هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استبعد الكاتب والإعلامي الجزائري سعد بوعقبة صحة الأنباء التي تحدثت عن مسعى تقوده المملكة العربية السعودية للتوسط بين الرباط والجزائر، من أجل نزع فتيل التوتر بينهما وإذابة الجليد الذي تعالى بين البلدين استعدادا لاحتضان الجزائر للقمة العربية مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وأكد بوعقبة في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن من مصلحة "الجزائر أن تعلن منذ وقت مبكر رفضها استضافة القمة العربية حفظا لماء وجهها حتى لا يدنس ترابها قادة ضعفاء أسهموا في تخلف بلدانهم".
واعتبر بوعقبة أن الحديث عن وساطة سعودية بين الجزائر والمغرب إهانة للجزائر، وقال: "لا أعتقد أن السعودية المنشغلة بقضاياها الداخلية وبحربها في اليمن وخلافها مع إيران، تمتلك القدرة على الوساطة بين الجزائر والمغرب، وهما بلدان جاران ويمتلكان القدرة والشجاعة للقاء المباشر والحار لحل الخلافات بينهما".
وأضاف: "الجزائر بتاريخها السياسي وبما تمتلكه من خبرة في التوسط بين الدول وبقدراتها الهائلة، لا تحتاج لوساطة لا السعودية ولا حتى الولايات المتحدة لحل خلافاتها مع المغرب، والدليل أنها تمكنت من حل هذه الخلافات في السابق حينما جلست مع المغرب في الحدود وتمكنت من حل الخلافات بين البلدين من العام 1968 إلى العام 1975".
ورأى بوعقبة أن الترويج لوجود وساطات بين المغرب والجزائر غير صحيح، وقال: "علينا أن نكون صرحاء وواضحين، لا الرباط ولا الجزائر تمتلك الإرادة لحل الخلاف في الوقت الراهن، لأن وضع حد لهذه الخلافات المصطنعة سيدفع بحكام البلدين لمواجهة مطالب شعبيهما وهي كثيرة ومعقدة ولا يستطيعان مواجهتها".
وحول القول بأن الجزائر تشترط على المغرب وقف التطبيع مع إسرائيل لإعادة العلاقات معها، قال بوعقبة: "هذا كلام لا أساس له من الصحة في شيء، فوقف التطبيع لا يقدم ولا يؤخر شيئا لا في الجزائر ولا في المغرب، لا بل إن عباس الذي يأخذ الأموال من الجزائر يصرفها على التنسيق الأمني الذي يحمي به إسرائيل".
وأضاف: "التطبيع العربي مع إسرائيل عامة لم يعد يفيد إسرائيل في شيء، حيث أن مصير إسرائيل لم يعد مهددا من العرب وإنما هو مهدد من خارج المنطقة العربية أكثر بكثير.. ومصير الاحتلال ربما يكون محكوما بنتائج ما ستؤول إليه الحرب الروسية الأوكرانية أكثر بكثير مما هو في العالم العربي"، وفق تعبيره.
ونقلت صحيفة "الأيام" المغربية اليوم الخميس عن موقع "المغرب إنتليجنس"، حديثه عن بزوغ ما وصفها بـ"توترات جديدة في العلاقة بين الجزائر والمملكة العربية السعودية بسبب المغرب، مشيرة إلى إلغاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لزيارته للجزائر في نهاية تموز (يوليو) الفائت.
وأضاف المصدر ذاته، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فضل مقاطعة النظام الجزائري للدلالة على خلافه العميق مع تصرفات القادة الجزائريين الذين يرفضون كل مقترحات الوساطة السعودية في ملف المغرب والصحراء.
ووفق ذات المصادر فإن السعودية لا تتردد في التلويح بسلاح المقاطعة للقمة العربية المقبلة في الجزائر المقرر عقدها في الأول والثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن الخلاف الرئيسي بين الجزائر والرياض هو رغبة النظام الجزائري في عدم دعوة الملك محمد السادس إلى الجزائر خلال قمة جامعة الدول العربية، لافتة إلى أن السلطات الجزائرية تتمنى بشدة أن يكون رئيس الدبلوماسية المغربية فقط حاضرا في هذه القمة حتى لا تضطر إلى مد البساط الأحمر للعاهل المغربي الذي يقول القادة الجزائريون إنهم يخوضون معه "حربا مفتوحة".
إقرأ أيضا: الجزائر ترد على "وساطة سعودية" لعودة العلاقات مع المغرب