رياضة دولية

اللاعبون الأفارقة بين واجب المنتخب الوطني ومعارضة أنديتهم

ماني وصلاح
ماني وصلاح
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا تطرقت فيه إلى التصريح المثير للجدل لرئيس نادي نابولي الإيطالي الذي أعلن أنه لم يعد يرغب في ضم لاعبين يشاركون في كأس الأمم الأفريقية، في إشارة إلى مشكلة توقيت المسابقات التي تسلط ضغطا على اللاعبين الدوليين الأفارقة الذين يشاركون في الدوريات الأوروبية.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم اعتبر تصريحات دي لورينتيس غير مسؤولة وغير مقبولة وقد ردّ في بيان صحفي حث فيه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على فتح تحقيق تأديبي ضد رئيس نادي نابولي. ولكن لم يتجاوب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ولا الاتحاد الإيطالي لكرة القدم مع هذا الطلب حتى الآن.

كما تساءل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عما إذا كان رئيس نادي نابولي سيفرض شروطا تقييدية مماثلة على اللاعبين من أمريكا الجنوبية وآسيا والاتحادات القارية الأخرى. وعلى عكس التصفيات في الدوريات الأخرى، التي تقام في شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو تزامنا مع موسم عطل الأندية الأوروبية، تُقام كأس الأمم الأفريقية في كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير في منتصف موسم الأندية الأوروبية.

وذكرت الصحيفة أن غالبية اللاعبين الأفارقة الدوليين الذين يشاركون في كأس الأمم الأفريقية يلعبون أيضا في الأندية الأوروبية، بدءًا من الـ 27 لاعبًا السنغاليين الذين توجوا أبطالاً لأفريقيا في بداية السنة. كما أن كأس الأمم الأفريقية تقام كل سنتين، مقابل كل أربع سنوات لكأس أوروبا وكل ثلاث سنوات لكل من كأس أمريكا أو كأس آسيا.

ومع أن زملاء رئيس نادي نابولي لم يدلوا بنفس التصريحات إلا أن الأندية الأوروبية تشعر وكأنها ترمي أموالها هباءً على حد تعبير أحد الوكلاء الذي لم يرغب في الكشف عن هويته، ناهيك عن إرهاق اللاعبين وتزايد خطر تعرضهم للإصابة الأمر الذي يؤثر على مردوديتهم خلال الموسم الكروي. ونتيجة لذلك، يكون التأهل أو الحصول على مكان بين النخبة على المحك، ما يعني أيضا المخاطرة بعشرات الملايين من اليوروهات. ومن جهته، استغرب المدرب فريديريك أنتونيتي من إقامة منافسات دولية بالتزامن مع المنافسات الوطنية.

قضية ديلور

وفقا لألان جيريس، المدرب السابق لمنتخب الغابون ومالي والسنغال وتونس، فإن المشاركة من عدمها هي مسألة ضمير بالنسبة للاعبين لأن بعضهم قد يفقد مكانه الأساسي في النادي خلال المنافسة. ولعل ذلك ما تكشفه حالة آندي ديلور. فبعد انتقاله من مونبلييه إلى نيس، أعلن المهاجم الجزائري الدولي في خريف 2021 لمدربه جمال بلماضي أنه يفضل الحفاظ على وضعه مع ناديه على حساب المنتخب الوطني. وعلى خلفية رفض دعوته للالتحاق بمحاربي الصحراء، ندد المدرب جمال بلماضي علنا بحقيقة أن نادي نيس يشجع لاعبيه الأفارقة الدوليين على الامتناع عن المشاركة في كأس الأمم الأفريقية.

ورد المدير الرياضي لنادي نيس آنذاك جوليان فورنييه على صحيفة "ليكيب" بأن هناك مشكلة في التوقيت مؤكدا أنه لكل لاعب حرية الاختيار. ونظريًا، تحظر لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم على الأندية منع اللاعبين من الانضمام إلى منتخبات بلدانهم، لكن الضغوط على أرض الواقع عديدة.

الاستثناء المصري

رغم وجود معظم لاعبيها في البطولة المحلية، تعد مصر استثناءً من بين الدول الكبرى في القارة الأفريقية. وحسب نجيتاب من النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين، فإن تعزيز تطوير البطولات المحلية يمكن أن يقلل من هجرة المواهب المحلية وبالتالي الحد من مشكلة اللاعبين الدوليين في الأندية الأوروبية. وقد أشار اللاعب السنغالي السابق بابي دياكاتي إلى أن الأندية الأوروبية خلال هذا الموسم ستلعب كل ثلاثة أيام، وهم يريدون إصلاح الأمور بما يناسبهم بدءًا من كأس العالم في قطر التي ستقام بشكل استثنائي في نهاية السنة من 20 تشرين الثاني/ نوفمبر إلى 18 كانون الأول/ ديسمبر.
التعليقات (1)
ابوعمر
الخميس، 18-08-2022 04:37 م
أعتقدأن الواجب.. هو مراعاة مصالحهم أولا ...لأن المنتخب الوطني لم يرفعهم الى مراتب النجومية...(الواجب ) يستغله الزعماء والحكام لزيادة طغيانهم ...