثة معظم ولاياتها، واضطرت السلطات إلى شراء 20 مليون جرعة من "الدوكسيسايكلين" عبر شركة أوروبية حصلت بدورها على هذا "المُكون الكيميائي" من مصنع صيني، لتصبح بذلك "الصين "بعد عقدين من الزمن فقط أكبر مُزود لها بالمكونات الأساسية لصنع الأدوية الجنيسة، وفق مجلة "أميركان كونسيرفانيف" الأمريكية فكيف ذلك؟
الكارتلات الصينية
ثالوت العمالة الزهيدة وضعف قوانين البيئة والحماية الاجتماعية للعمّال جعلت من الصين "بيئة استثمار" ممتازة لصناعة الأدوية الجنيسة، وهي أدوية مُماثلة للدواء المبتكر الأصلي الذي انتهت براءة اختراعه، وتحتوي على المادة الفعالة ذاتها التي تُحدث الأثر العلاجي المطلوب، لكنها تكون أرخص ثمنا مُقارنة بالأصلية، ما مثل استراتيجية مُربحة لـ"الكارتل" الصيني، وهو حلف احتكاري بين عدة منشآت صناعية تتقاسم فيما بينها الأسواق أو كميات الإنتاج، الأمر الذي مهّد لإمبراطورية صينية وحدها أن تحتكر صناعتها، بالإضافة إلى المضادات الحيوية لعلاج مرض الجمرة الخبيثة والاكتئاب، وحبوب منع الحمل، وأدوية لمرض ألزهايمر والإيدز والسكري، ومرض الشلل والرعاش والصرع، وغيرها من المواد الدوائية الفعالة التي يحتاجها العالم، والمُقدرة بـ40 % من وارداته منها، خاصة بعد سحبها البساط من تحت أقدام الأمريكان والأوروبيين، وجعلها لهذه الصناعات "سلاحا" تُشهره في وجه خصومها إذا تجرأوا وهددّوا مصالح بكين.
كيف كانت غزة ملاذا أمنا للعائلات المصرية؟ (شاهد)
بروتوكول "هنيبعل".. الاحتلال يقتل جنوده!